إن احتج النصاري بأن القرآن يشهد بألوهية المسيح فهذا يضعهم في موقفين أحلاهما مر:
أولا أنهم يحتجون بالقرآن لإيمانهم بصدقه و حجيته عندها يلزمهم الإيمان بجميع تعاليمه
ثانيا عدم الإيمان به عندها نقول لهم أبلغ بكم الهوان لتستدلوا علي صحة معتقدكم بكتاب لا تؤمنون به أصلا
أما الإستدلال بقوله عز و جل{ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه } فكان أولي بنجاسة البابا أن يكمل الآية و لا يبترها علي طريقة ويل للمصلين و الآية هي يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى الله إلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِالله وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا الله إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِالله وَكِيلًا { [النساء:171]. و معني كلمته هنا هي قوله كن وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه (روح)وهو أنه لم تكتمل الأسباب التي وضعها الله في الكون للإنجاب وهي وجود الذكر والأنثى، فجاء خلق الله تعالى لعيسى مثل خلقه لآدم بالأمر الإلهي بكلمة الله «كن».كذلك أطلق على عيسي كلمة الله لأنه جاء بالكلمة من الله تعالى، كما يطلق على البرق والرعد «قدرة الله» على أنه جاء بقدرة لله، ويطلق على الدمار الناتج من الحرب «دمار الحرب» لأنه جاء نتيجة للحرب وفي تفسير ابن كثير: } وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ {، ليس الكلمة صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى (لفظ كن)
فإذا كنا نعتقد أن كلمته في الآية تعني ألوهية المسيح لوجب علينا كذلك القول بألوهية آدم من قبله لأنه جاء من كلمة الله كذلك كما في قوله إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ { [آل عمران: 59].