اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 15.08.2012, 02:33
صور قدوتي الصالحآت الرمزية

قدوتي الصالحآت

عضو

______________

قدوتي الصالحآت غير موجود

فريق تحرير المجلة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 21.10.2011
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 321  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
07.10.2014 (20:44)
تم شكره 40 مرة في 34 مشاركة
افتراضي



التيسير له معانٍ أخرى منها :

1- أن الله تعالى لا يكلِّف الناس بما يطيقون قال تعالى :"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" قال بن عباس : هم المؤمنون، وسع الله عليهم أمر دينهم، فقال الله جل ثناؤه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [سورة الحج: 78] ، وقال: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [سورة البقرة: 185] ، وقال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (2) [سورة التغابن: 16] لأنه كان في إمكان الإنسان وطاقته أن يصوم أكثر من الشهرفالجملة من الاية الكريمة تحكى لنا بعض مظاهر فضل الله علينا ورحمته بنا، حيث كلفنا بما تسعه قدرتنا، وتستطيعه نفوسنا، وإذا كانت بعض التكاليف التي كلفنا الله بها فيها مشقة، فإن هذه المشقة محتملة وفي وسع الإنسان وقدرته وطاقته، وسيثيبنا الله- تعالى- عليها ثوابا جزيلا، فهو القائل: إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ.قَالَ إِلَّا يُسْرَهَا وَلَمْ يُكَلِّفْهَا فوق طاقتها، وهذا قوله حَسَنٌ، بل بما هو في وُسْعهم قال تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها) قال شيخ الاسلام ( وُسْعه الذي هو منه في سِعَة فهو دون مدى الطاقة والمجهود ، بل لنفسه فيه مجال ومتّسع ) لِأَنَّ الْوُسْعَ، مَا دُونُ الطَّاقَةِ. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: "نهينا عن التكلف"

وقال الله عز وجل في سياق اليتامى (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ )) لو شاء الله أن يضيق عليكم ويشدد لفعل ذلك، ولكنه ينظر للمصلحتين: مصلحة اليتيم، ومصلحة التيسير ودفع الحرج، فشأنه تعالى الأخذ باليسر وهو تعالى القوي الذي لا يغلب، فهو قادر على أن يكلف بالشاق من الأعمال، ولكنه حكيم في صنعه لا يكلف إلا ما فيه الطاقة ويريد الله بهذه الأحكام والتكاليف والشرائع والأوامر والنواهي التخفيف عنكم

عن أبي هريرة قال: «لمّا نزلت آية لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 284] اشتدّ ذلك على أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم فأتوه ثم بركوا على الركب فقالوا أي رسول الله كلّفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول الله: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير، قالها مرّتين فلما اقترأها القوم وذلّت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: 285] فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل عزّ وجل: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا قال نعم رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا قال نعم رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ قال نعم وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ [البقرة: 286] قال نعم
صحيح مسلم

2- أن العمل وإن كان فيه مشقة إلا أن الله تعالى يجعله سهلاً بطرائق كثيرة منها :-

أ‌- أنه يغير طبيعته الشاقة فيجعلها سهلة ، كما ذكر الشيخ بالنسبة للقرآن الكريم ذكراً وتدبُّراً وفهماً .

ب‌- أن يجد المؤمن في العمل لذّة روحية ، حتى إنه ليكاد ينسى ما فيه من مشقة . وإذا حلَّت الهداية قلباً نشطت للعبادة الأعضاءُ

ت‌- أن يريد المؤمن تحقيق غاية يحبها لكنه يعلم أنها لا تتحقق إلا بعبادة معينة فيحرص عليها طلباً لتلك الغاية المحبوبة فتهون عليه ؛ كما في قوله تعالى عن الصلاة )وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } (البقرة : 45-46} « وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلاهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ! فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ! أَفَلا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً » ( أخرجه مسلم ) .

فحرصه - صلى الله عليه وسلم - على شكر ربه وهو شعور له لذّة لا تعدلها لذّة هو الذي يسَّر له هذا العمل الذي يبدو شاقّاً .

ث‌- أن الله تعالى قد يزيل مشقات العمل حتى لا يكاد يبقى منها شيء ؛ فأشق شيء على الإنسان أن يُقْتل لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « ما يجد الشهيد من مسِّ القتال إلا كما يجد أحدكم من مسِّ القرصة » (أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، وقال : حديث حسن صحيح).

فإذا كان الله تعالى قد تكفَّل بتيسير العمل بما أنزل من أمر ونهي ؛ لذلك يجب أن نفهمه نحن في ممارستنا له . ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح مشيراً إلى هذه الممارسة : « إن هذا الدِّين متين ؛ فأوغلوا فيه برفق » وقال : « إن خير دينكم أَيْسره ، إن خير دينكم أَيْسره ، إن خير دينكم أَيْسره » ، فعبارة « خير دينكم » هي إشارة إلى الدِّين الممارس لا الذي أنزله الله تعالى،فإن ذلك ميسّر في أصله لا يحتاج إلى أن ييسّره إنسان .

إن المنهج الصحيح هو أن يقول الإنسان لنفسه : ما دام دين الله كله يُسْراً فسأختار ما أراه بأدلّته أقرب إلى الشرع ؛ لأن الأقرب إلى الشرع هو الأقرب لتحقيق الغاية بأدني مشقة

وقد يظن البعض من ان النبي صلى الله عليه وسلم - ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أَيْسرهما ويقول ما دام الدِّين كله يسراً فإنني سأختار ما أراه أسهل عليّ أو على الناس ، ثم يبدأ ينظر في الأقوال بهذا المعيار فيقول مثلاً : قول الحنفية هذا صعب ، لكن قول الحنابلة أصعب ، أما قول المالكية فسهل ، وأسهل منه قول الشافعية ، وأسهل من هذا كله قول العالم الفلاني الذي خالفهم جميعاً ، فأنا آخذ به

التخيير معناه أن كل واحد من الأمور المخيّر فيها يؤدي الغرض المطلوب ، لكن بعضها قد يكون أَيْسر على الإنسان من بعض ، فيختاره . مثال على ذالك قوله تعالى (({ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (البقرة : 196) .

لكن ما نحن في صدده لا علاقة له بالتخيير ، بل المطلوب فيه معرفة حكم الله تعالى في الأمر الذي اختلفت فيه الأقوال أو الاجتهادات ؛ لأنها إذا تناقضت فلا يمكن أن يكون كل واحد منها صحيحاً مؤدّياً الغرض . نعم ؛ إذا استوت الأدلة ولم يمكن ترجيح بعض الأقوال على بعض ، فإن الأخذ بالأَيْسر يكون منهجاً صحيحاً

يتبع بإذن الله تعالى ...






المزيد من مواضيعي


توقيع قدوتي الصالحآت
رَبِّ زِدْنِي عِلْماً





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا قدوتي الصالحآت على المشاركة :