اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :87  (رابط المشاركة)
قديم 08.06.2012, 13:46
صور شذى الإسلام الرمزية

شذى الإسلام

عضو

______________

شذى الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 28.11.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 231  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.01.2013 (13:59)
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
افتراضي




۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
أ. أمينة زاده



إن الإسلام عندما يدعو إلى الزهد في الدنيا فإنما يدعو إلى تجريد القلب من سيطرتها وعدم التعلّق بزينتها وشهواتها ومتاعها، فالمؤمن الصادق تكون الدنيا في يده لا في قلبه، يملك الدنيا ولكنها لا تملكه، يستغلها في طاعة الله ولا تستغله في معصيته تعالى، يستمتع بما أحل الله له من الطيبات من الرزق باعتدال من غير اسراف يلهيه وينسيه فلا ينغمس فيها ويُفتَتن بها فينسى الله واليوم الآخر.



كما أنّه من الخطأ أن نفهم أن الزهد هو الفَقر والمَسْكنة والحرمان من أجل التفرغ للعبادة وإيثار الآخرة، إن المَسْكنة التي يحبها الله من عبده ليست مَسْكنة الفَقر، بل مَسْكنة القلب وانكساره وتواضعه لربه؛ وليس من الزهد أن يهمل المسلم نفسه ومنظره وهيئته، بل الإسلام يحض على أن يكون مميزاً بين الناس بملبسه النظيف الأنيق، ورائحته الطيبة، ووجهه البشوش... المسلم يحرص على حُسْن مظهره بلا إسراف ولا مبالغة، ولا زهوّ أو خُيَلاء، مُظهراً نعمة الله عليه شاكراً لفضله

وليس من الزهد التذلل والاستكانة والضَّعف، فالمسلم قوي من غير كِبر، عزيز من غير ضعف، متواضع من غير هوان ولا خنوع.



فلنجعل الزهد زينتنا ومفتاح الخير لآخرتنا، ننظر إلى الدنيا نظر الزاهدين المُعْرِضين عنها، نَحْذر يوماً تُفحص فيه الأعمال، ويشيب فيه الولدان. ولتكن التقوى زادنا، والزهد لباسنا، واليقين مركبنا، والهدى طريقنا، والجنة مرادنا، وطوبى لهذه الفئة الزاهدة الصالحة التي أحسن وصفها الإمام النووي فقال:
إن لـــلـــه عـــبـاداً فُـــطـنــا طلّقوا الدنيا وخافوا الفِتَنا
نظروا فيها فلما علموا أنـــها لـــيـــســـت لـحــيٍّ سَــكَــنـا
جـعلوها لُجّة واتــخذوا صالح الأعمال فيها سُفُنا




أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )










توقيع شذى الإسلام


رد باقتباس