اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 10.08.2012, 22:20
صور قدوتي الصالحآت الرمزية

قدوتي الصالحآت

عضو

______________

قدوتي الصالحآت غير موجود

فريق تحرير المجلة 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 21.10.2011
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 321  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
07.10.2014 (20:44)
تم شكره 40 مرة في 34 مشاركة
افتراضي


ما معنى أن يكون الدِّين يسراً ؟

إن آية اليُسْر نزلت تعليلاً لأمره تعالى بالفطر للمريض والمسافر قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 183 - 185].

ولكن هل الصيام نفسه الذي وردت بمناسبته قاعدة التيسير شيء لا مشقة فيه ؟
ماذا لو قال إنسان : لو كان الصيام نصف شهر لكان أيسر ، ولو كان أقل من ذلك لكان أكثر يُسْراً ، بل لو لم نُؤمر بالصيام لكان اليُسْر كله ؟! وما يُقال عن الصيام يُقال عن سائر ما أمر الله تعالى به من صلاة وصيام وحج وزكاة وجهاد بالمال والنفس ؛ إنها كلها تكاليف فيها شيء من مشقة ؟ فلو كان معنى التيسير : أن لا يُؤمر الناس بشيء فيه أدنى مشقة ؛ لما كان هنالك تكليف أصلاً . لأن فعل ما لا مشقة فيه البتة أَيْسر فيما يبدو لأول وَهْلَة مما في فعله أدنى مشقة .

واذا كان اليسر في البطاله والكسل فما فائدة العمل والنشاط إلذين بدونهم لا يستطيع الانسان أن يوفر احتياجته في هذه الحياه ؟!!!

تعريف اليسر : فاليسر من السهولة ومنه اليسار للغني، وسميت اليد اليسرى تفاؤلا أو لأنه يسهل له الأمر بمعاونتها لليمنى، ورب العزة جل وعلا لا يكلِّفُ عباده ما لا طاقة لهم به فهي فعل ما يحقق الغاية بأدنى قدر من المشقة

فما يأمرنا الله تعالى به هو أعمال تحقق غايات ضرورية لنا ، غايات لا تكون لنا سعادة إلا بها ، ولكنها باعتبارها أعمالاً فلا بد أن تتضمن شيئاً من الجهد والمشقة ، لكن الله تعالى الخالق لكل شيء ، المحيط علماً بالوسائل والغايات ، الرحيم بعباده ، يختار لنا أسمى الغايات ، ثم يدلُّنا إلى أحسن الوسائل التي تحققها بأدنى مشقة ، كما قال الله تعالى في أول آية علّل بها أمره بالصيام : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة : 183) .

فالغاية المطلوب الوصول إليها هي التقوى ، والوسيلة إليها التي لا وسيلة غيرها لتحقيق هذا النوع من التقوى هو صيام شهر رمضان وهو أيسر وسيله لتحقيق اسمى غاية

وعليه ؛ فيمكن تقسيم الأعمال بالنسبة لغاياتها ووسائلها إلى أربعة أنواع :

أحسنها : غاية حسنة ووسيلة ميسرة ، وهذا هو الذي اختاره الله تعالى لعباده .

وأسوؤها : غاية سيئة ووسيلة شاقة ، من أمثلتها : محاربة الكفار للمسلمين ، وبذلهم أموالهم وأنفسهم في سبيل ذلك . ومنها : ما يتظاهر به المنافق من صلاة وصوم وحج وزكاة وربما جهاد . في مثل هذا العمل قالت العرب : لحم جمل غَثٌّ ، على رأس جبل وَعْرٍ ، لا سمين فيُشْتَهى ، ولا سهل فيُرْتَقى .

وأقل منه سوءاً : غاية سيئة ووسيلة سهلة .

وأحسن من هذا : غاية حسنة ووسيلة عسرة وهذا يشمل كل ما خالف السُّنّة من أنواع الأعمال الصالحة عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ : « أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ : مَا زِلْتِ عَلَى الحال الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ! قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ » .( صحيح مسلم : 13 / 258 ) .

فالحديث يدل على أنه بالاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في عبادته يحصل الإنسان بالعمل القليل في الوقت القصير على الأجر الكبير .

فيا خسارة الذين يستبدلون بأذكار النبي - صلى الله عليه وسلم - أذكاراً اخترعوها أو اخترعها لهم سادتهم ، إنها في أحسن أحوالها جهد كبير وأجر قليل . ولذلك كان عدد من الصحابة - رضي الله عنهم - يقول : اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة .

يتبع بمشيئة الله جل وعلا ....





المزيد من مواضيعي


توقيع قدوتي الصالحآت
رَبِّ زِدْنِي عِلْماً





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا قدوتي الصالحآت على المشاركة :