رد شبهة الرسول صلى الله عليه وسلم يسيء للسود (اهل الحبشة)
” عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم حبشي كأن رأسه زبيبة“
الرد:
تروج الشبهة لفكرتين :
- التمييز العنصري واحتقار العبيد السود
- نبي الاسلام يسيء للعبيد
ان المطلع على التاريخ الاسلامي و الباحث بصدق على تعاليم الاسلام السمحاء واخلاق الرسول
صلى الله عليه وسلم فاضلة ، يستطيع ان يميز ان ما يحاك في هذه الشبهة محض ادعاء زائف
بتحميل الكلمات والحروف معنى اخر دون معناها ومقصدها
الرسول جاء لنبذ التمييز العنصري ومساواة بين الناس
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (13) سورة الحجرات.
يقول نبي الله محمد –صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ, مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ, وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ, لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ)1.
وقال -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع: (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى)
قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ)
ساوى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الفقير والغني والسيد والعبد
(( عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يد المسلمين على من سواهم تتكافأ دماؤهم وأموالهم ويجير على المسلمين أدناهم ويرد على المسلمين أقصاهم ))
(( عن ابن عون قال : كلموا محمداً في رجل يعني يحدثه فقال لو كان رجلاً من الزنج لكان عندي وعبد الله بن محمد في هذا سواء ))
(( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ))
وكانت القاعدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تفاضل البشر عن بعضهم فقط بالعلم والإيمان ثم بالهجرة والسبق في الإسلام أو كبر السن .
(( عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة , فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً , ولا يؤمن الرجلُ الرجلَ في سلطانه , ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ))
الله عز وجل ليس ظالم لعباده ليحاسبهم على ما ليس لهم يد فيه ، فما ذنب الزنوج ان بشرتهم سوداء ؟
هل الانسان مخير في اختيار لون بشرته او شكله ؟
لا بالطبع لذا قال الرسول والايات كثيرة تؤكد ان الكل سواسية امام الله عز وجل والمفاضلة فقط في الايمان والعمل الصالح
واكبر دليل على مساواة بين الناس احتواء المسلمين منذ بداية الاسلام على عرب وروم وسود
قال الإمام محمد الغزالي :
" ولا أعني بالعرب دما مخصوصا بل أعني كل متحدث بالعربية منتسب لأمتها معتنق لرسالتها أو مسالم لهذه الرسالة غير مشاق لأهلها ولا متول لأعدائها. فمن أعوزته هذه المواهب ولو ولد في بطحاء مكة؛ فليس بأهل للعروبة. ومن استجمعها من الزنوج فهو عربي أصيل لا يعيبه لون ولا يؤخره جنس. روى الحافظ بن عساكر قال: جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي
وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقال: هؤلاء الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل “يعني النبي صلى الله عليه وسلم ” فما بال هذا وهذا؟ مشيرا إلى غير العرب من الجالسين” ؟ فقام إليه معاذ بن جبل رضي الله عنه فأخذ بتلابيبه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقاله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مغضبا يجر رداءه حتى أتى المسجد ثم نودي: الصلاة جامعة فاجتمع الناس فخطبهم قائلا: ` يا أيها الناس إن الرب واحد وإن الدين واحد وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم وإنما هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي ` . ليست العروبة إذن تعصبا جنس يا لدم من الدماء أو لون من الألوان. كما أنها ليست تعصبا ضد دين أو مذهب فإن الإسلام يعتمد في قيامه وبقائه على الحرية المطلقة وهو يكافح لمنع الفتنة والإكراه والاستبداد ... ولا يحارب ألبتة لنصرة عقيدة أو إرغام أحد على اعتناقها. وقد مات النبي العربي ودرعه مرهونة عند تاجر يهودي كان يحيا في المدينة آمنا على نفسه ودمه وعرضه بل بلغ من أمانه العجيب أن طلب من سيد العرب رهنا كي يسلفه ما يشاء ... ولم ير الرسول العربي في ذلك غضاضة مع اختلاف الدين
وضعف اليهود وسبقهم القديم بالعدوان. وقد شاء الله أن تكون مصر موئل الإسلام والعروبة
وحصنهما السامي منذ أجيال بعيدة. ولن ينسى التاريخ مواقف البطولة التي وقفها أجدادنا عندما كادت حضارة العالم تزول ومدنيته تطمس بعدما انطلق التتار من الشرق والصليبيون من الغرب يدمرون أمامهم كل شيء ويخربون كل ما شادت الإنسانية من فضائل ومعالم ويطوون تحت أقدامهم العواصم الزاهرة والمدائن العامرة. إن أجدادنا في هذه الفترة العصيبة هم وحدهم الذين انتصبوا أمام المردة المنطلقين واستطاعوا أن يكسروا السيل الجائح وأن يردوه على أعقابه فانهزم الهمج المقبلون من الشرق وأدبر القراصنة الهاجمون من الغرب.
