الجنة لم يجدها الفتية من أهل الكهف في قصور آبائهم
ولا في دور قرابتهم ، وجدوها في كهفٍ مٌظلم مع كلب ،
لأنهم قالوا (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)
فأورثهم الله جل وعلا الرضا عنه في قلوبهم ، فلما دخلوا
الكهف وهم راضون عن الله اتسع الكهف في أعينهم وارتاحت
أجسادهم واطمأن حالهم ، وأورثهم الله ذكراً في كتابه إلى قيام الساعة
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :
ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك،
ولكن تقوى الله: ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله،
فمن رزق بعد ذلك خيرا، فهو خير إلى خير.
تمسكوا بأحبتكم جيداً ، وعبروا لهم عن حبكم ،
واغفروا زلاتهم فقد ترحلون أو يرحلون يوماً وفي القَلب لهم حديث وشوق
واحذروا أن تخيطوا جراحكم قبل تنظيفها من الداخل
]ناقشوا , برروا , اشرحوا , اعترفوا[
فالحياة قصيرة جداً لا تستحق الحقد ، الحسد ، البُغض ، قطع الرحم ،
غداً سنكون ذكرىَ فقط، والموت لا يستأذن..ابتسموا وسامحوا من أساء إليكم”
(الشيخ علي الطنطاوي)