
10.09.2012, 13:56
|
|
مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
23.04.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
2.798 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
12.01.2024
(10:38) |
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
|
|
|
|
|
من أين جاءت الديناصورات؟ هذا السؤال البسيط كان ولازال يمثّل موضوع جدل كبير شغل العلماء لمدة 150 سنة. بعض الداروينيون يفترضون بأن الزواحف، بما فيها الديناصورات، تطوّرت من مخلوقات برمائية، بينما البرمائيات تطوّرت من الأسماك. يُعتقد بشكل عام بأن عصر الزواحف بدأ خلال المرحلة "الترياسية" Triassic، أي قبل حوالي 225 مليون سنة. بعض الزواحف المعيّنة والتي يُعتقد بأنها عاشت في أواخر المرحلة "البيرميانية" Permian وبدايات المرحلة "الترياسية" (مثل كائنات "الغورغونوبسيان" gorgonopsians، والـ"ليستروسوروس" Lystrosaurus، والـ"ماسيتوغناثوس" Massetognathus) من المُفترض بأنها تفرّعت لتنتج نوعين من الكائنات: الثديات القارضة الصغيرة، والديناصورات. مجموعة الكائنات التي يُعتقد بأنها تمثّل أسلاف الديناصورات تُسمى thecodontians.
يُقال أن معظم فصائل الديناصورات المشهورة ظهرت في الفترة "الجوراسية" Jurassic، أي قبل حوالي 200 مليون سنة. حسب النظريين الداروينيين، ازدهر الديناصورات عبر المرحلة "الكريتاسية" Cretaceous، ثم انقرضوا قبل حوالي 60 مليون سنة. هل يمكن للتحوّل العشوائي random mutations والاختيار الطبيعي natural selection أن تحوّل سمكة إلى كائن عملاق مثل الـ"أباتوسور" Apatosaur، حتى لو استغرقت العملية ملايين السنين؟
هل يمكن للتحوّل العشوائي والاختيار الطبيعي أن تحوّل سمكة إلى كائن عملاق مثل الـ"أباتوسور"، حتى لو استغرقت العملية ملايين السنين؟ هناك الكثيرة من الهفوات الخطيرة التي تعجّ بها السيناريوهات الداروينية والتي تستند على فرضيات أكثر من كونها ظواهر واقعية قابلة للاستيعاب بسهولة. من المهم أيضاً معرفة أن موضوع الديناصورات بشكل عام يمثّل تحدياً كبيراً بالنسبة للداروينيين، لأن الأنواع الكثيرة جداً من هذه الكائنات تجعله من المستحيل رسم مخطط بياني يوضّح التسلسل المرحلي الذي تطوّرت عبره تدرجياً خلال الفترات المتلاحقة، وطبعاً وصله مع سلف واحد فقط يشيرون إليه بالاسم phylogeny. يبدو أن هذا الاسم سيبقى وحيداً إلى الأبد دون أن يجد كائن مناسب له، والسبب بكل بساطة هو أنه ليس هناك سلف واحد أصلاً لهذه الديناصورات.
لقد أنتجت هوليوود الكثير من الأفلام التي أعادت فيها خلق ذلك العالم الجيولوجي القديم الذي ازدهرت فيه الديناصورات بأعداد كبيرة، وقد أصبح لدينا فكرة، ولو جزئية ومنقوصة، عن كيف كان العالم في ذلك الماضي السحيق. لكن السؤال الكبير يبقى كما هو: ماذا حصل للديناصورات؟ كتب أحد العلماء البارزين في مجال دراسة الديناصورات، وهو "أدوين كولبرت" Edwin Colbert، يقول: ".. كان ذلك الفناء الشامل.. حدثاً تاريخياً لازال يمثّل لغزاً قائماً أمام كل محاولة لتفسيره بشكل وافي.."
لقد اقترح الداروينيون الكثير من النظريات في محاولة لتفسير هذا اللغز الكبير المتمثّل بالفناء المفاجئ لتلك الديناصورات التي جابت كافة أسقاع الأرض في أحد الأيام، وبأعداد كبيرة جداً. إن أكثر النظريات تداولاً اليوم تقول بأن نيزكاً عملاقاً ضرب كوكب الأرض في أحد الفترات، مما أدى إلى حصول تغييرات جوية وبيئية هائلة. العض يزعم بأن هذا الوضع أدى إلى حالة "تجمّد" مع غطاء عملاق من الغبار حاجباً نور الشمس لشهور طويلة وحتى سنوات عديدة. طالما أن هذا النظرية قريبة من الواقع بحيث أصبحت تُعتبر تصوير فعلي لما حصل، لماذا إذاً لم تنجح تلك الظروف الجوية القاسية، التي قضت على الديناصورات بالكامل، في القضاء أيضاً على الحشرات، النباتات، وكائنات عضوية أخرى موجودة الآن ومن المفروض أن تكون منقرضة؟
يقترح آخرون بأن تلك الزواحف العملاقة قُتلت نتيجة عدد كبير من الشظايا التي نثرها النيزك خلال اصطدامه بالغلاف الجوي للأرض، فانهمرت في كل مكان كالجمرات الملتهبة، فأطلقت أكبر حريق شهده هذا الكوكب، وبالتالي ماتت الديناصورات حرقاً. لكن السؤال ذاته يكرر نفسه: كيف يمكن للديناصورات فقط أن تتأثر بهذه الكارثة النارية، بينما بقي هناك ثديات ذات الجلود الرقيقة، وكذلك العصافير المُرهفة، وحتى السلاحف؟
أعتقد بأن هذا الأمر يحتاج لبعض التفنيد هنا، حيث خلال الحديث عن الموضوع، اختلط الحابل بالنابل مما أدى إلى بروز بعض الشوائب في الصورة التي نحاول رسمها وتوضيحها. أوّلاً، من ناحية الكوارث الكونية، فقد أصبح يُعتبر من الحقائق التاريخية وحتى الجيولوجية الثابتة أن "كوكب الأرض تعرّض لعدة كوارث كُبرى" متلاحقة (يفصل بينها زمن طويل جداً) مما أدى إلى فناء نسبة كبيرة من الكائنات الحيّة خلال كل ضربة كارثية (وهذا ما سوف نتعرّف عليه لاحقاً)، وعندما أقول فناء نسبة كبيرة من الكائنات، هذا يعني أن ليس كلها تعرّض اهذا المصر البائس. إن السبب الرئيسي في عدم وضوح الصورة لدينا هو إصرار الداروينيون على أن الديناصورات انقرضت بالكامل منذ ملايين السنين (ذلك لكي تتوافق مع نظريتهم المنحرفة: "التطوّر التدريجي")، بينما الحقائق التي تكشفها الآثار والدلائل تروي لنا قصة مخالفة تماماً. إذا تجاهلنا ما يسوّقه الداروينيون من أوهام وتفسيرات سخيفة لا تعمل سوى على تشتيت أفكارنا وإبعادنا عن الحقيقة أكثر وأكثر، فسوف نجد أنفسنا أمام سؤال رئيسي آخر يختلف عن الأوّل.. السؤال هو ليس "كيف انقرض الديناصورات؟"... بل "هل انقرضت الديناصورات فعلاً؟"
بعد أن نتعرّف على الجواب الواضح والأكيد من خلال قراءة الموضوع التالي، سوف يتغيّر تفكيرنا بالكامل ويتخذ منحىً جديداً. صحيح أن الكوكب أصيب بكوارث عُظمى متلاحقة عبر تاريخه الطويل، لكنها لم تفني الحياة فيه بالكامل بل قللت من أعداد الكائنات الحية بشكل كبير بحيث تصل النسبة أحياناً إلى 90%! واعتقد أن الكارثة التي حصلت أيام الديناصورات ساهمت في إنقاص أعدادها بشكل كبير، لكنها لم تفنيها بالكامل. أما البقية الناجية، فمعظمها قُتل على يد الإنسان! والذي راح يصطادها طول قرون وقرون من الزمن! والموروثات الشعبية التي تروي الملاحم البطولية المتمحورة حول هذا الأمر هي كثيرة، وحتى الدلائل الأثرية تشهد على هذه الحقيقة التاريخية الثابتة. مهما كنتم واثقين من معلوماتكم التاريخية، وجب العلم بأن هناك حقيقة لم يفطن لها أحد: هناك الكثير من الفصول المفقودة من تاريخنا الحقيقي والتي نجهل وجودها تماماً.
في الصفحات التالية، سوف نتعرّف على إحدى الفصول المفقودة من تاريخنا البشري الطويل، والقائل بأن أجدادنا كانوا في العصور الغابرة يألفون هذه المخلوقات العملاقة جيداً (بعض فصائل الديناصورات على الأقل) وعاشوا حياتهم متخذين الإجراءات الضرورية تجاه هذا الواقع المخيف الذي كان يحدق بهم في كل زمان ومكان. كما أننا سنتعرّف على حقيقة أخرى، وهي أن هذه المخلوقات، لم تنقرض تماماً رغم حملات الصيد التي شُنّت ضدها من قبل جيوش بكاملها أحياناً، ولا حتى التغييرات البيئية التي حسرت وجودها في مناطق وبقع صغيرة مُبعثرة حول العالم، بل لازالت قائمة حتى اليوم! إن كان في اليابسة أو في البحار. وهناك الكثير من الدلائل والعيّنات وحتى الشهادات التي تشير إلى هذه الحقيقة.
|