الموضوع
:
يا مسلم ... إقرأ ... واعتبر ...
اعرض مشاركة منفردة
Tweet
Share
رقم المشاركة :
751
(رابط المشاركة)
25.12.2012, 20:47
pharmacist
عضوة مميزة
______________
الملف الشخصي
التسجيـــــل:
28.10.2010
الجــــنـــــس:
أنثى
الــديــــانــة:
الإسلام
المشاركات:
3.814
[
عرض
]
آخــــر نــشــاط
10.10.2021 (12:19)
تم شكره 328 مرة في 292 مشاركة
هل ترى الفروق؟
يوميًا يستيقظ قبل الفجر بساعة، يتوضأ، يصلِّي ما تيسَّر له،
ولا يفتأُ بين كلِّ ركعتَين يُنادي زوجتَه برفق، داعيًا إيَّاها للصَّلاة
حتَّى يؤذَّن للفجْر.ثم ينزل للصَّلاة في المسجد كعادته،
لا يفوِّتُ صلاةً في المسجد أبدًا؛ بل يجلس إلى الشروق، يذْكُر الله تعالى،
قد تغلبه عيناهُ وينام في المسجد، وله عذره، فيومُه شاق جدًّا.
يصلي الضُّحى في المسجد، ثُمَّ يصعد إلى بيته،
يسأل زوجته هل صلَّت، فإذا تأكَّد من صلاتِها، نام نصف ساعة،
ثم يقوم فيرتدي ملابسَه ويفطر - ما عدا يومَي الاثنيْن والخميس -
ويصلِّي ركعتيْن، ويذهب إلى العمل.
كل يوم يتكرر المشهد.
ثم يعود غالبًا مع أذانِ المغرِب،
أحيانًا مع أذان العصْر لكن هذا نادر جدًّا، بالتأكيد يوم شاق.
يدخل البيت، يُسلم على زوجته وهو مرهق جدًّا،
ينظُر إلى أولادِه في ودٍّ، يُصافِحُهم، يتناولون الطَّعام جَميعًا.
ثم: "زوجتي العزيزة،
هلاَّ أعددتِ لي مشروبًا منعشًا؛ فهذا وقتُ المراجعة...".
تنهضُ الزَّوجة تلبِّي الطلب، يدخل غُرْفة المكتب، ويُغْلِق الباب.
يُحاول أحد الأولاد أن يُخرج والده من عزلته، ينادي الأب زوْجَته،
يقول بابتسامة عذبة: "زوجتي الحبيبة، إذا أردتم راحتي،
فلا يزعجْني أحد؛ فهذا وقت المُراجعة".
تحاول الزوجة أن تخبر زوجها:
هناك أمور في البيت تَحتاج منك بعض الاهتمام.
يردُّ - ولا تزالُ ابتسامتُه تعلو وجهَه -:
"فيما بعد، فيما بعد، يوم الجمعة لِناظره قريب".
كان هذا حاله من زمن طويل، استسلمت الزَّوجة.
كانت تقوم بالأعباء وحدها.
شيء انكسر، طفل مريض، أي شيء وكل شيء.
تظنُّون أنَّه يَجلس مع أولاده ليحفظهم؟
بالطبع لا؛ هُناك شيخ يقوم بهذه المهمَّة.
لم يقصِّر؛ شيخ يَحضر أسبوعيًّا، مدارس إسلاميَّة.
حتى الآن الحياة تقليديَّة جدًّا.
فأين المشكلة؟
صورة أخرى:
يوميًا يستيقظ قبل الفجر بساعة، يتوضأ، يصلِّي ما تيسَّر له،
ولا يفتأُ بين كلِّ ركعتَين يُنادي زوجتَه برفق، داعيًا إيَّاها للصَّلاة حتَّى يؤذَّن للفجْر.
ثم ينزل للصَّلاة في المسجد كعادته، لا يفوِّتُ صلاةً في المسجد أبدًا.
يذْكُر الله تعالى، بل يجلس إلى الشروق، قد تغلبه عيناهُ وينام في المسجد،
وله عذره، فيومُه شاق جدًّا.
يصلي الضُّحى في المسجد، ثُمَّ يصعد إلى بيته، يسأل زوجته هل صلَّت،
فإذا تأكَّد من صلاتِها، نام نصف ساعة، ثم يقوم فيرتدي ملابسَه ويفطر مع زوجته
وأولاده - ما عدا يومَي الاثنيْن والخميس - لأنَّ كلهم صائمون، ويصلِّي ركعتيْن،
ويذهب إلى العمل.
يوصِّل أبناءه للمدرسة.
لا ينسى ملاطفة زوجته، يوصيها خيرًا، وتوصيه خيرًا.
كذا تعوَّدا من أوَّل يومٍ جَمَعهما الله - تعالى - في ذلك البيْت الطيِّب.
كل يوم يُجدِّد إيمانه بِهذه الجلسة، بهذه الوصيَّة.
ثم يعود غالبًا مع أذان المغرب، أحيانًا مع أذان العصْر لكن هذا نادرٌ جدًّا.
بالتأكيد يوم شاق، لكنَّه يستعين بالله ولا يعجِز.
يدخل البيت، يطرح إرْهاقه جانبًا، يُسلِّم على زوجتِه.
ينظر إلى أولادِه في ودٍّ، يَحتضنهم في شوق.
يصافح هذا ويداعب هذا.
يتناولون الطَّعام جميعًا، وهم يتبادلون حوارًا لطيفًا نافعًا.
ثم: "زوجتي العزيزة، هلاَّ أحضَرْتِ المصحف فهذا وقت المراجعة".
ذهبت الزَّوجة وهي تبتسِم في سعادة.
أحضرت المصحف، بدأ الزَّوْج يقرأ وِرْدَه اليومي.
أطفاله من حوله يسمعون أباهم يتلو القُرآن.
يا له من صوتٍ عذْب!
يبدأ الزوج يستمع لأولاده، وهم يتنافسون على القِراءة وتَحسين الصوت.
تقول له زوجته معاتبة: "ألا تُحضر لهم شيخًا بدلاً من أن تُرْهِق نفسك؟".
يردُّ مُستنْكِرًا: "وأين أذْهَب أنا؟! ألا تُريدين لي أجرًا بعد موتي؟!".
تبتسم في سعادة.
تقرأ وِرْدَها.
ثم نصف ساعة، تجتمع فيه العائلة على درس مفيد،
يومًا يستمعون فيه شريطًا، يومًا يقرؤون في السيرة،
يومًا في التَّوحيد، يومًا آخر أسئلة فقهيَّة، وهكذا.
كل يوم يتجدَّد اللِّقاء.
ويَجتمع شمل الأُسرة على الخير.
هل علمتُم الآن الفرق؟ وأين كانت المشكلة؟
منقول
المزيد من مواضيعي
كيف نتمدن ونتحضر؟
كم مربعاً ترى في هذه الصورة ؟
اللسان
كلمات لروح حائرة
الطيور المهاجرة
لا تسقط إلا واقفا ..
قيمتنا بقيمنا
المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
توقيع
pharmacist
الأعضاء الذين شكروا pharmacist على المشاركة :
د/مسلمة
pharmacist
اعرض الملف الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى pharmacist
إيجاد كل مشاركات pharmacist
إحصائيات المشاركات
عدد المواضيع
412
عدد الـــــردود
3402
المجمــــــــوع
3.814