
01.11.2012, 10:19
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
21.10.2011 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
321 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
07.10.2014
(20:44) |
تم شكره 40 مرة في 34 مشاركة
|
|
|
|
|
مع بداية عصر النهضة الاوروبية، حاولت المجتمعات والدول الاستعمارية الغربية الوصول والسيطرة على دول آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية بكل الوسائل. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وحتى في القرن التاسع عشر كانت الدول الغربية تسيطر وتستعمر الدول الضعيفة وتنهب ثرواتها بالقوة والاستعمار المباشر، وذلك لعدم تطور التكنولوجيا بالشكل الذي هي علية اليوم.لجئوا لوضع برامج وخطط عديدة كي تبقى هذه الدولة تحت قبضتهم فهناك عدة غزوات غزو اجتماعي ثم غزو ثقافي ثم غزو اقتصادي ثم غزو سياسي ثم غزو عسكري فبعد فشل اعتداءاتها العسكرية المختلفة ركزت اتجاهها على العدوان السياسي والاقتصادي لأن فساد اخلاقيات المجتمع تؤدي الى انهيار الاقتصاد ومن ثم يأتي الغزو العسكري ليحقق مطلبه
وفي الوقت نفسه يقوم الاستكبار العالمي، وعلى رأسه اميركا، بهجمة ثقافية شرسة على دول العالم ومع تطور تكنولوجيا الاتصالات وتحول العالم الى ما يشبه قرية عالمية كبيرة، وظهور عشرات القنوات التلفزيونية التي تدخل البيوت عبر موجات مختلفه تبث من نقاط متعددة من العالم، فإن الاستكبار العالمي ركز في هجومه الجديد على الجانب الثقافي.ومن أجل أن يهيىء الأرضية لتغلغله الثقافي قام بنشاطات عديدة في المجالات الاجتماعية، ودراسه سلوكيات الافراد والمجتمعات.
يشير الانثروبولوجيون الى ان الامتداد الثقافي هو أحد العوامل الخارجية التي تؤثر في نفسيات الافراد.
ونقصد بالامتداد الثقافي هو العملية التي ينتقل ويتسع من خلالها الوعي والتقنية والابداع والتقاليد، على اثر الاحتكاك الذي يحصل بين مجتمعين او عدة مجتمعات.
وقد وصل علماء الاجتماع والنفس الغربيون – بعد دراسات كثيرة – الى هذه النتيجة وهي ان "الغزوالثقافي" افضل الطرق للتغلغل في دولة معينة، وفي هذه العملية يفقد الشخص المتغرب هويته في مقابل التكنولوجيا والتطور الصناعي الغربي معتقداً بأفضلية الانسان الغربي.
ثم ان المتغرب يحاول ان يتشبه بالغربيين لاعتقاده بمثاليتهم، فيشترك معهم في ميدان الميول المادية وطرق اللبس والمظاهر دون الجوانب الاخرى. ومن هنا، فهو يقبل بكل مايراه الغربيون جيداً وينبذ ما ينبذونه.
وبالنتيجة فالمتغرب وغير الاصيل – اذا ما نظرنا الية بدقه وعمق – سنجده لا يملك شيئاً لنفسه، ويعيش في فراغ روحي كبير، وهذا الفراغ الروحي سيكون سبباً للكثير من الامراض النفسية المنفشية في الغرب. بخلاف انه يخسر نفسه في الدنيا قبل الاخره نتيجة هذا الذوبان الذي يطمس هوية الانسان وعقيدته .
الغزوالثقافي الاستعماري:
يلخص الباحث الفرنسي "جورج بالاندية" الحالة الاستعمارية بالاسطر التالية:
"سيطرة اقلية اجنبية تحت شعار التفوق الاجتماعي، والقومي او الثقافي على اكثرية من الناس يختلفون عنهم من الناحية العرقية أو الثقافية، ولهم بنية مادية اضعف، فالعلاقة بين الحضارات غير المنسجمة في الرؤى، تعدّ تجاوزاً من الحضارة الصناعية التي تملك اقتصاداً متقدماً وقوياً … على الحضارات غير المتقدمة الفاقدة للتكنولوجيا وذات الاقتصاد المتخلف".
فالاستكبار العالمي يسعى جاهداً لان يُقنع شعوب العالم الثالث بأنها متخلفة عن التقدم الموجود في المجتمعات الغربية المتطوره، ومن اجل تهيأة الارضية لتحذير الشعوب والدول المُهاجمة يرسل النظام الاستعماري عدداً من موظفية او تجاره الى تلك الدول ليخلق حالة من التمايز بينهم وبين شعوب تلك الدول التي يهاجمها، باعتبار بشرتهم البيضاء – في الغالب – والحالة الخاصة التي يملكونها، فيقوم هؤلاء بدور السفراء لبلدانهم في دول العالم الثالث، ويسعون الى اشاعة افضليتهم وافضلية ثقافتهم الغربية عن طريق الملابس التي يلبسونها، وعلاقاتهم الاجتماعية الخاصه والسلوك ليكسبوا المعجبين بهم.
فالذي يقبل بأفضلية الثقافة الغربية وقوتها سيسعى لان يتشبه بها بكل الوسائل والطرق وفي جميع المجالات.
ولكي يصل الاستكبار الى مقاصده واهدافه، يخلق نظاماً من الحجج والبراهين والادلة والذي يمكن الاصطلاح عليه بـ"الايديولوجيا الاستعمارية"، وهذه الايديولوجية هي مجموعة من الاستدلالات والحجج يؤكد من خلالها الاستعمار موقعه ومكانته في الدول المُستعمرة، ويجيب بها على التساؤلات التي يمكن ان يواجه بها من قبل الشعوب.
وهذه الايديولوجيا مبنية في الغالب على تفوق العرق الابيض وانحطاط ما سواه، فشعوب العالم الثالث فاقدة للخصوصيات الحضارية والثقافية اللازمة لادارة بلدانها والاستفاده من ثرواتها، ولايمكن لهم ادارتها دون الانجرار نحو الفوضى والدكتاتورية.
ثم يدعي الاستكبار العالمي ان بامكانه تحسين اوضاع تلك الشعوب، وتعليمهما وتقديم خدمات اجتماعية لها لكي يتقرب من حاله الحضارية. بهذا الاسلوب يحاول الغرب ان يسوغ همجيته وعدوانه على الشعوب ويصبغها بصفه انسانية، فالاستكبار يُخدِّر الشعوب التي يسيطر عليها من كل تطور، ويقف بوجه اية تنمية اقتصادية واجتماعية تطمح اليها.
الثوابت النفسية
هناك جمله ثوابت نفسية خاصة في العلاقة بين الاستكبار والشعوب المهاجمه، وفي خطوة اولى يقوم الاستكبار العالمي بتوجية نقد شديد ضد كل امر يخالف الثقافة الاوروبية ويمت بصله الى الجذور الثقافية – الدينية الاصيله للشعوب ، ويحاول الغاء فكرة ان عناصر الثقافة القومية – للشعوب المستعمرة – ليست لها قيمه حتى يتم الدفاع عنها.لذلك يطرح الغازي نماذجه وابدالها بالتي يراها مناسبة فمثلاً يصور الحجاب الذي تتمسك به المرأة المسلمة على انه حالة من التخلف والرجعية فحاربه بشتى الوسائل ليصل الى الفاقدين لأصالتهم وجذورهم ليبعد الشباب عن ثقافته الدينية اكثر فأكثر.
ويسعى المستكبرون لإظهار انفسهم مدافعين عن حقوق الانسان، ومنادين بالمساواة بين الشعوب في حين ان غرضهم من ذلك شيء آخر، وكما يقول "غي روشه": "ينظر المستعمر الى الشعوب المستعمرة بعين خاصه". فسلوكه مقابل سكان المستعمرات هو مزيج من السلوك الابوي الظاهري والتحقير.
فالقضية المهمة التي يعمقها المستعِمر من الناحية النفسية هي ان الشخص المستَعَمر والفاقد لاصالته، يحس بالحقارة امام المستعمر، ويقبل بأنه اقل قيمة منه. ولذلك يسعى لان يقلده في جميع الامور، ولكن لا يستطيع بلوغ ذلك لان الغرب الغازي لايعرض من حضارته إلاّ جوانبها الظاهرية الشكلية التي يحاول ان يغرر بها ابناء الشعوب الضعيفة.
يتبع ...
توقيع قدوتي الصالحآت |
رَبِّ زِدْنِي عِلْماً

 |
|