وسيلة التفاهم
الجنيات هي التي تعطى للخلايا كافة الأوامر المسئولة عن جميع العمليات الحيوية فى الجسم ..
فلابد ان تكون هناك وسيلة للتفاهم بينها وبين الخلايا ..
تمكن من إلقاء التعليمات من طرف ..
وفهم هذه التعليمات وتنفيذها من الطرف الآخر ..
ولكن فهم المعاني والألفاظ كما نعلم لا يمكن أن يتم إلا بعد ربطها بشيء آخر ..
كالتصورات والأفعال و الإشارات الدلالية والحركات التعبيرية ..
وليست المشكلة في عدم وجود مجال لكل ذلك فقط ..
ولكن هناك مشكلة أخرى تكمن في ان التصور والفعل نفسه لا يمكن ان يرى على حقيقته ..
بل يعرف بشيء اخر معهود لدى العقل (تعريف داخلي)..
أو لدى الشيء المعنى بذلك (المستقبل) ..
لا يمكن ان يخرج عن عالمه او قانونه الاصطلاحي ..
وعلى ذلك فان الخلايا عندما تتلقى التعليمات من الجينات..
تقوم بتنفيذها دون فهم او بمعنى اخر تترجمها آليا ..
فإذا لم يوجد مجال للتعليم و التعلم او الفهم والتخاطب..
فليس هناك مفر من البرمجة ..
برمجة على الإرسال من الجينات ..
وبرمجة على الاستقبال والتنفيذ الآلي من الخلايا ..
ولا يمكن ان يتم كل ذلك الا بإرادة خارجة عن إرادة الجينات والخلايا ..
قامت بخلق برنامج للتواصل بينهما ..
لعدم وجود فائدة من ان ترسل الجينات الأوامر او التعليمات على هيئة حروف شفرية ..
لان هذه الحروف سوف تحتاج لترجمتها الى ما قلنا عنه من الربط السابق ..
الذي ليس له مجال (تصورات وإشارات ترتبط بالحروف والألفاظ والمعاني لتوضح دلالتها) ..
ولا فائدة أيضا من ان ترسل الجينات إلى الخلايا تصورات او إشارات اهامية جاهزة بغرض التدليل او التوجيه ..
لأنها هى الأخرى سوف تترجم في عالم آخر بتعريفات أخرى ينتج عنها مسار آخر ونتائج أخرى غير محسوبة وبالتالى لا فائدة من الارسال من بادىء الامر فلابد ان يكون من اهل الجينات لاعطاء الاوامر هو نفسه الذى برمج الخلايا على الفهم والتنفيذ .
يتبع بعون الله تعالى