ولم ينتهى الامر على ذلك فالاشكال الخاصة بعظام الفك والاسنان سوف تدخل هي الاخرى فى اطار دوائر مفرغة من الاحتمالات حتى وان كانت هذه الاحتمالات لن تصل لمدى التكوين فانها سوف تتعدى المثال السابق لكريسى موريسن بمراحل عديدة .
واخيرا ما هى النتيجة التى نستطيع الاضمئنان اليها ؟
تكوين الضرس الاول = صفر او -1 فى احسن الاحوال لان النتيجة المفروض ان تكون سالبة
من اين اتت هذه النتيجة ؟
احتمالات التكوين = احتمالات عدم التكوين = احتمالات تكوين شىء اخر = 1
وان تكون الضرس بالفعل ..
فان احتمالات التكوين = احتمالات الهدم والانهيار = 1
1-1 = صفر نظرا لعدم تحديد العناصر الداخلة فى الدائرة .
وقبل ان نتكلم عن تكوين الضرس الثانى هناك شىء هام يجب ان نشير اليه :
احتمالات تكوين شىء خالى من التعقيد فى اطار المصادفة والعشوائية سوف تتناسب عكسيا مع مع عدد مرات تكوينه فعليا..
فعلى سبيل المثال :
لو رميت بمجموعة هائلة من الحروف فلن تتنظر منها بناء على قاله العلماء (كلما قل عدد الاشياء المتكافئة المتزاحمة ازداد حظ المصادفة من النجاح وكلما زاد عددها قل حظها من النجاح) ان تكون جملة مفيدة ولو كونت كلمة بسيطة من مفردات الجملة فسوف يكون من المحال عليها تكرار تكوين نفس الكلمة مرة اخرى ..
لان الكلمة عندما تكونت فى المرة الاولى سحبت من رصيد احتمالات تكوينها فى المرات التالية مما يؤدى الى تضييق دائرة الاحتمالات بناء على العلاقة التالية (احتمالات تكوين شىء ما تتناسب عكسيا مع مع عدد مرات تكوين هذا الشىء فعليا ) ,هذا فى تكرار التكوين ..
فما البال اذا تم التكرار والتوافق ثم التكرار والتوافق ثم التكرار والتوافق وهكذا ..الى ما شاء الله ..
مع الانتباه الى ان التوافق بين المفردات هو ايضا لن يشذ عن العلاقة السابقة فتتناسب عدد مرات حدوثه الفعلية عكسيا مع عدد احتمالات حدوثه النظرية ..
اى كلما حدث التوافق كلما سحب من رصيد احتمالات حدوثه مستقبلا مع اعتبار تكون مفردات اخرى لا تظهر تجانس او توافق مع المفردات التى تكونت من قبل و التى لا يوجد اى ضمانات لبقائها او ثباتها على ما هى عليه فى اطار القانون الثاني للديناميكا الحرارية.
وعلى ذلك فان احتمالات تكوين الضرس الثانى سوف تكون اقل من احتمالات تكوين الضرس الاول واحتمالات تكوين الضرس الثالث اقل من احتمالات تكوين الضرس الثانى وهكذا ..
وبالنسبة للتوافق فان احتمالات توافق الضرس الثالث مع الضرس الاول و الثانى سوف تكون اقل من احتمالات توافق الضرس الرابع مع كلا من الاول والثانى والثالث وهكذا ..
وبالنسبة للثبات فان احتمال ثبات الضرس الاول وعدم انهياره سوف يكون اقل من ثبات الضرس الثانى والضرس الثانى سوف يكون ثباته اقل من الضرس الثالث والضرس الثالث سوف يكون ثباته اقل من الضرس الرابع وهكذا .
ثانيا : العبث فى مفردات النظام وتنسيقه سوف يؤدى به الى انهياره والخراب والحاجة لاعادة البناء مرة اخرى من الاساس فلو جئت بقصة تاريخة وطلبت من انسان ليس لديه خلفية فى التاريخ او موهبة فى التاليف او حتى المام بالقراءة والكتابة ان يحولها الى قصة بوليسية باعادة ترتيب الحروف والجمل عشوائيا فسوف نجد ان اعادة ترتيبه لحروف كل كلمة سوف يؤدى لا الى افساد الكلمة ! , بل الى افساد كل فقرة من فقرات القصة تحتوى هذه الكلمة حتى ينتهى الامر بسجل لا يحتوى على اى جملة مترابطة بل كلمات مبعثرة هنا ومبعثرة هناك , ناهيك على ان يكون هناك كلمة مترابطة فى الاساس , بل ان الامر اكثر خطورة من ذلك فلو جئت بجملة مفيدة ولتكن (جمهورية مصر العربية) وطلبت من انسان ان يحولها تدريجيا- خطوة خطوة- الى جملة اخرى مختلفة فى المعنى فليس للانسان مفر من افساد بنية اللفظ الاول , فتغيير ترتيب حرف واحد سوف يؤدى الى ذلك باسرع مما نتصور , وتصبح الجملية المفيدة مقتصرة على - مصر العربية - اما اللفظ الاول – جمهورية - فسوف يفقد معناه دون ان يحصل على معنى اخر , ولابد للانسان ان يحاول اعادة ترتيبه عشرات المرات حتى يحصل على معنى مفيد وان حصل على معنى مفيد يمكن ان يفاجىء بان هذا المعنى لا يظهر اتفاق او تجانس مع اركان الجملة المتبقية التى نجت من العبث , ويسرى ذلك الاشكال على كل الفاظ الجملة , ويكفى فيه لفظ واحد يفقد معناه لينتهى كل شىء ..
ولو قسنا ذلك عمليا على عضو معقد التركيب كالعين وغيره من اعضاء متراكبة , ففرضنا ان بعض طبقاته وانسجته المتوالية نشأت عن طفرات وتحتاج الى طفرات اخرى ليتم كامل البناء ويأخذ شكل نهائى فان الانسجة الاولى او بعضها معرض هو ايضا للطفرات وتغير البناء والتركيب , ليصبح لها تركيب مخالف للانسجة التى كانت تتجانس معها و تكملها , لتصبح نغمة نشاذ فى سيفونية متناسقة , فى النفس الوقت الذى يمكن ان ينشىء نسيج شاذ من ناحية اخرى , يفصل بين كل مجموعة من الطبقات وبين الاخرى , هذه المجموعات التى لابد ان تتكافل وتتكامل معا لتشكل شىء واحد , مما يجعل الانسجة المكونة للعين عديمة الفائدة , وهذا الامر بالطبع وارد ويمكن تشبيه بانسان اتى بصدوق ووضع فيه عشرات الحروف الابجدية ثم اخذ فى تحريكه على امل ان تكون هذه الحروف مع بعضها البعض مع الحركة العشوائية لفظ , وليكن لفظ التطور فان ساعدت الصدفة على توالى الحروف الثلاث الاول من (اللفظ) , فهناك احتمال اكبر من الاحتمال الاول بمراحل عديدة تحت نفس الظروف والاسباب لان تتبعثر الحروف مرة اخرى وتنفصل عن بعضها البعض , ويكفى انفصال حرف واحد فينهار النظام ويتلاشى , فى نفس الوقت الذى يمكن ان يضاف فيه حرف لا علاقة له باللفظ ويزيد من الطين بلة ان يفصل هذا الحرف بين المقطع الاول والثانى او الحرف الاول والثانى او الحرف الثانى والثالث .... وهكذا فاذا كان الحروف فى الصندوف تتكون من (28) حرف والحروف المكونة للفظ (التطور) تتكون من (5) حروف فان احتمال اضافة الحركة العشوائية للحرف الرابع (ف) الى احتمال اضافة حرف خاطىء من الحروف الباقية يكون على الاقل بنسبة 1 : الى عدد لا يقارن , فى نفس الوقت احتمال ثبات الحروف على ما هى عليه (سواء التى كانت موجود فى الاصل او اضيفت بعد ذلك) الى نسبة تبعثرها واضافة حروف اخرى تعوق وتفسد معناها يكون بنسبة على الاقل 1: الى عدد بالغ الضخامة لكل حرف على حدة , ولو دققنا اكثر نجد ان احتمال اضافة حرف صحيح الى احتمال تبعثر نفس الحرف واقصائه على الاقل 1: الى عدد هائل , وتسرى هذه الاحتمالات على كل حرف فكل حرف صحيح احتمالات اضافته ضئيلة للغاية فى نفس الوقت الذى فيه احتمالات اضافة حرف مخالف له اواحتمالات اقصائه عن بنيان اللفظ كبيرة للغاية ولو جمعنا احتمالات الصواب الى احتمالات الخطأ والانهيار لكل الحروف وليس حرف واحد سوف نحصل على نسبة تكاد تكون منعدمة الى رقم لا يمكن تصوره.
ولو ناقشنا النتائج السابقة فى اطار العلم بشىء من التخصص نجد ان القانون الثانى للديناميكا الحرارية يؤيد كل ذلك بطريق لا يدع مجالا للشك "فكل نظام سوف يتسارع اليه الخلل مع مرور الزمن طبقا للقانون الثانى وحتمية هذا القانون سوف تتحقق بشكل اسرع فى الكائنات الحيه عنها فى الكائنات غير الحية ويمكن ان نرى ذلك القانون فعليا فى سيارة تركت عدة سنوات فى الصحراء.
فنجد ان كلما تفترضه نظرية التطور يتناقض مع ما تتجه اليه افترضات القانون الثانى للديناميكا الحرارية .
يقول العالم رَس: إن المراحل المعقدة، التي تمر بها الحياة في تطورها تُظهر تناقضات هائلة مع ما تتجه إليه افتراضات القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية. فبينما يقر هذا القانون بأن هناك اتجاهاً دائماً وغير عكسي نحو الخلل والاضطراب تفترض نظرية التطور أن الحياة تتخذ أشكالاً أرقى وأكثر تنظيماً باستمرار وبمرور الوقت.
آخر تعديل بواسطة ابن النعمان بتاريخ
03.08.2012 الساعة 09:07 .