اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 12.07.2010, 18:44

ابن عباس

عضو شرف المنتدى

______________

ابن عباس غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.06.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 163  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2012 (17:11)
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدلة وجود الله عز وجل
الحلقة الرابعة

* الإعجاز في خلق الخلية :

إن معظم الحيوانات والنباتات تتكون من عدد هائل من الخلايا كما يتكون المبنى من مجمـوعة من الحجارة المرصوصة ، وهذه الخلايا سواء في جسم الإنسان أو في أجسام غيره من الكائنات الحية دائمة الانقسام وذلك لنمو الجسم أو تعويض ما يُفقد أو يموت من الخلايا

.

ومن الإعجاز المدهش في هذا المقام أن جميع الخلايا تنقسم إلا نوعاً واحداً وهو الخلايا العصبية التي يتكون منها المخ والجهاز العصبي ، فإن عدد خلايا المخ عند ولادة الإنسان أو الحيوان لا تزيد عليه خلية واحدة حتى الوفاة ، لإنها لو انقسمت فلن يُمكنها الاحتفاظ بشخصية الإنسان ، وسوف تتلاشى معالم الذاكرة في خلال ساعات قلائل ، فمن ذا الذي جعل للخلايا العصبية وحدها دون غيرها من بقية الخلايا هذا الثبات من الميلاد إلى الوفاة ؟! من يا أولي الألباب ؟

!

ويوجد في كل خلية من هذه الخلايا عدد من الصبغيات ، وهي أجسام دقيقة تحمل العوامل الوراثية ، وعدد هذه الصبغيات ثابت في خلايا كل نوع من أنواع الحيوان والنبات . فعددها في القطط يختلف عن عددها في الكلاب ، وعددها في الكلاب يختلف عن عددها في الفيلة والأرانب ، وهكذا

.

وفي داخل الخلية الإنسانية يوجد ستة وأربعون من هذه الصبغيات ، وعندما تنقسم هذه الخلية داخل الجسم البشري فإن كل خلية تحتوي على نفس العدد إذ لو اختل هذا العدد لما أصبح الإنسان إنساناً .



ولكن هذه القاعدة تختلف في الخلايا التناسلية أي الحيوان المنوي للذكر والبويضة لدى الأنثى ، إذ أن عدد الصبغيات الموجودة في الخليـة التناسلية لدى كل من الذكر أو الأنثى يبلغ ثلاثة وعشرين فحسب ، أي نصف الأعداد الموجودة في بقية الخلايا . لماذا ؟ لأن الخلية الذكرية لا بد أن تندمج مع الخلية الأنثوية لتكوين النطفة الأمشاج - الخلية الأولى في جسم الجنين - فإذا تم المزج بينهما رجع عدد الخلية الجديدة إلى العدد الأصلي وهو ستة وأربعون صبغياً نصفها من الحيوان المنوي ونصفها من البييضة !!



ترى من ذا الذي اختزل عدد هذه الصبغيات إلى النصف عند تكوين الخلايا التناسلية بالذات لكي تندمج فيعود العدد الأصلي في الخلية الأولى وفقاً للقاعدة العامة في سائر الخلايا ؟!



ألا يكفي هذا دليلاً



على وجود إله خالق عليم أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ؟! هل يمكن أن يقع هذا صدفة وهو الذي لم يتخلف مرة واحدة ؟!



دليل التسوية :

وتسوية الشيء إتقانه وإحسان خلقه وإكمال صنعته بحيث يكون مُهيئاً لأداء وظيفته ، ويكون مستوياً معتدلاً متناسب الأجزاء ليس بينها تفاوت يُخل بالمقصود.

ويُعبر القرآن الكـريم عن التسوية بعبارات مُختلفة الألفـاظ وإن كانت مُتقاربة الدلالة ، كالإتقان والإحسان ونفي التفاوت وإعطاء الخلق ونحوه .

قال تعالى: ( الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ) ( السجدة : 7 ) .

وقال تعالى : ( صنع الله الذي أتقن كل شيء ) ( النمل : 88 ) .



وقال تعالى : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ( الملك : 3 )



وإذا كان الخلق يدل على وجود الله جل وعلا فإن دلالة التسوية على وجوده أظهر وأبين ، إذ التسوية أخص من الخلق إذ قد يُخلق الشيء بغير تسوية ، وهذه التسوية ظاهرة في الكائنات كلها .



ولكنها في الكائنات الحية أظهر - وفي الإنسان على وجه الخصوص - أظهر وأبين .

-

تأمل على سبيل المثال في خلق الأجنة ، وانظر كيف خلق الله لها عيوناً وهي لم تزل في ظلمات الأرحام ، وخلق لأجنة الطير أجنحة وهي لا تزال داخـل البيض ، والأجنة لا تستخـدم العيون ولا الأجنحة في هذه المرحلة ، ولكن الخالق العليم يُهيؤها بهذه العيون وبهذه الأجنة لحياتها المُقبلة فهو يعلم أن الأجنة ستتجاوز ظلمة الأرحام إلى عالم النور حيث تمس الحاجة إلى العيون ، وستخرج من البيض



إلى هذا الكون الفسيح حيث الحاجة إلى الأجنحة ، فأعطاها خلقها وزودها بما تستقيم به حياتها .

-

انظر إلى الأنف كيف أحكم خلقه ليتناسب مع وظيفته ، فالهواء يدخل من ثقبين بين العينين لكن العليم الحكيم غطى هذين الثقبين بالأنف ، وجعل النصف الأعلى من الأنف عظماً ، حتى لا تضغط الريح على هذا الغطاء ، فتسد الثقبين ، فيمتنع التنفس ، كما يُشارك عظم جدار الأنف في حماية العينين ، وفتح الأنف باستمرار لدخول الهواء ، إذ لو كان الأنف كله من عظام لما تمكنا من إخراج المخاط ، وجعـل الخالق جدار الأنف مائلاً لكي يصطدم الهواء بالجدار المائل ، فيرده إلى الحواجز الداخلية ، ليصطدم بها ، فيلامس الهواء الداخل المخاط المُبطِّن لجـدار الأنف ، فتلتصق به الجراثيم والأتربة ، فيتصفى الهواء قبل دخوله .. وفي الشتاء تتكاثر الدماء في الأنف ، فنراه مُحمراً ، وذلك لتدفئة الهواء الداخل ، وفي الصيف يقوم الأنف بترطيب وتبريد الهواء الجاف أو الحار .

ألا يشهد ذلك كله أنه من صنع العليم الحكيم ؟!

-



تأمل في تفاوت قوة عضلات الجسد ستجد أن أقوى عضلات في جسم الإنسان والحيوانات الثديية هي عضلات الرحم لتتمكن من دفع الجنين ، ولو لم تكن بهذه القوة لما خرج أول جنين إلى الوجود ، وتلي عضلات الرحم في القوة عضلات القلب إذ لا بد لها من القوة لتصمد للعمل ليلاً ونهاراً لدفع الـدم إلى الأوعية الدموية فمن ذا الذي زود هذه العضلات بهذه القوة لتتمكن من أداء هذه الوظيفة .

-

تأمل في التركيب الأساسي للعين وهو مدهش وشديد التعقيد ، ولسوف تدرك أن آلة التصـوير التلفزيونية ما هي إلا مُحاكاة بدائية لعملية الإبصار التي تتم عن طريق العين !



تأمل أولاً كيف حُميت العين من الخارج بسياج من عظـام الحاجب والأنف والوجنة ، ثم ارجـع البصر كرتين في كيفية تهيئتها لأداء وظيفتها لتقف على العجب العجاب من صنع الله عز وجل !



إن حدقة العين تتسع تلقائياً في الضوء الخافت وتضيق في الضوء الساطع ، لحاجتها إلى كمية كبـيرة من الضوء في عميلة الإبصار في الحالة الأولى وعدم حاجتها إلى ذلك في الحالة الثانية .



