اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 19.11.2013, 23:59
صور الشهاب الثاقب الرمزية

الشهاب الثاقب

مشرف عام

______________

الشهاب الثاقب غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.09.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 991  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.06.2024 (20:35)
تم شكره 689 مرة في 467 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين





لمحة تاريخية عن حرب الصور والتماثيل :

إذا أمعنا النظر فى التاريخ سنجد أن أول الخلافات حول الصور والأيقونات والتماثيل قد بدئت فى القرن الثامن تقريبا ًوقبل ذلك لم تكن هناك نزاعات حقيقية ظاهرة فى الموضوع, ويعتقد المؤرخ أندرو مولر أن التاريخ لم يذكر فى الثلاثة قرون الأولي أى ظهور للأيقونات ولا التماثيل قبل ظهور الأمبراطورة هيلانة والدة قسطنطين وهى أول من أغري المسيحيين بهذا [1], وقد قامت الحركة اللا أيقونية سنة 716 م على يد الملك لاون عندما شرع فى محاولة لنزع الصور والتماثيل من الكنائس [2]أعتبر الملك لاون أن أى تكريم للأيقونات – حتى أيقونات المسيح نفسها – فيها أساءة لله وتعتبر عبادة أوثان وأمر الملك بتحطيم كافة الصور والأيقونات والصلبان وأن يتم دهن الحوائط المرسوم عليها صور للمسيح أو القديسة العذراء حتى يتم محو تلك الصور, وفى بادئ الأمر أصدر الملك مرسوم أول بمنع أى عبادة للتماثيل وبأن ترفع لمستوى لا تصل إليه أيدى الناس حتى لايستطيعون أن يلمسوها لعبادتها [3] ولكن لم يعتد كثيرا ًبهذا المرسوم مما جعل الملك يصدر مرسومه الثانى بأبادة كافة التماثيل والصور .

وظهر كرد فعل لما تبناه الملك لاون أشخاص فى الكنيسة يرفضون تلك الفكره ومنهم يوحنا الدمشقي الذي أخذ على عاتقه أن يرد على الملك لاون لاهوتيا ًفشرع بكتابة ثلاثة خطابات فيهما رد على ما تبناه لاون ودفاع عن عقيدته وايمانه بوجوب وجود الأيقونات والتماثيل فى الكنائس, وأيضا ًالبابا غريغورى المعاصر للملك لاون وقد رفض أن تنصاع الكنيسة لقرارات الملك وقد وجه للملك أكثر من خطاب شخصي لرده عن طريقه وتتميز هذه الخطابات بالحدة فى الاسلوب واللغة وصرامة البابا على موقفه ومن الواضح أن الملك ليون لم يكن يمتلك حجة على ما يتبناه ولم تكسبه الحياة ولا المكانة فصاحة اللسان ولا القدرة على الرد بموضوعية على الأخرين فقد وجه له البابا غريغورى فى أول خطاب كلمات تنم عن عدم فهم الملك لما يتبناه من عقيدة فقال ” لو إنك دخلت إلى مدرسة لصغارنا وأظهرت عداءك لعبادتنا لكان الصبيان الأتقياء يقذفون مكاتبهم فى وجهك “[4] وأستمر الحال كما هو عليه حتى وفاة الملك لاون وتولي أبنه قسطنطين الحكم بعده وقد كان أشد صرامة من أبيه فى ما يتعلق بالأيقونات وشن الحرب الضارية ضدها وأمر بحرق ماتبقى منها ولكنه تميز عن أبيه بأطلاقه للكثير من الجدالات ضدها وقد أنشأ مقالات فيها عقيدته وأيمانه ضد الأيقونات والتماثيل, وفى سنة 754 م دعا الملك إلى مجمع هيرييا حيث تمت أدانة الصور من قبل أعضاء المجمع وحرم جميع مؤيدوها ومن ضمنهم يوحنا الدمشقي وقيل عنه أنه يجاهر بأراء ## وهو معلم للكفر وموقر للأيقونات [5] وبعد وفاة قسطنطين ووفاة أبنه ملكت زوجة أبنه عوضا ًعنه وأقامت مجمع أخر في نيقيه بهدف مناقشة ماجاء فى مجمع هييريا حول التماثيل والصور, وأصدر المجمع مرسومه بأن يتم معاملة مضطهدي الصور والتماثيل على كونهم من أشد الهراطقة ويجب أن يتم العبادة والسجود أمام التماثيل من جديد وأن تكرم وتحفظ وأى أهمال لها يعتبر أهانة فى حق المسيح نفسه . [6]

