
03.10.2012, 12:49
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
28.10.2010 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.814 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
10.10.2021
(12:19) |
تم شكره 328 مرة في 292 مشاركة
|
|
|
|
|
ثقافة الورد المفقودة
تجاوز عمره الثمانين، بل قل، ازدان قلبه بثمانين ربيعاً،
وانهمر على حقله ثمانين شتاءً وخريفاً، فارتوت تربته
وخرجت مواسمه مليئة بالخير والعطاء
أبٌ رؤوف حنون، به من لطف المعشر ما يفوق جمال نسمات أيلول المنعشة،
ناجحٌ في حياته، وأكبر نجاحاته، مراتب عالية استحقها في قلوب الناس
ارتقاؤه الشعوري عوّدَه أن يقطف وردتين أو ثلاثة قبل دخوله على أهل بيته،
يضع إحداها في غرفة المعيشة،
والثانية يضعها في مزهرية على مكتب "حبة قلبه" الوحيدة (ابنته)
في يوم من أيام الصيف الحارة، عادت "حبة قلبه" إلى البيت ودخلت غرفتها،
فوجدت وردتين جميلتين على مكتبها فامتلأت نفسها راحة وسكوناً
سمِعت والدها يقترب من باب غرفتها ..
استدارت قائلة: والدي .. ما أجمل هاتين الوردتين
أجابها بنبرة حانية فاقت عطر الورد طيباً: إني أراهما ثلاثة وردات
فردت: وأنا أرى أمامي الحديقة الرائعة، التي حوت كل الورد
أحبك والدي .. علمتني لغة حروفها أوراق الورد ومدادها قطرات الندى
هذه اللغة، وبتعبير أعم، هذه الثقافة، ثقافة الزهور،
هي ثقافة غائبة عن أذهاننا، بعيدة عن حياتنا رغم بساطتها وسهولة فهمها
هي لغة لا تحتاج لأستاذ ولا لترجمان،
إنها تتكلم ببراعة، وتعبّر بطريقة تتميز بأناقة متناهية وذوق رفيع
إن تبادل الزهور، يُحدث قفزات نوعية في النفوس والعلاقات الاجتماعية
وتبدلات جذرية في الانطباعات والأفكار
فالوردة فاتنة بشكلها وبعبقها ..
ولا يمكن أن ينافسها في الجمال، إلاّ الكلمة الطيبة، والتصرف الحسن..
فقد تكون كلماتنا أحلى من الزهور بمعانيها،
وأعطر منها برقتها ولطفها .. وبصفاء مقاصدها
أعتقد أن جميعنا يحب أن يكتسب هذه اللغة الوردية، ويتقن جميع قواعدها،
والأمر سهل بسيط غير مكلف، فما علينا إلاّ أن ندخل معاهد الحياة،
ونتزود بقليل من الورد والابتسامات،
وبكثير من المحبة والتصرفات الصالحة
بارع ذكي من مسح ألم إنسان بوردة
منقول
|