حقيقة القومية العربية / محمد الغزالى / 11 ـ 12
الرسول واهل الحبشة ( الحبشيين)
كانت علاقة الرسول صلي الله عليه وسلم والمسلمين مع النجاشي وأهل الحبشة علاقة ود واحترام ولين في الكلام، فالمسلمون احترموا أهل الحبشة ولم ينكروا عليهم دينهم، ولم يتدخلوا في شئونهم الداخلية إلا في مساعدتهم في إطار من التعاون والمشاركة والوفاء لجميل إيوائهم وحسن وفادتهم. وعلي الجانب الآخر وفي ظل هذه العلاقة الطيبة كان النجاشي يبعث للرسول صلي الله عليه وسلم العديد من الهدايا تعبيرًا عن تقديره للرسول، فعن عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالَتْ:أَهْدَي النَّجَاشِيُّ إِلَي رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم حَلْقَةً فِيهَا خَاتَمُ ذَهَبٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم. ثُمَّ دَعَا ابْنَةَ ابْنَتِهِ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ، فَقَالَ:"تَحَلِّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ"(سنن أبي داوود 92/4، كذلك أَهْدَي النَّجَاشِيُّ إِلَي النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم خُفَّيْنِ سَاذَجَيْنِ-ليست عليهما زينة- أَسْوَدَيْنِ، فَلَبِسَهُمَا وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.(ابن ماجه 182/1).
ولا شك أن الصحابة الذين هاجروا إلي الحبشة كانوا تحت رعاية النجاشي بنفسه وتحت نظره ليري ما يفعلونه في حياتهم من عبادات ومعاملات، ولعل هذا ما أكد صدق كلامهم عنده في أول لقاء وقربه أكثر لمعرفة هذا الدين، ثم تبادل مع الرسول صلي الله عليه وسلم الرسائل والمكاتبات، وقد حمل بعضها دعوة رسول الله النجاشيَّ إلي الإسلام، ورد عليه النجاشي بحب وتوقير وإقرار بأنه رسول الله حقًّا، وأنه صادق مصدَّق، وختم ذلك بمبايعته له. وهذا ما أكده حرص الرسول صلي الله عليه وسلم علي الصلاة عليه حِينَ مَاتَ، حيث قال صلي الله عليه وسلم:"مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَي أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ"(البخاري 51/5).
كذلك نري من خلال نموذج تعايش المسلمين في الحبشة كيف فرح المسلمون بنصر النجاشي علي عدوه الذي نازعه في ملكه، وفي هذا تقول أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها:"فَدَعَوْنَا اللّهَ تَعَالَي لِلنّجَاشِيّ بِالظّهُورِ عَلَي عَدُوّهِ وَالتّمْكِينِ لَهُ فِي بِلَادِهِ. فَوَاَللّهِ مَا عَلِمْتنَا فَرِحْنَا فَرْحَةً قَطّ مِثْلَهَا.قَالَتْ: وَرَجَعَ النّجَاشِيّ، وَقَدْ أَهْلَكَ اللّهُ عَدُوّهُ وَمَكّنَ لَهُ فِي بِلَادِهِ وَاسْتَوْسَقَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ، فَكُنّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ حَتّي قَدِمْنَا عَلَي رَسُولِ اللّهِ وَهُوَ بِمَكّةَ"(السيرة النبوية لابن هشام 1/334).
