View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :63  (رابط المشاركة)
Old 16.01.2011, 14:38
كلمة سواء's Avatar

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
Default


كيف بدأت نُبوَّة محمَّد ؟



كان محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , قبل أن يُبعث نبيًّا , يَبغضُ ما كان يفعلُ قومُه من عبادة الأصنام . وكان يعتكفُ شهرًا من كلِّ سنة في غار حراء بِمَكَّة , يَتعبَّد على شَرْع النَّبيِّ إبراهيم عليه السَّلام .
قال ابنُ إسحاق , أحد الأئمَّة الثِّقات الذين كَتبوا عن سيرة النَّبيِّ محمَّد , ونقلاً عن كتابه السِّيرة النَّبويَّة مع تصرّف بسيط في سَرْد القصَّة : فلمَّا بلغ سِنَّ الأربعين , جاءه الملَك جبريل في ليلةٍ من ليالي شهر رمضان وهو نائم في غار حراء .
يقول محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : فقال لي : اقرأْ , قلتُ : ما أنا بقارئ (أي لا أعرف القراءة ) ! فغَتَّني (أي شَدَّني) حتَّى ظننتُ أنَّه الموتُ , ثمَّ أرسلَني فقال : اقرأْ , قلتُ : ما أنا بقارئ ! فغَتَّني حتَّى ظننتُ أنَّه الموتُ , ثمَّ أرسلَني فقال : اقرأْ , قلتُ : ماذا أقرأْ ؟! ما أقولُ ذلك إلاَّ افتداءً منه أن يَعود لي بمثل ما صنع بي , فقال : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1 خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ 4 عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ 5 } (96- العلق 1-5) .
فكان هذا أوَّل ما نَزل من القرآن الكريم , ثمَّ توالَى نُزولُ الوَحْي بعد ذلك بواسطة الملَك جِبْريل عليه السَّلام على مدى ثلاث وعشرين سنة , مُتَفرِّقًا بحسب الأحداث .
يقولُ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم متابعًا القصَّة : فقرأتُها (أي الآيات) , ثمَّ انتهى وانصرفَ عنّي . فهبَبْتُ من نومي وكأنَّما كُتِبَتْ في قلبي كتابًا . فخرجتُ , حتَّى إذا كنتُ في وَسط من الجبل سمعتُ صوتًا من السَّماء يقول : يا محمَّد , أنتَ رسولُ اللَّه وأنا جبريل ! فرفعتُ رأسي إلى السَّماء أنظُر , فإذا جبريلُ في صورة رجُلٍ صافٍّ قدمَيْه في أُفُق السَّماء يقولُ : يا محمَّد , أنتَ رسولُ اللَّه وأنا جبريل ! فوَقفتُ أنظرُ إليه , لا أتقدَّم ولا أتأخَّر , وجعلْتُ أصرفُ وجهي عنه في آفاق السَّماء , فلا أنظرُ في ناحيَة منها إلاَّ رأيتُه كذلك !
فما زلتُ واقفًا لا أتقدَّم أمامي ولا أرجعُ ورائي حتَّى بعثَتْ خديجةُ رُسُلَها في طلَبي , فبَلَغُوا أعلَى مكَّة ورجعُوا إليها وأنا واقفٌ في مكاني ذلك . ثمَّ انصرفَ عنِّي , وانصرفتُ راجعًا إلى أهلي , حتَّى أتيتُ خديجة , فجلستُ إلى فخذِها مُلْتصقًا بها . فقالتْ : يا أبا القاسم , أين كُنت ؟ فوَاللَّهِ لقد بعثْتُ رُسُلي في طَلَبك حتَّى بَلَغُوا مكَّة ورجعُوا لي . فحدَّثْتُها بالذي رأيتُ , فقالتْ : أبْشِر يا ابنَ عمِّ واثبُتْ , فوَالَّذي نَفْسُ خديجةَ بِيَدِه إنّي لَأَرجو أن تكونَ نَبِيَّ هذه الأُمَّة .
قال ابن إسحاق : ثمَّ قامتْ خديجة , فجَمعتْ عليها ثيابها وانطَلَقَتْ إلى ابن عمِّها وَرَقَة بن نَوْفَل , وكان قد تَنَصَّر وقَرَأَ الكُتُبَ وسمعَ مِنْ أهْلِ التَّوراة والإنْجِيل . فأَخبَرتْه بما أخْبَرها به رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّه رأَى وسمع , فقال وَرَقة : قُدُّوسٌ ! قُدُّوس ! وَالَّذي نَفْسُ وَرَقة بيَده لَئِنْ كُنْتِ صَدَقْتِني يا خديجة , لقد جاءهُ النَّامُوسُ (أي المَلَكُ) الأكبر الذي كان يَأتي مُوسى , وإنَّه لَنَبيُّ هذه الأُمَّة , فقُولي له فَلْيَثْبُتْ . فرجَعَتْ خديجةُ إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأخْبَرَتْه بقَول وَرَقة .
فلمَّا قَضى رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم جوارَه وانصرفَ , بدأ بالكعبة فطافَ بها كما كان يَصنع . فلَقِيَه وَرقَة بن نَوْفَل وهو يَطُوف , فقال : يا ابنَ أخي , أخبِرْني بما رأيْتَ وسمِعْت . فأخبرَه رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فقال وَرَقَة : والذي نَفْسي بِيَدِه إنَّكَ لَنَبيُّ هذه الأمَّة , ولقد جاءكَ النَّاموسُ الأكبرُ الذي جاء موسى , ولَتُكَذَّبَنَّه ولَتُؤذَيَنَّه ولَتُخرَجنَّه ولَتُقَاتَلَنَّه , ولَئِنْ أنا أدركتُ ذلكَ اليومَ لَأَنصُرَنَّ اللَّهَ نصرًا يَعْلَمُه .
ثمَّ أَدْنَى رأسَه منه , فقبَّلَ يافُوخَه (أي وسَط رأسِه) , وانصرفَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى مَنزله .

هكذا إذًا بدأت نُبُوَّة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , وهكذا صدَّقتْهُ زوجتُه خديجة وثَبَّتَتْه , رضي اللَّه عنها . ثمَّ صدَّقَه النّصراني وَرَقَة بن نَوفَل , لِمَا كان يجدُ من صِفاته وزمان بعثَته في التَّوراة والإنجيل . ولم يَلْبَث وَرَقة أن تُوفِّي بعد ذلك بقليل , رحمه اللَّه .
وقد روى الحافظ أبو يَعْلى عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم سُئِلَ عن وَرَقَة بن نَوفَل , فقال : أبصرْتُه في بُطْنان الجنَّة (أي داخِلَها) وعليه سُندس . (مسند أبي يعلى – الجزء 4 – ص 41 – رقم الحديث 2047) .





المزيد من مواضيعي


توقيع كلمة سواء


Reply With Quote