إذا كانت هناك صلة رضاعية بين النبي الكريم وبين أم حرام وأم سليم.. فهذا يعني أن أم حرام كانت امرأة مسنة (كبيرة في السن)...
فلو فرض وجود أية إشارة إلى أنه كان ينظر إليها - مع أن هذا غير موجود - فإنه يكون على قاعدة: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ)
وعلى فرض أنها ليست محرماً.
فليس في الحديث ما يدل على أنها كانت متبرجة ولا أنها كانت معه بدون محرم.
والجدير بالذكر أن هذا الحديث الذي استخدمه أعداء الإسلام للطعن في نبوته صلى الله عليه وسلم إنما هو في حقيقة الأمر دليلاً على نبوته صلى الله عليه وسلم وذلك أنه أخبر بغيبيات تحدث من بعده صلى الله عليه وسلم!
فقد ورد في القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم زار أم حرام ونام عندها واستيقظ يضحك وسألته أم حرام عن الأمر الذي يضحك منه فأخبرها أن ناساً من أمته سيركبون البحر، ظهره، ووسطه، ويكونون فيه، وهو أمر فيه أمثال الملوك على الأسرة، وهذا أمر يسعد النبى ، ويرضيه، لما فيه من المخاطر ما فيه، إن فيه خطر ركوب البحر، وفيه الجهاد، وما فى الجهاد من أهوال، وفيه احتمال الموت والشهادة، وأم حرام تعرف ذلك وتدركه، ثم تطمع فيه وتبتغيه، وتسأل النبي الذي لا ترد دعوته، وتقول له : سل الله أن يجعلنى منهم، والنبي سأل ربه، واستجاب له ربه عز وجل، فسألته أم حرام بعد أن نام المرة الثانية فى الوقت نفسه، وقام يضحك، مم تضحك يا رسول الله؟ فقال : كما قال في الأولى : "إن ناساً من أمتي سيركبون البحر مثل الملوك على الأسرة، قالت : يا رسول الله أأنا منهم؟ قال، لا، أنت من الأولين"
توقيع زهراء |
مَـا خـَابَتْ قُـلُـوْب أَوْدَعَـتْ الْـبـَارِي أَمـَانِيـْهَـا |