حوردًّا للمعروف لما قدم وفد النجاشي علي رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يخدمهم بنفسه فقال له أصحابه:نحن نكفيك.فقال:"إنهم كانوا يكرمون أصحابي وأحب أن أكافئهم"(المصباح المضيء 2/36.
كما فرح النجاشي بنصر النبي صلي الله عليه وسلم علي مشركي مكة في غزوة بدر بها قَبْلَ مَنْ عنده مِنَ المسلمين، فأرسل إليهم، فلما دخلوا عليه إذا هو قد لبس مسحا وقعد علي التراب والرماد، فقالوا له: ما هذا أيها الملك؟ فقال: (إنا نجد في الإنجيل أن الله سبحانه إذا أحدث بعبده نعمة وجب علي العبد أن يحدث لله تواضعًا، وإن الله قد أحدث إلينا وإليكم نعمة عظيمة، وهي أن النبي محمدًا صلي الله عليه وسلم بلغني أنه التقي هو وأعداؤه بواد يقال له: بدر، كثير الأراك، وأن الله تعالي قد هزم أعداءه فيه، ونصر دينه) (الروض الأنف116/2).
وفي إطار هذا التعايش السلمي بين المسلمين وأهل الحبشة يذكر أن جعفرًا رضي الله عنه وُلِدَ له بأرض الحبشة ثلاثة أولاد: محمد، وعون، وعبد الله. وكان النجاشي قد ولد له مولود يوم ولد عبد الله، فأرسل إلي جعفر يسأله كيف أسميت ابنك؟ فقال: عبدالله. فسمي النجاشي ابنه عبد الله، وأرضعته أسماء بنت عميس امرأة جعفر مع ابنها عبد الله، فكانا يتواصلان بتلك الأخوة. (الروض الأنف 103/4).
وكما نجد أن المهاجرين اليوم إلي دول أخري يفضلون الإقامة الدائمة في تلك البلدان، ما داموا آمنين مطمئنين علي أنفسهم ودينهم، كذلك نجد أن فئة من الصحابة حبَّذت الإقامة في الحبشة حتي بعد هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينة، حيث بقي منهم في الحبشة نحو خمسين أو ستين تحت حماية النجاشي.
إذن ما هو تفسير الحديث المذكور ان كان لا يحمل اي اساءة للحبشيين الذين اتضح انهم اصدقاء
وحلفاء للرسول صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ. رواه البخاري (7142)
اندرج هذا الحديث في باب طاعة ولي الامر
يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعه بطاعة ولي أمرهم وان كان حبشيا غير عربي
وهذا ما يدل وياكد الحديث المذكور سابقا
(لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى)
(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
وقد جاء هذا الحديث بصياغة اخرى :
مِنْ حَدِيثِ أُمِّ الْحُصَيْنِ اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ
هل الأنبياء في الكتاب المقدس لهم اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ليتهموه ؟
[الفاندايك][اشعياء][57-3][اما انتم فتقدموا الى هنا يا بني الساحرة نسل الفاسق والزانية]
[الفــــانـــدايك][Sm1.20.30]-[فحمي غضب شاول على يوناثان وقال له يا ابن المتعوّجة المتمردة أما علمت انك قد اخترت ابن يسّى لخزيك وخزي عورة امك.]
[الفاندايك][الأمثال][23-27][لان الزانية هوة عميقة والاجنبية حفرة ضيقة.]
- والغريب في الموضوع ان الشتائم ليست حكرا على البشر ![الفــــانـــدايك][Zep.3.1]-[ويل للمتمردة المنجسة المدينة الجائرة.]
*[الفاندايك][هوشع][4-5][فتتعثر في النهار ويتعثر ايضا النبي معك في الليل وانا اخرب امّك.]
[الفاندايك][أيوب][11-12][اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نماذج التعايش مع الآخر(5-20) الحبشة: الاندماج والتواصل بقلم: على جمعه
توقيع فداء الرسول |
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين |