التكيف الفكرى والوجدانى
اذا كان التكيف من الأدوات عظيمة الفائدة التي تحافظ على حياة البشر والمخلوقات ضد قسوة الطبيعة وغيرها من الظروف التي تستدعى تغير في بيولوجية الإنسان.
قانه في بعض الأحيان يؤدى الى إضرار جسيمة تجعل للتكيف تأثير سلبي بجانب تأثيره الايجابي حيث ان التكيف يمكن ان يحدث مع الفساد أو مع الأفكار الهدامة والعقائد المشوهة وهذا تاثير سلبى فادح للتكيف لكونه يتعلق بأهم مصير للإنسان (المصير الابدى) , و التكيف الفكري والوجداني لن يحتاج لإجراء تجارب لإثباته لأننا نراه في كل صاحب دين وضعي يرى انه على حق والجميع على باطل رغم الفساد الظاهر على كل ما يعتقد من معتقدات سواء كانت ظاهرة أو باطنه .
ومن ناحية العلم يعتبر العلماء ان "قبول الإنسان للفاسد والمشوه من الأفكار والمعتقدات مرتبط بعناصر جوهرية أهمها "التكيف" الذي يمثل آلية فكريّة قادرة على إحداث التغيير في الفرد وفي المجتمع على حد سواء ، ويأتي التكيف لتقريب العلاقات الموجودة بين نظم السلوك المختلفة ، وبين العناصر العاطفية والفكرية وكذلك الاقتصادية التي توحّد الناس فيما بينهم".
[دور التكيّف الاجتماعي في تغير الخطاب الثقافي - صحيفة الرياض اليومية – ناصر الحجيلان ]
ويؤكد الباحث الاجتماعي الفرنسي "إميل دوركهايم" على أن "التكيّف يسمح بتثبيت أنواع السلوك والميول والأفكار وتعديلها أو استبعادها " .
[المرجع السابق]
وهذا يفيد في تثبيت الضال على ضلاله بشكل مجرد وخصوصا اذا تم تعديل او استبعاد الأفكار المعوقة , ويدعم ذلك وجود تجهيزات مسبقة ناتجة عن النشأة والتربية .
ولا عجب في ذلك , فانتقال الإنسان من الحق إلى الباطل رغم صعوبته , نظرا للحساسية الشديدة اتجاه الدين , يخبر بسهولة تثبيت الضال على ضلاله لان ذلك أيسر من ذلك , أو بمعنى أخر , إذا أمكن للمضل نقل إنسان من الحق إلى الباطل رغم صعوبة ذلك للسبب السابق فسوف يكون من السهل عليه تثبيت الحائد عن الحق في الأساس وبنفس المنهج .
آخر تعديل بواسطة ابن النعمان بتاريخ
17.09.2012 الساعة 14:57 .