ونجد فى الربع الأول من القرن السادس عشر تبدأ مرة أخري مع عصر الأصلاح تكرار الكلام عن وثنية العبادة إذا تمت من خلال تكريم أى تجسيم أو تصوير لشخص الله أو لأحد من القديسيين ومن أهم من صرح بهذا المصلح زوينجلي ( 1484 – 1531 ) فبالتحديد فى 29 يناير 1523 تم أقامة مجمع زيورخ الذي أفحم فيه زوينجلي مناظريه حول أيمانه بالكتاب المقدس وتم صدور مرسوم لصالح زونجلي وأن يعتبر أيمانه هو الإيمان القويم لزيروخ, وبعد هذا قام جماعة من المتطرفين بدخول الكنائس وإزالة التماثيل منها [7] ومن الواضح أن زوينجلي لم يكن أن تتم الأمور بهذا الشكل وعندما تم القبض على من قاموا بهذا العمل صرح زوينجلي بأن شريعة موسي تحرم عبادة الصور والتماثيل وبعدها تم أقامة مجادلة أخري فى 26 أكتوبر 1523 حول الصور والتماثيل وشاركه فيها القس ليوجودا الذى قال أن الصور والتماثيل ممنوعة فى كلمة الله وينبغي على المسيحيين عدم صنعها أو أقامتها أو تقديم أى عبادة لها أو حتى أحترمها [8] وتم حسم الجدال لصالح زوينجلى مرة أخري وصدور مرسوم بإزالة الصور والتماثيل ولكن زوينجلي بسبب حكمته لم يتعجل فى تنفيذ الحكم لئلا يسبب ذلك هياج أو ثورة فى الشعب, وبعد فترة طالب زوينجلي مجلس المدينة بتنفيذ الحكم وتمت إزالة التماثيل والصور فى كل الكنائس على أن يتم إزالتها بمعرفة الكنيسة نفسها وأن لا يتدخل أى شخص فى ذلك العمل ويتم وأبواب الكنيسة مغلقة بكل أحترام لمعتقدات الناس ومن له صورة أو تمثال فى الكنيسة متبرع به يأخذه هو ليدمره بمعرفته الشخصيه ويتم بيع حليٍ الصور وتباع وتعطي أثمانها للفقراء [9] وبحلول عام 1525 تم أكتمال الأصلاح فى زيورخ بألغاء القداس وتحريم أستخدام الصور والتماثيل وأثار القديسيين تماما ً[10] الا أننا لا يمكننا القول أن ذلك الفكر الأصلاحي تجاه الأيقونات والصور قد عم كل بقاع المسيحية فقد أتخذ هذا الموقف ضد أستخدام الصور والتماثيل كافة كنائس الأصلاح ( البروتستانت ) ولكن حتى الأن تكرم الكنائس التقليدية الصور والتماثيل وتستخدمها فى العبادة .

رافضي أستخدام الأيقونات والتماثيل :

أما عن الجانب الأخر فقد رفض مجموعة من المؤمنين أستخدام أية صورة أو تمثال لله نفسه أو لغيره فى العباده وأستنادهم فى ذلك على الوصية الثانية التى تنهي كل النهى عن أستخدام أية صورة لله, فيقول القس دك وودورد ” أن الوصية الثانية تمنعنا من صنع أى صورة أو تمثال لله, فالله روح وينبغى أن نعبده بالإيمان وأي محاولة لصنع شيئ مادي أو ملموس نطيح بذلك الحاجة إلى الإيمان ” [11] وبذلك يؤكد القس دك أن الله الروح أراد أن يكون كذلك ووصيته يتعلمنا أن لا نصوره لأن أى صورة له تجعلنا ندخل إليه فى عالم العيان الذى هو عكس التقدم إليه بالأيمان بوجوده موضوع ايماننا, وكما رأينا أن زوينجلي رفض أستخدام الصور والتماثيل فى العبادة ونادى جهارا ًبأن شريعة موسي تحرم ذلك [12] ولم يكن زوينجلي وحده من المصلحيين هو من رفض ذلك بل نرى المصلح واللاهوتى الشهير جون كلفن يؤكد على ضرورة عدم أستخدام الصور والتماثيل وأنه عندما يقوم أى إنسان بصنع أى شكل فإنه يفسد مجد الله بالباطل وذلك لأن الله لم تكن له صورة مرئية للشعب تماما ًبل صوته فقط هو الذي سمع ( تث 4 : 15 – 16 ) [13] وبذلك يتحد كلفن مع الأخرين فى رفضه التام لأى صورة أو تمثال تستخدم فى العبادة حتى وإن كانت تصور الله ويستدل بذلك بالشاهد السابق ” فأحتفظوا جدا لأنفسكم لأنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب فى حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثال منحوتا صورة مثال ما .. ” وبذلك ينبه موسي الشعب أن الله لم يظهر لهم بصورة ما يوم كلمهم فى أعطاء الوصايا ولذلك لا يجب عليهم أن يقوموا بتصوير ما له لأنه هو نفسه رفض ذلك, وفي شرحه للوصية الثانية يقول القس جيمس أنس ” لما كان الله روح مجرد لا يجوز أن يمثل بشي تصنعه أيدينا وأن نكرمه بعبادة روحية وأن نعبده بالطريقة التى عينها هو فهذه الوصية تنهى عن العبادة الصنمية لا تقوم بعبادة الألهة الكاذبة فقط بل أيضا ًبعبادة الإله الحقيقي بواسطة تمثال أو صورة و لا يصح أن نجعل من ذواتنا أحكم من الله الذي شاء أن نتعلم عنه بواسطة أعلان كلمته ” [14] فأصحاب وجهة النظر تلك يؤكدون أن الله نهى نهي تام عن أستخدام مثل تلك الصر والتماثيل فى العبادة مبينين أن طبيعة الله روح ولا يمكن أن تحد أو أن تصور بشيئ مادى لأن مهما كان الشيئ كامل فلن يصل إلى كمال شخص الله ولا يمكنه أن يعلمنا أو أن يخبرنا عن شخص المخلص, وعن نقطة أن الصور والتماثيل من شأنها أن تعلمنا عن الله يرفض ذلك تماما ًجون كلفن ويري أن الله لم يحرم فقط أن نعبد من خلال الصور والتماثيل بل أيضا ًمن أن نتعلم منها ويستدل بالشاهد فى ( حبقوق 2 : 18 ) ماذا نفع التمثال المنحوت حتى نحته صانعه أو المسبوك ومعلم الكذب ” [15] إذا فلم يمنع الله من عبادته عن طريق الصور والتماثيل فقط بل أيضا ًمن أن نعلم شخص ما عن الله من خلال أستخدام تلك الصور والتماثيل لأنها معلمة كاذبة .




