اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :795  (رابط المشاركة)
قديم 30.04.2013, 10:14
صور pharmacist الرمزية

pharmacist

عضوة مميزة

______________

pharmacist غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 28.10.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.814  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.10.2021 (12:19)
تم شكره 328 مرة في 292 مشاركة
افتراضي


إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا



كان أحد الحكماء إلى جانب حكمته يعمل بالطب فيداوى المرضى مرة بعلمه و أخرى بحكمته...

و في أحد الأيام خرج لقضاء بعض أموره و ترك في ( عيادته ) مساعده الذي لا زال يتعلم أصول الطب.

أثناء غيابه حضر إلى العيادة رجل ضخم الجثة و الدماء تنزف من جرح أصابه في خاصرته
طالبا العلاج و وقف نزيف جرحه...

حاول مساعد الحكيم أن يخيط الجرح لكنه عجز كون الرجل المصاب كان بدينا و الجرح عميق...

يئس المساعد من إيجاد طريقة لإيقاف تدفق دماء جرح الرجل و وقف عاجزا....

في تلك الأثناء عاد الحكيم ليجد ذلك الموقف الذي وصفناه....

فطلب من مساعده التنحي جانبا ليتولى هو علاج الرجل...

تنحى المساعد و وقف غير بعيد لينظر إلى سيده و يتعلم من حكمته....



تقدم الحكيم من الرجل المصاب و سأله :

- ما أسمك ؟

أجابه المصاب :

- فلان بن فلان

أجاب الحكيم :

- و نعم الرجل أنت لقد سمعت سابقا من الناس عن نبل أخلاقك و طيب أصلك..

( خجل الرجل المصاب من ذلك المديح ) و بدأ جسمه بالانكماش جراء ذلك الحياء ...

أعاد الحكيم سؤاله :

- و من أي القبائل أنت ؟

- من قبيلة ( بني فلان )

- و نعم القبيلة قبيلتكم طبعها الكرم و الشجاعة و إغاثة الملهوف .

( ازداد حياء المصاب من ذلك المديح و أزداد انكماش جلده )

و هكذا استمر الحكيم في مدح الرجل بينما الرجل يزداد خجلا و حياءً
ويزداد انكماش جلده حتى اقترب طرفا الجرح من بعضهما فتمكن الحكيم من خياطة الجرح
بسهولة و انتهى تدفق الدماء و غادر الرجل المصاب المكان و هو يثنى على الحكيم ...

حدث كل ذلك بينما مساعد الحكيم يتابع ما يفعل سيده و يتعلم منه ....



و مرت الشهور..

و تصادف غياب الحكيم عن عيادته تاركا مساعده فيها...

و كالمرة السابقة حضر إلى العيادة رجل ضخم الجثة و قد أصابته طعنة في بطنه
أثر شجار مع شخص آخر...

طلب المساعد من الرجل المصاب الاستلقاء ليخيط جرحه و يوقف تدفق الدماء

لكنه ( و كالمرة السابقة ) وجد صعوبة في الأمر كون الرجل ضخم الجثة و جرحه عميق..

و هنا تذكر المساعد ما فعل سيده الحكيم في المرة السابقة...

فسأل الرجل المصاب :

- ما أسمك ؟؟

- فلان بن فلان

- ما شاء الله طالما سمعت من الناس أنك رجل كريم و نبيل .

( وهنا انتفخ بدن المصاب قليلا وأزداد عمق الجرح )

- و من أي القبائل أنت ؟؟

- من قبيلة ( بني فلان )

- نعم القبيلة لطالما سمعت عن بطولاتها و انتصاراتها على أعداءها ..

( وهنا زاد انتفاخ بدن الرجل و أزداد الجرح عمقا )



و في تلك الأثناء عاد الحكيم و رأى و سمع ما يحدث

فصرخ في مساعده :

- ويحك قتلت الرجل تنحى عنه فأنا أعلم منك بعلاجه ...

تقدم الحكيم و تنحى مساعده جانبا ليتعلم من سيده ...

سأل الحكيم الرجل بعصبية :

- ما أسمك ؟

- فلان بن فلان

فأجابه الحكيم :

- بئس الرجل أنت لطالما سمعت أن صاحب هذا الاسم هو رجل لص وخسيس..

( و هنا انكمش بدن الرجل قليلا و ضاق الجرح )

- و من أي القبائل أنت ؟؟

- من قبيلة ( بني فلان )

- بئس القبيلة و بئس شيخ قبيلتكم جميعكم أنذال لا تعرفون المروءة و لا تكرمون ضيفكم ....

( و هنا زاد انكماش بدن الرجل و تمكن الحكيم من خياطة الجرح و وقف دماءه )

و غادر الرجل العيادة مسرعا مطأطئا رأسه..



تقدم الحكيم من مساعده يعاتبه لان الرجل المصاب كاد أن يموت بسبب جهله ..

فأجابه المساعد :

- لكنى يا سيدي لم أفعل سوى ما تعلمته منك في المرة السابقة

فرد الحكيم :

اعلم يا بني أن الرجل الأول كان ( حراً ) لذلك أصابه الحياء عندما مدحته فأنكمش بدنه...

أما الرجل الثاني فقد كان ( عبدا ) و قد تعود على الإهانة طوال عمره

فأنت عندما أخذت بمدحه أعتقد في نفسه أنه رجل كريم حر فأنتفخ بدنه

لذلك تعلم يا بني

أن معاملة الناس ليست سواء...

يحتاج التعامل مع الناس إلى حكمة لا يجيدها إلا الحكماء...



منقول







توقيع pharmacist


رد باقتباس