بسم الله الرحمن الرحيم
[ الإعجاز البياني للقرآن]
لا شك أن القرآن الكريم معجز ببيانه، باهر ببلاغته، رائع في نسجه، بليغ في نظمه، قد حوى من اللطائف درراً ومن الأسرار ما حير عقول أهل البيان وأذهلهم.
ويرى بعض العلماء قديما وحديثا أن القرآن معجز في بيانه فقط ... وذهب بعضهم إلى أنه معجز أيضا في تشريعه وفي الإخبار بأمور الغيب وفي الحقائق العلمية. وسنذكر كل وجه من وجوه الإعجاز الأخرى بإذن الله تعالى .. لكننا سنقف طويلا عند الإعجاز البياني ونفصل فيه القول من خلال أعلام الأدب والبلاغة الذين درسوا بلاغة القرآن الكريم قديما وحديثا فاستخرجوا من مكنون آيات القرآن ما يحير العقول والألباب.
وتقول الدكتورة هناء الربيعي في مقال لها عن الإعجاز:
يقوم مفهوم الإعجاز البياني على محاولة تفسير سبب الإعجاز الحاصل في القرآن في ضوء قواعد اللغة ومقاييسها مما ألفه العرب في كلامهم فالقرآن نزل "بلسان عربي مبين" ومحاولة تفسير سبب عجز العرب عن الإتيان بمثله أو ببعضه مثلما تحداهم أمر أثار حيرتهم ودهشتهم ولكنهم لم ينكروا التأثير الذي أحدثه في نفوسهم فمعرفتهم بأمور اللغة أتاح لهم أن يعترفوا بأن هذا القرآن معجز في لغته وتأثيره معا وإن لم يصرحوا بذلك أحيانا ... وتعتمد فكرة الإعجاز البياني على دراسة أساليب القرآن البيانية ومقارنتها بأساليب البلغاء ثم استخلاص عناصر الجودة في الأولى ومواضع التقصير في الثانية ليظهر مقدار التَّمَيُّز الحاصل في القرآن على كلام الفصحاء ومن أجل ذلك خاضوا في البحث عن سمات التعبير الفني الجميل في القرآن فكان ذلك مدعاة للحديث عن مسائل البلاغة من مجاز وتشبيه واستعارة ..الخ
توقيع ابو علي الفلسطيني |
تتسامى أرواحُنا للمعالي = قد حَدَاها عزم كحد الظَّــباتِ
هَـمُّــنا بعد الموت عيشُ خلود = لا نرى الموتَ غاية للحياةِ |