اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 09.06.2013, 17:36

أحمد نصر

عضو

______________

أحمد نصر غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.06.2013
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 35  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
19.10.2013 (21:45)
تم شكره 19 مرة في 13 مشاركة
افتراضي


اقتباس
الهاجادةمن مصادر قصص القرآن:هاروت وماروت
(+اسماهما من مصادر زرادشتية)


شغل بال الكثيرين عن ماهية قصة الملكين هاروت وماروت وكيف يمكن لملكين خلقهما الله لطاعته أن يعلما السحر، سأقدم هذه القصة في ضوء القصص الهاجادية والأبوكريفا التي اقتبسها محمد شفهياً عن غير قصد، ظاناً أنها توراتية المنشأ


جاء في سورة البقرة:


{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)} سورة البقرة: 102


================================================== ==============
ننتقل إلى ما أورده كتاب أساطير اليهود والذي جمعه لويس جينزبرج عام 1909 وضم فيه القصص الهاجادية المبعثرة هنا وهناك في الكتب:


تحت عنوان (عقاب الملائكة الساقطين) The Punishment of the Fallen Angelsمن فصل (نوح) في كتاب أساطير اليهود:



بالغاً مبلغ الرجال، اتبع نوحٌ طرقَ جده متوشالح، بينما نشأ كل البشر ضد هذا الملك الصالح. فبعيداً جداً عن إطاعة وصاياه، اتبعوا رغباتِ قلوبهم الشريرة، وارتكبوا كلَّ أنواع الأعمال الرديئة. تسبب الملائكة الساقطون ونسلهم العملاق خصوصاً في فساد جنس البشر. لقد صرخت الدماءُ المراقة من قبل العمالق إلى السماء من الأرض، واتهم الملائكة الأربعة الرؤساء الملائكة الساقطين أمام الرب، وعندئذٍ أمرهم بالأوامر التاليات:



أُرْسِلَ أورئيل إلى نوحٍ لإعلامه أن الأرض ستدمر بطوفان، وتعليمه كيف يحفظ حياته. وأُمِرَ رافائيل بأن يضع الملاك الساقط عزازيل، ملقياً إياه في حفرةٍ من حجارة حادة وثاقبة في صحراء دودائل، تغطيته بالظلام، هكذا سيظل حتى يوم الدينونة العظيمة، حين سيُلقَى في حفرة الجحيم النارية، وستشفى الأرض حينها من الفساد الذي احتاله عليها. كُلِّفَ جبرائيل بأن يعمل ضد الأوغاد والملاعين أبناء الملائكة المولودين من نساء البشر، ويقحمهم في نزاعات مميتة ضد بعضهم البعض. أما أسرة شمحازي فسُلِّمَتْ إلى ميخائيل، الذي جعلهم أولاً يشهدون مصرعَ أبنائهم في صراعهم الدمويّ ضد بعضهم البعض. ثم قيدهم ووضعهم تحت جبال الأرض، حيث سيظلون لسبعين جيلاً، حتى يوم الدينونة، فيُحْمَلون حينها إلى حفرة جهنم النارية.



لقد حدث سقوط عزازيل وشمحازي بهذه الطريقة:



عندما بدأ جيل الطوفان بممارسة الوثنية، حزن الرب بعمق، فنهض الملاكان شمحازي وعزازيل، وقالا: " يا رب العالم، لقد حدث ما توقعناه عندما خُلِقَ العالمُ والإنسان، قائلين: ما هو الإنسان حتى تذكره [المزمور 8: 4_المترجم]،فقال الربُّ: "وماذا سيحل بالعالم الآنَ دون الإنسان؟" وعندئذٍ قال الملاكان: "سوف نشغله نحن." فقال الربُّ: "إنني مدركٌ تماماً للعالم، وأعلم أنكم إن سكنتم الأرضَ، سيسيطر عليكم الميلُ الشرير، وستكونون أكثرَ ظلماً من أيِّ إنسانٍ." فجادل الملاكان: "امنحنا فقط إذناً بالسكن بين البشر، وسترى كيف سنقدس اسمك." فخضع الربُّ لرغبتهم، قائلاً: "اهبطا وامكثا بين البشر!"



عندما جاء الملاكان إلى الأرض، ونظرا بناتِ البشر في كل نعمتهن وجمالهن، لم يستطيعا مقاومة عاطفتيهما. رأى شمحازي عذراءَ تدعى إستِهَر، وفقد قلبه لها. وعدته أن تسلمه نفسَها إن علمها أولاً الاسم الفائق الوصف. الذي به يُصْعِد نفسَه إلى السماء. فوافق على شرطها. لكنها ما أن علمته، نطقت الاسمَ، وأصعدت نفسَها إلى السماء، دون تنفيذ وعدها للملاك. فقال الربُ: "لأنها قد حفظت نفسها بعيداً عن الخطيئة، سنضعها بين النجوم السبع، لكي لا ينساها البشرُ." ووُضِعَتْ في كوكبة الثريا.



رغم ذلك لم يرتدع شمحازي وعزازيل عن الدخول في علاقات مع بنات البشر، ولأول ابنين وُلِدا. بدأَ عزازيل في اختراع الحليِّ والجواهر التي بها تغوي النساءُ الرجالَ. لذا أرسلَ الربُّ ميطاطرون ليخبرَ شمحازي أنه قد قرر أن يدمر العالم ويجلب عليه طوفاناً. شرع الملاكُ الساقط في النحيب والحزن على مصير العالم ومصير ابنيه: "إذا انهارَ العالمُ، فماذا سيكون لديهما للأكل، هما الذان يحتاجان يومياً آلاف الجمال، وآلاف الأحصنة، وآلاف العجول؟"



إن هذين الابنين المسميين هو وهي، حلما أحلاماً، حلم أحدهما بصخرة عظيمة والتي غطت الأرضَ، وكانت الأرض كلها معلمة بخطوط كلام على أسطر كتابةٍ، فجاء ملاكٌ وأزال كل الخطوط، عدا أربعة حروفٍ على الصخرة. شاهد الابنُ الآخرُ أيكة مبهجة كبيرة تنبت مع كل انواع الأشجار، لكن الملائكة اقتربوا حاملين فؤوساً، وقطعوا الأشجار، تاركين واحدة مع فروعها الثلاث.



عندما استيقظ هو وهي، لاذا بأبيهما، الذي فسر الأحلام لهما: "سيجلب الرب طوفاناً، ولن يفر منه أحد بحياته، باستثناء نوحٍ وبنيه فقط."



عندما سمعا هذا، بدآ في البكاء والصراخ، لكن أباهما واساهما: "هونا على نفسيكما! هونا على نفسيكما! لا تحزنا. لأنه كلما قطع أو سحب البشر صخوراً، أو انطلقوا بمراكب، سوف يستحضرون اسميكما: هو! هي! " [ربما بالعربية هيلا هوب_ المترجم]هدأتهما هذه النبوءة.



ثم عمل شمحازي كفارة. فعلق نفسه بين السماء والأرض، وبوضع الآثم التائب هذا تعلق إلى هذا اليوم. لكن عزازيل استمر بعنادٍ في إثمه بإضلال البشر بالإغراآت الجسدية. لهذا السبب يُضحَّى بتيسين في الهيكل في يوم الكفارة [انظر اللاويين 16_المترجم]، احدهما للربِّ لأنه يعفو عن آثام إسرائيل، والآخر لعزازيل لأنه يحمل آثام إسرائيل.



على العكس من إستِهَر المرأة التقية، أضلت نعمة الأخت الحسناء لتوبال بن قايين الملائكة بجمالها، ومن وصالها مع شامدون وًلِد الشيطانُ أشْمِدْيا. كانت بنفس العار الذي كان عليه نسل قايين، وكميل للانغماس البهيميّ مشى النسوة والرجال القاينيون عراة خارجاً. وأعطوْا أنفسَهم لكلِّ ممارسةٍ فاسقة يمكن تصورها.



ما أن أغوت هذه المرأة بجمالها ومفاتنها الجسدية الملائكة عن طريق الفضيلة، حتى تمرد الملائكة من ناحيةٍ أخرى على الربِّ وأُهُهْبِطوا إلى الأرض حيث خسروا كل صفاتهم الفائقة. وقُيِّدُوا في أجسادٍ. ولذا صار الوصال مع بنات البشر ممكناً لهم. كانت ذرية تلك الاتصالات بين الملائكة والنساء القاينيات هم العمالقة. عرفوا بجبروتهم وشرهم، كاسم (إميم) تماماً، دالاً على أنهم أثاروا الرعبَ.



لديهم العديد من الأسماء الأخر، فأحياناً يطلق عليهم (الرفائيم) لأن نظر واحدة إليهم تجعل قلب المرء يصير ضعيفاً شائخا. أو باسم (جيبوريم) أي ببساطة عمالقة، لأن أحجامهم كانت ضخمة جداً بحيث كان طولهم يقاس بثمانية عشر ذراعاً. أو بالاسم (زمزوميم) لأنهم كانوا سادة عظماء في المعارك. أو بالاسم (عناقيم) لأنهم لمسوا الشمس بأعناقهم. أو بالاسم إڤيم لأنهم كالثعبان قد استطاعوا معرفة خواص التربة. أو آخراً بالاسم (نيفليم)، لأنهم متسببين في سقوط العالم، سقطوا هم أنفسهم.



ملاحظة من المترجم: معظم الأسماء الواردة أعلاه هي أسماء قبائل كنعانية تنسج حولها التوراة نفسها بعض الأساطير عن ضخامتهم، كأسطورة عوج ملك باشان، والرفائيين والعماليق، انظر التكوين 14: 5، التثنية 1: 28، التثنية 2: 10-11، وغيرهم. أما مسألة إطلاق تيس يحمل خطايا إسرائيل إلى الصحراء فمنبعه طقوس بدائية تقوم على فكرة إمكانية تحميل كائن آثام القبيلة أو العشيرة، وهذا نراه كثيراً في طقوس البدائيين، انظر مثلاً كتاب (الغصن الذهبي) لجيمس فريزر.



================================================== ==============
وأيضا في فصل (سليمان) في موضوع (سليمان سيد الشياطين) نجد أن الملاكين الساقطين هما عزّا وعزائيل هذه المرة. وهما مقيدان في سلاسل في منطقة لا يمكن لأحد حتى الطيور أن يصلها، يصل لهما سليمان تحت جناح النسر ويجبرهما بالاسم الله الأعظم المنقوش على الخاتم أن يخبراه بالأسرار السماوية التي يعرفانها

إلى هناك حمل النسر سليمان في طرف عين، وألقى سليمانُ ورقة عليها عليها آية بين الأرواح، لإبعاد الأرواح عنه. ثم استطلع النسرُ جبالَ الظلام حتى وجدَ الموضع الذي فيه عَزَّا وعزازيل مقيدان بالأصفاد الحديدية. الموضع الذي لا أحدَ ولا حتى الطيور يمكنه زيارته. عندما وجدَ النسرُ المكانَ، أخذ سليمانَ تحت جناحه الأيسر، وطار إلى الملاكين. [الساقطين_ المترجم]من خلال قوة الخاتم الذي عليه الاسم المقدس، والذي وضعه سليمان في فم النسر، أُجْبِرَ عزا وعزازيل على إفشاء الأسرار السماوية إلى المَلِكِ.


قارن مع ما جاء في سورة البقرة:


{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)} سورة البقرة: 102


================================================== ==============
القصّة الأقدم الأبوكريفية شبيهة أيضاً، ترد بشكل مغاير قليلا في فصل ( الأجيال العشرة):


( ملاحظة: قد جاءت قصة اختلاط الملائكة العاصية بنساء البشر وتعليمهم للبشر السحر والشرور كاملة في (سفر أخنوخ) الإثيوبي أو الأول، نرجو الاطلاع عليه لمعرفة النص الأصلي الكامل، ترجمته العربية في (كتابات ما بين العهدين)_ج2_دار الطليعة الجديدة_سوريا، وما يسرده جينزبرج اختصار مخل فيجب العودة لسفر أخنوخ)


أيضاً هنا مجموعة من الملائكة بقيادة شمحازاي تتفق على الزواج من بنات البشر في عصر مقارب لعصر أخنوخ (إدريس) في بدايات الزمان، فيهبط مئتا ملاك ويتزاوجون مع البشر ويعلمونهم:

1-
علمهم الملاك الساقط عزازيل كيفية صناعة الدروع والتروس والخناجر القاتلة وصنعة الحديد وغيرها وكيفية قطع الجذور وخصائص النباتات الطبية
.
2- علمهم الملاك عزازيل أيضاً صناعة مواد التجميل
3- علمهم زعيمهم شمحازاي كيفية طرد الأرواح الشريرة
4- علمهم الملاك اراروس كيفية نطق التعاويذ السحرية
5- علمهم باراكيل وكوكبيل علوم التنجيم
6- علمهم عزقيل علامات الأرض وسمساويل علامات الشمس وسرييل علامات القمر(لغرض معرفة المستقبل والعرافة)


ثم إن ذريتهم من نساء الأرض هم المردة والأرواح الشريرة الخفية غير المرئية على الأرض، فكما أن الملائكة هم الأرواح الطيبة في السماء فإن المردة هم الأرواح الشريرة على الأرض

يعني علموا البشر كل ما هو سيء حسب التصور اليهودي المتصوف الساذج وفقاً للأسطورة، حاول الملائكة لاحقاً التشفع بأخنوخ (إدريس عند المسلمين)عند الله لغرض التوبة ،فلم يقبل الله توبتهم .


================================================== ==============
ما ورد في الروايات الإسلامية عن موضوع هاروت وماروت


في مسند أحمد ورد حديث ضعيف الإسناد ومشوش جداً مقارنة بالأصل اليهوديّ الأبوكريفيّ والهاجاديّ:


روى أحمد:


5902 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَهْبَطَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الْأَرْضِ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ أَيْ رَبِّ { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
قَالُوا رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ حَتَّى يُهْبَطَ بِهِمَا إِلَى الْأَرْضِ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلَانِ قَالُوا رَبَّنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ وَمُثِّلَتْ لَهُمَا الزُّهَرَةُ امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ فَجَاءَتْهُمَا فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ الْإِشْرَاكِ فَقَالَا وَاللَّهِ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ أَبَدًا فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَقْتُلَا هَذَا الصَّبِيَّ فَقَالَا وَاللَّهِ لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحِ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا قَالَتْ لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ فَشَرِبَا فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا وَقَتَلَا الصَّبِيَّ فَلَمَّا أَفَاقَا قَالَتْ الْمَرْأَةُ وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُمَا شَيْئًا مِمَّا أَبَيْتُمَاهُ عَلَيَّ إِلَّا قَدْ فَعَلْتُمَا حِينَ سَكِرْتُمَا فَخُيِّرَا بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا


- وعن الكسائي (مؤرخ ومفسر) في التفاسير:


ما مختصره أن الملائكة عاتبت الله على رفع إدريس إلى السماء متهمين الإنسان أنه عاصي وغير مستحق ..فقال الله أنه إن ركبت فيهم الشهوة فهم أيضاً سيعصون الله وامتحن منهما ملكين (هاروت وماروت ) وأنزلهما إلى الأرض ليحكما بين الناس بالحق وينهيان عن الشرك ثم أنهما وقعا في حب امرأة تسمى الزهرة...فراوداها عن نفسها فأمرتهما أن يشربا الخمر أولا ففعلا بعد تردد ومانعة ثم أمرتهما بالسجود للأصنام ففعلا تحت تأثير الخمر ثم إنهما وقعا عليها وصادف أن شاهدهما شخص في هذا الوضع الفاضح فقتلاه ..ثم إنهما في الصباح حاولا الطيران باستخدام اسم الله الأعظم فلم يفلحا...ففطنا لذنبهما ..ثم إنهما تشفعا عند إدريس فقال لهما تخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ..فاختارا عذاب الدنيا ..فتم ربطهما بزناجير وهما منكسا الرأس في بئر ماء في بابل . ودخان الأرض كله يجتمع في البئر فيضرب أعينهما وهما عطشانان وعلى بعد أصابع قليلة من الماء فلا يصلانه وهما على هذه الحال إلى يوم القيامة، نلاحظ أيضاً أن عزازيل (حسب الإسرائيليات أو الأساطير الإسلامية) كان اسم إبليس الملائكي قبل سقوطه بسبب رفضه السجود لآدم أيضاً في أحد القصص التابعة للإسرائيليات عن ابن عباس وكعب الأحبار وغيره

================================================== ==============
طبعا نستطيع أن نتبيّن التطابق بين القصتين ، تشترك القصة الأبوكريفية مع القصة القرآنية بنقاط:

أولاً هنالك ملاكان -شمحازاي وعزّازيل - (أو أكثر في بعض الأشكال الأخرى للقصة( .

ثانيا يعلمان الناس الشرور وأنواع السحر والتعاويذ والتنجيم والعرافة


ثالثا في مدينة قديمة مكروهة عند اليهود لعصيانها وجبروتها
(بابل) ومعروفة عند اليهود أنها مركز عالمي للسحر والتنجيم والعرافة و العلوم القديمة...راجع النبوءات التي تتكلم عن بابل في الكتاب المقدس اليهودي.

رابعا العلاقة بين موضوع سليمان والملاكان الساقطان نجدها في الفصل الخاص بالأساطير عن سليمان
.

خامسا ربما يكون بعض الشياطين الذين يخدمون سليمان هم من المردة والجن أبناء الملائكة الساقطة وبهم كان يستعين سليمان
.


أما الاسمان هاروت وماروت فإن الموسوعة البريطانية تقترح أن أصلهما مشتق من اثنين من رؤساء (الملائكة) أو الكائنات الطيّبة السبعة أو الستة الخالدة المحيطة بأهورا مزدا إله الخير في الأساطير الزرادشتية، وهما كل من هاورواتات (القداسة) و(أميريتات (الخلود haurvatat and ameretat

أما الآخرون فهم
: spenta mainyu ومعناه الروح القدس ،و : asha vahishta ومعناه الحق أو العدل ،و: vohu manah ومعناه التفكير الصحيح،: spenta armaiti ومعناه الإخلاص. وأما الآخر فهوkhshathra vairya ومعناه الهيمنة
والذين يمثلون أبناء أهورا مزدا. وهم )بالإضافة لهاورڤاتات و أمريتات) يمثلون شكلا من أشكال شخصية أهورامزدا

أما كيفية وصول هذين الاسمين إلى خزين محمد من المعلومات، فأرجّح أنه ذات يوم سأل سلمان الفارسي عن أسماء كبار الملائكة في دينه الزرادشتي الأسبق فذكر له مجموعة منها وكانت كما ترون صعبة اللفظ فاختار محمد أسهلها لفظاً ثم حرفها للسهولة ثم جعلها كلمتين ذواتي وزن واحد كعادته واستخدمهما عندما لم يستطع تذكر اسمي عزازيل وشمحازاي


تذكر المرويات الاسلامية المليئة بالتخبط أن المرأة الفاتنة التي غوت الملكين كانت فارسية ،رغم أن أول ذكر للفرس يعود الي القرن الثامن قبل الميلاد، حينما ذكروا كقبيلة تدفع الجزية لملوك آشور


للعلم،القصة يوجد لها تلميح للملائكة الساقطة المعذبة بسبب عصيانه في الرسائل في العهد الجديد المسيحي (كورنثوس الأولى 6: 3 ، بطرس الثانية 2: 4)،لذلك لا يستطيع أحد أن يقول أن اليهود اقتبسوا قصة هاروت وماروت من مصادر اسلامية.


وكذلك جاء في سفر التكوين نص لا يفسره اليهود القراؤون والإصلاحيون والمسيحيون بهذا التفسير، لكن يشهد لمعناه الأصلي القديم الأسطوري نصوص سفر أخنوخ الأبوكريفي الغير قانوني رغم أنه كان له قبول قديماً في العصور القديمة وما زال سفرا مقدسا لدى الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية، يقول سفر التكوين :
(1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.) التكوين6: 4











يتبع مع الرد





رد باقتباس