اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :107  (رابط المشاركة)
قديم 26.07.2012, 14:27
صور أسد الإسلام الرمزية

أسد الإسلام

عضو شرف المنتدى

______________

أسد الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.05.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 171  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.11.2016 (20:06)
تم شكره 8 مرة في 7 مشاركة
افتراضي


فإن الجهاد في الإسلام واجب لأن الكافر قد ارتكب جناية واعتداء على الله وفساد كبير في الأرض أمر الله بإزالته "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله" وفي الحديث: عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:َ "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ" رواه البخاري ومسلم.

فالكافر لا يُتوقف عن قتاله لشركه حتى ينتهي السبب. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقاتل الكفار امتثالا لأمر الله لما فيه مصالح الكفار ليخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام, فتحمل الرسول وصحابته المشاق الكثيرة وتسفك دمائهم الذكية وأموالهم, ولا يرجون من الكفار شيئاً إلا قول لا إله إلا الله محمد رسول الله فإذا قالوها صاروا من المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. ولا يريدون بعد ذلك استعمارهم ونهب ثرواتهم كما يفعل عباد الصليب. بل يتركوا أحراراً في أوطانهم ويولى عليهم واحداً يعلمهم الدين.

إن إيصال الضرر لبعض الأشخاص لرفع ضرر أكبر منه جائز وفاعله يجازى خيراً كقطع يد أو رجل إنسان إذا خاف الطبيب سريان المرض إلى سائر الجسد مع أنه وهم من الطبيب. وأوامر الله مصالحها محققة ونواهيه مضرتها محققة, وأعظمها الكفر فأمر الله تعالى واجب الاتباع, أما أمر الطبيب فجائز الاتباع لتوهم المصلحة فيه, وأن الله تعالى أمر نبيه وأتباعه بقتال الكفار بعد الدعوة إذا أصروا على كفرهم ليخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام ومن النار إلى الجنة فمن مات منهم في القتال وهو مصر على كفره عجلت له النار "فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ" ومن تاب وأسلم عاش عيشة راضية ويلقى جنة عالية, إذا حسن إسلامه, ويقاتل الكفار المشركون على كفرهم لدفع الفساد عن الأرض.

وفي قتال المُصرين منهم على كفرهم مصلحتين: الأولى: دفع الفساد عن الأرض. الثانية: لئلا يسري كفرهم إلى الذراري كما يخشى الطبيب سريان المرض إلى سائر الجسد, وقد أخبر الله تعالى عن نوح عليه السلام قال: "رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا . إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا". قال صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه".

كما أن الابن أحب الأشياء إلي الأب حتى من نفسه, وعندما لا يرجع بالنصح واللطف فيعرض الأب عن اللطف, ويرى أن ابنه لا يستجيب إلا بالضرب للتأديب ضرباً شديداً أو يحبسه ليتخلق بخلق حسن ويتعلم فيكون رجلاً صالحاً. فما قام به الوالد خير لولده لأن الابن لا يعرف ما يصلح له ويضره لجهله. وكذلك الكفار لا يدرون بمصالحهم الدينية إنما يرغبون أن يستمروا على ما وجدوا عليه آبائهم لأنهم كالصبيان بل هم كالأنعام لأن الصبيان يعقلون بعد الكبر, وأما الكفار فلا يزيدهم الكبر إلا كفراً ونفوراً عن الإسلام. فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الكفار إلى الإسلام أولاً بلطف ولين كما أمره ربه: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" فإذا امتنعوا عنه ويئس منهم استعان بالله وقاتلهم لينقذهم من النار ويدخلهم الجنة بإذن ربهم شفقة بهم, وتنفيذا لأمر الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم: "عجبت من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل" (قال ابن كثير: يعني الأسارى الذين يقدم بهم بلاد الإسلام في الوثاق والأغلال والأكبال ثم بعد ذلك يسلمون وتصلح أعمالهم وسرائرهم فيكونون من أهل الجنة) ويدخل فيه كل من دخل الإسلام كرهاً وحسن إسلامه. قال صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا . فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها . وهو بذبهن عنها . وأنا آخذ بحجزكم عن النار . وأنتم تفلتون من يدي"
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2285 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي رواية في مسلم عن أبي هريرة "إنما مثلي ومثل أمتي" فهذا الحديث عام ولكنه يتناول الكفار تناولاً أوليا لأنهم أقرب إلى هذه الصفة, وهم من أمة الدعوة ل من أمة الإجابة, وخصوصاً على رواية: "إنما مثلي ومثل أمتي".

ومن المعلوم عندكم إذا خالف شخص قوانينكم الوضعية حتى الظالمة عاقبتموه بأنواع العقوبات, وقد يقتل إذا كانت المخالفة سياسية بمجرد التهمة. فيا عباد الأوثان تعيبون على البر الكريم صلى الله عليه وسلم مقاتلته للكفار لمخالفتهم أمر الله وقانون رب العالمين في معاقبة المفسدين في الأرض, وتجيزون قتل من خالف قوانينكم الظالمة التي وضعتموها لمصالحكم الذاتية لظلم العباد, وتخطئون من قاتل المشركين بأمر ربهم الذي خلقهم فسواهم وعافاهم ورزقهم ثم يعبدون ويشركون معه غيره, فأي خطيئة أعظم من الشرك بالله تعالى, وأي معصى أعظم من الله تعالى.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قبل الهجرة مأمورين بالصبر والإعراض عن أذى المشركين لحكمة يعلمها الله لقوله: "فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ". وقال: "وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ". فلما هاجر وقويت الشوكة أذن لهم بالقتال بدون أن يوجبه عليهم, قال تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ". ثم فرض عليهم قتال من قاتلهم دون من لم يقاتلهم فقال تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". وعن ابن عباس في معنى "وَلَا تَعْتَدُوا" يقول: لا تقتلوا النساء والصبيان والشيوخ, ولا من ألقى السلم وكف. ولفظ الاعتداء لفظ عام يدخل فيه حتى التجاوز في الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء". ثم فرض على المسلمين قتال المشركين كافة حيث ما كانوا.

فكان القتال منهيا عنه, ثم مأذوناً به, ثم مأموراً به لمن بدأهم بالقتال, ثم مأموراً به مفروضاً عليهم وعلى الأمة, قال الله تعالى: "فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" وقال: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ" أي فرض عليكم قتال الكفار كما قال الله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ" سواء بسواء.

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم لا يبدأ الأعداء الذين لم تبلغهم الدعوة بالقتال بل يدعوهم أولاً كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه: "ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً قط إلا دعاهم" رواه أحمد. وعن فروة بن مسيك قال: قلت يا رسول الله أقاتل بمقبل قومي ومدبرهم؟ قال "نعم" فلما وليت دعاني فقال: "لا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى الإسلام" رواه أحمد.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر رجلا على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا فقال اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال أو خصال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين وإن أبوا فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فسلهم إعطاء الجزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيك ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا ذمتكم وذمة آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا ) .
الراوي: بريدة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2325 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.
انتهى النقل بتصريف من كتاب إبادة دعوى مدعي الدفاع بنصوص الغزو والجهاد لإعلاء كلمة الله تأليف صالح بن أحمد. مع نسخ الأحاديث من الدرر السنة.





المزيد من مواضيعي


توقيع أسد الإسلام


"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ"



آخر تعديل بواسطة أسد الإسلام بتاريخ 26.07.2012 الساعة 14:37 .
رد باقتباس