وإن الشبكية تتكون من تسع طبقات مختلفة لا يزيد مجموعها عن سمك ورقة رقيقة . وإن الطبقة التي في أقصى قاع العين تتكون من الملايين من الأعواد والمخروطات منتظمة في تناسب مُحكم يمكنـها من أن تميز الألوان ، ويتولى العصب البصري نقل هذا الإحساس إلى مركز معين في المخ يُترجم الإحسـاس إلى صورة مرئية تبصرها العين بوضوح ، وإن كل هذه التنظيمات العجيبة لا بد أن تعمل في وقت واحد وإلا لاستحالت الرؤية .



ومن الطرائف والعجائب أن البومة تستطيع رؤية الأشعة تحت الحمراء ، وهي أشعة حرارية لا يراها الإنسان ، فتتمكن بها على سبيل المثال من أن تُبصر الفأر في الظلام الدامس عن طريق هذه الأشعة التي تبتعث من جسده الدافئ !



ومن العجائب كذلك قدرة النحل على رؤية الأشعة فوق البنفسجية ، وهي الأشعة الوحيدة القادرة على اختراق السحب لأن النحل قد يعيش في مناطق يكسوهـا السحاب معظم أوقات السنة ، ورؤية الشمس ضرورية لمعرفة الحقول التي بها الغذاء ، وبهذا يتمكن النحل من رؤية الشمس خلال السحب فلا تموت جوعاً عندما تختفي الشمس خلف الغمام .



بل تمثل قول الله تعالى : ( و إلى الإبل كيف خُلقت ) ( الغاشية : 17 ) وتأمل في بديع خلق الإبل وكيف سواها الله عز وجل وهيأها لأداء الوظيفة التي خلقها لها ، لقد أعطى الله الجمل الصورة الخلقية التي تلائم عيشته وأسفاره الطويلة في الصحراء ، فلهذا خُلق برقبة طويلة تُعلي رأسه وتنأى بعينيه عن غبار الرمال ، كما مُنح شفة مشقوقة يستطيع أن يتناول بها أشواك البوادي دون أن تؤذيه ، وأعطى سناماً يختزن فيـه الدهن إن أعوزه الطعام يوماً في الصحارى القاحلة ، ولم تنته رجله بحافر يغوص في الرمال كحوافر الخيل والبغال والحمير بل انتهت بخف يقدر به على اجتياز الرمال دون أن يسوخ فيها ، ولهـذا سمـوه سفينة الصحراء .



تأمل في قرني استشعار ذكر البعوض تجد به شعيرات أطول من تلك التي في قرني استشعار أنثاه ، إن الأمر ليس لمجرد الزينة ولكنها أشبه ما تكون بمحطة استقبال إذاعي تستقبل الأصوات الخاصة التي تُحدثها أنثى البعوض وهي بعيدة عنه بعداً شاسعاً ، وهي أشبه بموجات الإذاعة ، فيُحرك الذكر قرنيّ استشعاره فى شتى الاتجاهات ليلتقط هذه الأصوات على الرغم من وجود أصوات أخرى عديدة يموج بها الجو ، وعن طريق زاوية قرن استشعاره يدرك الذكر غريزياً مكان الأنثى فيطير إليها ليتم التزاوج بينهما ، ويتمكـن البعوض من البقاء جيلاً بعد جيل .

ألا تدل هذه المظاهر - والكون حافل بها - على وجود الله جل وعلا وعلى بديع علمه وإرادته وقدرته وحكمته ؟



يتبع بإذن الله







توقيع ابن عباس
قال الشافعي رحمه الله: من تعلم القرآن عظمت قيمته. ومن تكلم في الفقه نما قدره. ومن كتب الحديث قويت حجته. ومن نظر في اللغة رقَّ طبعه. ومن نظر في الحساب جزل رأيه. ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.


رد باقتباس