الأخ الفاضل / المدافع الحق
1....
بداية > أشكرك علي ثنائك .. جزاك الله خيرا وأعلي قدرك
بالنسبة لمسألة عبادة - آسيت نوفرت- للأوثان هذه المسألة قد أثارها العضو/ أخناتون ...في منتدي حراس العقيدة
2....
و لأننا نحسبك علي خير ولا نزكيك علي الله سأحاول بما قدر لي الله أن أجاوبك أخي الحبيب
.
.
.
3....
النصوص التاريخية المقدسة .....والتأريخ المدني العادي الذي نعرفه
كليهما فيهما فراغ معرفي نسميه نحن في الشرع = ما سكت عنه الوحي
ويسميه علماء التاريخ = الفراغ المعرفي
كما أن التاريخ ليس فقط مجرد جمع للأخبار ...بل هو جمع للأخبار ومحاولة سد الفراغ المعرفي بالفرضيات والنظريات ....ثم الترجيح وهذه أهم وأخطر مهمة للمؤرخ ........وفي الغالب ما تجد روايات تاريخية من أطراف مختلفة أقوي وأكمل وأكثر تركيبا من غيرهم ...ويكن الاعجاز التاريخي في القرآن بجملته كون أخباره مركبة تركيبا مستحيلا علي بشر
مثال ذلك :
تراكب الأخبار التاريخية عن الفراعنة
مع
أخبار الوحي الالهي ( القرآن والسنة )
أ/ بردية إيبور مع الضربات التي حلت بقوم فرعون
ب/ صفات رعمسيس الثاني مع صفات فرعون
ج/ صفات زوجة رعمسيس الثاني مع صفات زوجة فرعون
د/ القحط والجفاف لقوم رعمسيس الثاني مع خبر القحط والجفاف لقوم فرعون
ه / قصة وزير رعمسيس الثاني ( آمان ) مع قصة ( هامان ) وزير فرعون
و/ عقيدة رعمسيس الثاني ( عبادته لآلهه ثم تأليه نفسه ) مع عقيدة فرعون ( عبادته لآلهه ثم تأليه نفسه )
سبحان الله
= تراكب يستحيل إيعاذه للمصادفة !!!!!!
4.....
الإختلاف الظاهر في الروايات التاريخية لا يقدح في صحتها دائما لأن كتابة التاريخ تخضع في الغالب للأهواء والمصالح
ومثال بسيط :
@ نحن كمصريين نقول في كتب تاريخنا أننا صنعنا نصرا عظيما علي إسرائيل في ال 6 من أكتوبر 1973
@ إسرائيل تقول أنها صنعت نصرا عظيما علي مصر في ال 6 من أكتوبر 1973
لو مرت قرون وضاعت كل الملابسات ولم ينقل للأجيال القادمة غير هذين الخبرين المتناقضين في الظاهر ...يكون حكم المؤرخين في حقيقة الخبر غير حكم العوام مثلنا اليوم !!!
ومثال أيضا في التاريخ الفرعوني :
@ معركة قادش التي درست لنا علي أنها نصر كبير لمصر الفرعونية زمن رعمسيس الثاني علي الحيثيين
@ آثار الحيثيين القدماء تخبرنا أنهم إنتصروا علي رعمسيس الثاني وأجبروه علي الاستسلام !!!
ولذلك إختلف المؤرخون في تقييمهم لحقيقة الخبر ...> وهذا ما قد يبين لك الفرق بين الخبر والحقيقة ..
**** فكل حقيقة يلزم إبلاغها خبر ولكن ليس كل خبر حقيقة !
5....
أما فيما يخص هذا الخبر المدون علي جداريات الفراعنة وإختلافه الظاهر مع سيرة آسية بنت مزاحم رضي الله عنها فقد رددت به علي الأستاذ / يوسف المصري ...عندما قال:
بكونها / آسيت نوفرت الزوجة المفضلة لرعمسيس
قلت له :
كونها كانت ذات مكانة خاصة وليست مجرد جارية أو زوجة هامشية أكدتها الآية القرآنية
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}
فهنا صيغة الرجاء من زوجة تدري مكانتها من قلب زوجها ... وإستجابته لها مع غلظة قلبه وإجرامه يدلان علي مكانتها الكبيرة لديه
_ فإن كانت محبته لها هي علة ضعف الدليل علي قتلها فلا يشترط ....فقد يكون الانتقام بقدر المحبة وأشد ونراه كل يوم في صفحات الحوادث .
_ أصح الأدلة علي قتلها هو ما ورد في حديث سلمان الفارسي ( رضي الله عنه )
كان يرسل على إبراهيم عليه الصلاة والسلام - أسدان قد جوعا فيلحسانه ويسجدان له قال: وكانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وكانت ترى مكانها من الجنة الراوي: سلمان الفارسي المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم: 7/233
خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات
ولا يمتنع عقلاً أن يكون قد قتلها سراً خشية إفتضاح أمره وإستخفاف قومه به ، بل هذا ما أجده أقرب إلي العقل ..... أم قد تظن أخي الكريم أن زوجة فرعون المتغطرس المجرم عندما ترتد عن دينه وتعتنق دين عدوه اللدود >> عندها سوف يخرج فرعون للناس بمنتها الشفافية ويخبرهم بالحقيقة ليكون مسخرة قومه
وبهذا فالاقرب للتصديق والذي لا يخالف الأدلة النصية ولا الكشوفات الأثرية ولا الافتراضات المنطقية
أنها :
1_ كانت زوجته المقربة
2_ كانت من غير بني جنسه
3_ وإما أنها كانت وثنية ثم أسلمت عند بدء دعوة نبي الله موسي ولهذا قتلها وأخفها جريمته خشية إفتضاح أمره أما قومه الذين يعبدونه من دون الله
4_وإما أنها كانت علي دين التوحيد من قبل دعوة موسي ،،، ولكنها كانت مستضعفة كمؤمن آل فرعون الذي كتم إيمانه
5_ماتت مقتولة علي يد فرعون
والله تعالي أعلي واعلم
وأي سؤال منك أخي / مدافع الحق ....أو من أي أخ أو زميل أنا في الخدمة قدر إستطاعتي جزاك الله خيرا ..
آخر تعديل بواسطة أحمد يعقوب بتاريخ
19.03.2013 الساعة 03:10 .