اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :17  (رابط المشاركة)
قديم 20.11.2013, 04:56

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


نقرأ من الجملة الأولى :
ينتصر الأبرار باسم رب الأرواح

و قد تحدثنا من قبل عن انتصارات الأبرار التى يتنبأ عنها سفر أخنوخ

و الأبرار هم النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه الأخيار الأطهار رضى الله عنهم و أرضاهم
فهذه سنة الله فى خلقه

قال تعالى فى سورة غافر:
( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ( 51 ) يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ( 52 ))

و لا شك أن النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته كانوا منصورين من الله
فمن ضعف و قلة و اضطهاد فى مكة إلى السيطرة على الجزيرة العربية كلها فى آخر حياة النبي صلى الله عليه و سلم إلى فتح البلدان و الممالك شرقا و غربا فى عهد الصحابة الكرام
27 غزوة فى حياة النبي صلى الله عليه و سلم بدون هزيمة إلا هزيمة واحدة فى غزوة أحد بسبب مخالفة أمر النبي صلى الله عليه و سلم
فى غزوة بدر ينتصر المسلمون على المشركين و هم ثلاثة أضعافهم
فى غزوة الأحزاب تجتمع قبائل المشركين و اليهود على النبي صلى الله عليه و سلم و المسلمين فينصر الله المسلمين بالريح
فى صلح الحديبية كان المسلمون 1500
بعدها بعامين فقط فتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة بعشرة آلاف صحابي
و بعدها بعام انطلق النبي صلى الله عليه و سلم لقتال الروم فى غزوة تبوك ب30 ألف صحابي
و بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم فتحت مصر و فتحت الشام و فتحت فارس و بلاد المغرب و الأندلس و غيرها
فهذا نصر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم و للمؤمنين

و الجملة السابقة تقول أن الأبرار ينتصرون باسم رب الأرواح
و هذا يذكرنا بحديث النبي صلى الله عليه و سلم :
- اغزوا باسمِ اللَّهِ وفى سبيلِ اللَّهِ وقاتلوا من كفرَ باللَّهِ اغزوا ولاَ تغدروا ولاَ تغلُّوا ولاَ تمثِّلوا ولاَ تقتلوا وليدًا.
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2613
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فغزو المسلمين و جهادهم و قتالهم و انتصارهم كان باسم الله كما تقول النبوءة

و ننتقل للجزء التالى من النبوءة

يدعون الآخرين إلى الارتداد و التنكر لعمل أيديهم
لا يتمجدون باسم رب الأرواح و لكنهم يخلصون باسمه
يتحنن عليهم رب الأرواح
لأنه غنى بالحنان و عادل فى حكمه
لا يقوم العنف فى مجده
و فى دينونته يبيد الكافر أمامه
و عند ذاك لن أتحنن عليهم يقول رب الأرواح


و هنا نجد أن الأبرار المنصورين من الله تعالى يدعون الآخرين إلى الارتداد و التنكر لعمل أيديهم و المراد بعمل أيديهم الأوثان التى عبدوها بعد أن صنعوها بأيديهم فالأبرار يدعون الوثنيين إلى ترك عبادة الأوثان و عبادة الله الواحد القهار
و هؤلاء الوثنيون لا ينالون نفس النصر و المجد الذى يناله الأبرار و لكنهم سيخلصون و ينجون فى النهاية و من الواضح أن ذلك سيكون بتركهم للوثنية بعد هزيمتهم أمام الأبرار
يتحنن عليهم رب الأرواح أى يغفر لهم و يتوب عليهم و يرحمهم
و فى دينونته يبيد الكافر أمامه أى من لا يتوب عن الكفر و الوثنية فهذا مصيره الهزيمة و الخزى فى الدنيا و العذاب الأليم فى الآخرة
(و عند ذاك لن أتحنن عليهم يقول رب الأرواح) أى أن من مات على الكفر فلن تدركه رحمة الله تعالى و مغفرته
و سأنقل العبارة السابقة من ترجمة إنجليزية و أقوم بترجمتها للعربية مباشرة لأن الترجمة الإنجليزية أوضح و أفضل فى أداء المعنى
نقلا عن الرابط التالى :
http://reluctant-messenger.com/1enoc....htm#Chapter49

3Others shall be made to see, that they must repent, and forsake the works of their hands; and that glory awaits them not in the presence of the Lord of spirits; yet that by his name they may be saved. The Lord of spirits will have compassion on them; for great is his mercy; and righteousness is in his judgment, and in the presence of his glory; nor in his judgment shall iniquity stand. He who repents not before him shall perish.

4Henceforward I will not have mercy on them, saith the Lord of spirits.

الترجمة :

الأخرون سيتبين لهم أنهم يجب أن يتوبوا و يتركوا عمل أيديهم و سيتبين لهم أنهم لا مجد لهم أمام رب الأرواح و مع ذلك فباسمه سيخلصون. رب الأرواح سيتحنن عليهم لأن رحمته واسعة و حكمه عادل. لا يقوم ظلم و لا شر أمام مجد رب الأرواح و لا فى حكمه. من لا يتوب أمامه سوف يبيد.

و بالتالى فلن أرحمهم يقول رب الأرواح.


و بالفعل تبين للمشركين بعد ظهور الإسلام و انتصاره أنهم يجب أن يتوبوا إلى الله و يتركوا عبادة ما صنعته أيديهم من الأوثان و أنهم لا مجد لهم عند الله و أن الله قد نصر نبيه صلى الله عليه و سلم و صحابته الأطهار الأخيار لأنهم يقولون لا إله إلا الله و أن الله قد هزمهم و أخزاهم لأنهم يعبدون الأوثان من دون الله عز و جل

ففى فتح مكة أسلم أهل مكة بعد أن فتحها النبي صلى الله عليه و سلم بعشرة آلاف صحابي و عفا عن أهلها و لم ينتقم منهم بعد أن أذوه و كذبوه و اضطروه صلى الله عليه و سلم للهجرة منها

و فى غزوة حنين بعد هزيمة المشركين و سبي نسائهم و أطفالهم جاءوا يستعطفون النبي صلى الله عليه و سلم و يطلبون منه أن يرد له أهلهم فردهم فأسلموا

- أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ قالَ ، حينَ جاءَهُ وفدُ هوازِنَ مسلمينَ ، فسأَلوهُ أن يردَّ إليهِم أموالَهُم وسبْيَهم ، فقال لهم : ( معي مَن ترَونَ ، وأحبُّ الحديثِ إلي أصدقُهُ ، فاختارُوا إحدَى الطائفتَينِ : إمَّا السبيَ وإمَّا المالَ ، وقد كنتُ استَأْنَيتُ ) . وكانَ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ انتظَرَهمْ بضْعَ عشْرَةَ ليلةً ، حينَ قَفَلَ من الطائفِ ، فلمَّا تبينَ لهُم أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ غيرَ رادٍ إليهِم إلا إحْدَى الطائفتَينِ ، قالوا : فإنَّا نَخْتَارُ سبْيَنَا ، فقَام في المسلمينَ ، فأَثْنَى علَى اللهِ بمَا هوَ أهلُهُ ، ثمَّ قالَ : ( أمَّا بعدُ ، فإنَّ إخوانَكُم هؤلاءِ جاؤونَا تائبينَ ، وإنِّي رأيتُ أنْ أرُدَّ إليهِم سبيَهمْ ، فَمَنْ أحبَّ منكُم أنْ يَطِيبَ ذلكَ فليَفْعَلْ ، ومَن أحبَّ أنْ يكونَ على حَظِّهِ حتى نُعْطِيَهُ إيَّاهُ مِن أوَّلِ ما يَفِيءُ اللهُ علينَا فلْيَفْعَلْ ) . فقالَ الناسُ : طيَّبنَا يا رسولَ اللهِ لهُم ، فقالَ لهُم : ( إنَّا لا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ منكُم فيهِ مِمَّنْ لم يأْذَنْ ، فارْجعوا حتى يرفعَ إلينَا عرفَاؤكُم أمرَكُم ) . فرجعَ الناسُ ، فكَلَّمهُم عرفاؤُهُم ، ثم رجَعوا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فأخبَروهُ : أنَّهُم طيَّبُوا وأَذِنُوا .
الراوي: المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2607
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

و الله عز و جل أخبرنا فى القرآن الكريم أنه يعذب الكافرين بالهزيمة ثم يتوب عليهم
قال تعالى فى سورة التوبة:
( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ( 25 ) ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ( 26 ) ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم ( 27 ) )
فالله عز و جل يعذب الكفار بهزيمتهم و موتهم فى الحروب و سبي نسائهم و ذراريهم و تغنم أموالهم ثم يتوب الله سبحانه و تعالى على هؤلاء الكافرين إن تركوا الكفر و الوثنية و آمنوا و دخلوا فى الإسلام

أما الجملة الأخيرة
و من لا يتوب أمامه سوف يبيد

فهى تذكرنا بآية السيف
قال تعالى فى سورة التوبة :
(فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5))

و هذه الآية هى من أواخر ما نزل على النبي صلى الله عليه و سلم
و هى خاصة بمشركى العرب و استثنى منها من أوفوا بعهودهم للنبي صلى الله عليه و سلم
و نزلت بعد 22 سنة من دعوة النبي صلى الله عليه و سلم للناس إلى لا إله إلا الله و ترك عبادة الأصنام
و كانت معظم القبائل قد دخلت فى الإسلام ما عدا بعض القبائل التى ظلت مصممة على عبادة الحجارة من دون الله عز و جل
فبنزول تلك الآية الكريمة أصبح عليهم أن يسلموا أو يخرجوا من جزيرة العرب أو يقاتلوا
فإن تابوا لا يقاتلوا و لو كانوا أسرى يخلى سبيلهم

فبنزول هذه الآية الكريمة أصبح مشركو العرب الذين لم يتوبوا عن الشرك و الكفر كلهم باستثناء من أوفوا بعهودهم للنبي صلى الله عليه و سلم عرضة للقتل فى حربهم ضد المسلمين
و هو تحقق حرفى لهذه النبوءة التى تقول :

و من لا يتوب أمامه سوف يبيد

و أخيرا
و بالتالى فلن أرحمهم يقول رب الأرواح

فمن مات على الشرك و الوثنية و رفض الإيمان بالإسلام فلن تدركه رحمة الله عز و جل و مصيره جهنم و بئس المصير فالشرك هو الذنب الذى لا يغفر

قال تعالى فى سورة النساء :
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ( 48 ) )







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس