المفاضلة بين ركوب الخيل والرمي بالسهام
ومما تقدم من الأحاديث النبوية الشريفة
التي برهنت فضل الرمي بالقوس في سبيل الله
هنالك من يفضل الرمي بالقوس على ركوب الخيل، كما عرضها أبن القيم في سفره النفيس
مستندين الى الحجج التالية:
أحدهما:
أن الله سبحانه قدم الرمي في الذكر فقال
(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)
وثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه فسر القوة بالرمي
والعرب أنما تبدأ في كلامها بالأهم..
الثاني:
أنه سمى الرمي القوة وعدل عن لفظه
وسمى رباط الخيل بلفظه ولم يعدل الى غيره
أشارة الى ما في الرمي من النكاية والمنفعة...
الثالث:
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبر أن الرمي أحب اليه من الركوب
فدل على أنه أفضل منه، ففي سنن أبي داود، والنسائي والترمذي
من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
"أن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه المحتسب في عمله الخير. والرمي به، والممد به فأرموا وأركبوا وأن ترموا أحب الي من أن تركبوا".
الرابع:
أن الرمي ميراث من إسماعيل الذبيح (عليه السلام)
كما في صحيح البخاري أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر بنفر ينتضلون فقال:
" أرموا بني إسماعيل - فان اباكم كان رامياً ".
الخامس:
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل مع الفريقين معاً في النضال
ولم يدخل مع الفريقين في سباق الخيل
فدل على فضل الرماة فأراد أن يحوز فضل الفريقين وأن لا يفوته منه شيء.
السادس:
أنه صح عنه من الوعيد في نسيان الرمي ما لم يجيء مثله في ترك الركوب
ففي صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا" أو " وقد عصى "
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة سلبها ".
وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
"من نسى الرمي بعد ما علمه فأنها نعمة كفرها أو تركها".
السابع:
أن رمي السهم يعدل عتق رقبة كما في سنن أبي داود، والنسائي، والترمذي
عن عمر بن عبسة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر ".
قال الترمذي حديث حسن صحيح
وفي لفظ النسائي: " من رمى بسهم في سبيل الله بلغ العدو أو لم يبلغ كان لع عتق رقبة "
وعن عمر بن عبسة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" من اعتق رقبة مؤمنه اعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار، ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ العدو فأصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة ".
الثامن:
كما رواه الطبري، عن عبد الله بن مسعود قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم
يوم الطائف:
" قاتلوا فمن بلغ بسهم فأنها درجة أما أنها ليست بدرجة أبي أحدكم ولا أمه ولكنها درجة في الجنة ".
التاسع:
أنه نور يوم القيامة كما رواه الحافظ أبو يعقوب القراب من حديث محمد بن الحنيفة قال:
" رأيت أبا عمره الأنصاري وكان بدرياً أحديا وهو يتلوى من العطش
ثم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أو قصر كان ذلك السهم نوراً يوم القيامة "
وعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " من رمى بسهم في سبيل الله كان له نوراً تاماً".
العاشر:
أن النبي (صلى الله عليه وسلم دعا للرماة، كما في مثال سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه
الحادي عشر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى الرماة بأبيه وأمه.. ولم يفد غيرهم ..
كما في مثال سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه
الثاني عشر:
"الماشي بين الغرضين بكل خطوة حسنة " كما روى الطبراني في كتاب فضل الرمي
من حديث علي بن زيد عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر فقال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة "
الثالث عشر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من حرصه على الرمي
يناول الرامي السهم ماله تصل يرمي به وكان الرماة وقاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كما ذكر أبن إسحاق في المغازي من حديث سعد أ.. وقد ذكرناه من قبل ..
الرابع عشر:
أنه من فضائل القوس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يخطب وهو متوكي عليها !!!
ويذكر عن أنس قال: ما ذكرت القوس عند النبي (صلى الله عليه وسلم) الا قال:
" ما سبقها سلاح الى خير قط ". ويذكر أن جبريل جاء يوم بدر وهو متقلد قوساً عربية...والله أعلم ..
الخامس عشر:
أن في القوس خاصة وهي أنها تنفي الفقر عن صاحبها
وقد ورد بذلك أثر في إسناده فقال أخرجه أبو القاسم الطبراني في كتاب فضل الرمي
من حديث الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
" من أتخذ قوساً عربية نفى الله عنه الفقر ".
السادس عشر:
أن بالقسي مكن الله الصحابة في البلاد، ونصرهم على عدوهم
كما رواه الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عويم بن ساعده، عن أبيه
عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشار الى القوس العربية وقال:
" بهذه وبرماح القنا يمكن الله لكم في البلاد وينصركم على عدوكم "
وروى أبن ماجه نحوه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مرفوعاً.
السابع عشر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم حرضهم عند فتح البلاد عليهم على اللهو بالسهام
كما رواه الطبراني من حديث صالح بن كيسان، عن عقبة بن عامر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ستفتح لكم الأرض، وتكفوا المؤنة فلا يعجز أحدكم أن يلهو باسمه ".
الثامن عشر:
أن منفعة الرمي ونكايته في العدو فوق منفعة سائر آلات الحرب فكم من سهم واحد هزم جيشاً
وأن الرامي الواحد يتحاماه الفرسان وترتعد منه أبطال الرجال.
التاسع عشر:
أن الرمي يعمل في الجهات كلها فيعمل في وجه العلو، والأسفل، واليمين والشمال
وخلف، وأمام على بعد.
العشرون:
أن الرمي يصلح للكسب والحرب فيصاد به الطير والوحش
وهو يصلح لتحصيل المنافع ولدفع المضار، وهو أعظم الآلات تحصيلاً لهذين الأمرين...
توقيع زهراء |
مَـا خـَابَتْ قُـلُـوْب أَوْدَعَـتْ الْـبـَارِي أَمـَانِيـْهَـا |