[1] أندرو مولر, مختصر تاريخ الكنيسة, مكتبة الأخوة, الطبعة الخامسة, ( القاهرة 2005 ) , 211 .
[2] أيسوذورس, الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة, مكتبة المحبة, ( القاهرة 2002 ), 279 .
[3] أندرو مولر, مختصر تاريخ الكنيسة, مرجع سابق, 212 .
[4] أندرو مولر, مختصر تاريخ الكنيسة, مرجع سابق, 213 .
[5] دير سيدة حماطورة, القديس يوحنا الدمسقي الدفاع عن الأيقونات المقدسة, ( لبنان 1997 ), 7 .
[6] أندرو مولر, مختصر تاريخ الكنيسة, مرجع سابق, 216 ,
[7] جون لوريمر, تاريخ الكنيسة, الجزء الرابع, دار الثقافة, ( القاهرة 1990 ), 167 .
[8] أندرو مولر, مختصر تاريخ الكنيسة, مرجع سابق, 527 .
[9] أندرو مولر, مختصر تاريخ الكنيسة, مرجع سابق, 531 .
[10] ايرل كيرنز, المسيحية عبر العصور, كوكب الصبح, ( قبرص 1992 ), 349
[11] دك وودورد, فى ظلال الكلمة التكوين والخروج, كتيب رقم 1 , الخدمة العربية للكرازة بالأنجيل, ( 2005 ), 91 .
[12] أندرو مولر, مختصر تاريخ الكنيسة, مرجع سابق,525 .
[13] جون كلفن, المسيحية الكتابية, الرابطة الإنجيلية للشرق الأوسط, ( القاهرة 1994 ), 51 .
[14] جيمس أنس, علم اللاهوت النظامى, الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة, ( القاهرة 2005 ), 582 .
[15] جون كلفن, المسيحية الكتابية, مرجع سابق, 53 .

منقول
_____________________

فى البداية يكون بحجة أنه تكريم ثم يتحول لعبادة أوثان كما فعل بنى إسرائل مع الحية النحاسية


سفر ملوك ثاني 18
1 وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا.
2 كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِي ابْنَةُ زَكَرِيَّا.
3 وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ.
4 هُوَ أَزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ السَّوَارِيَ، وَسَحَقَ حَيَّةَ النُّحَاسِ الَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعَوْهَا «نَحُشْتَانَ».
5 عَلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ.
6 وَالْتَصَقَ بِالرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى.





المزيد من مواضيعي


توقيع الشهاب الثاقب

هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون
راجع الموضوع التالي
طريق الحياة و أدلة ساطعه على عدم الفداء



آخر تعديل بواسطة الشهاب الثاقب بتاريخ 31.05.2015 الساعة 17:18 .
رد باقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الشهاب الثاقب على المشاركة المفيدة: