اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 15.11.2009, 15:48
صور خادم المسلمين الرمزية

خادم المسلمين

عضو

______________

خادم المسلمين غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 30.03.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 471  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.04.2011 (12:04)
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
فكرة


5- إِقامَةُ الشُّهُودِ علىٰ الكفرَةِ والمنافِقين :
أعظمُ الشهداءِ في يوم المعادِ على العِبادِ هو ربُّهم وخالقُهم وفاطرُهم سبحانه وتعالى ، الذي لا تَخفَىٰ عليهِ خافيةٌ من أحوالِهِم ، قال تعالى : { وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ }[ يونس : 61]، وقال عز وجل : { إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا }[النساء : 33 ] .
ولكن اللهَ يحب الإعذارَ على خلقِه ، فيبعث من مخلوقاتِهِ شهداءَ على المكذبين الجاحدين حتى لا يكونَ لهم عذر ، { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }[غافر : 51 ] ، { وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء }[الزمر : 69 ] .
وأولُ من يشهدُ على الأممِ رسلُها ، فيشهدُ كلُّ رسولٍ على أُمَّتِهِ بالبلاغ ، { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا }[ النساء : 41 ] ، { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء }[ النحل: 89 ].
وقوله : { شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ } ، هم الرسل ، لأن كلَّ أُمَّةٍ رسولُها منها ، وكما يشهدون على أُمَمِهِم بالبلاغِ يشهدون عليهم بالتكذيب ، { يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَعِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }[المائدة : 109]، قال ابن عباس :" لا علمَ لنا إلا علمٌ أنت أعلمُ به منا " .
وهو من باب التأدب مع الله عز وجل ، أي لا علم لنا بالنسبة إلى علمك المحيط بكل شيء ، فنحن وإن كنا أجبنا وعرفنا ما أجبنا، ولكن منهم من كنا إنما نَطَّلع على ظاهره ولا علم لنا بباطنه ، وأنت العليم بكل شيء ، المطلع على كل شيء ، فعلمنا بالنسبة إلى علمك لا شيء ، قال تعالى : {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ }[الأعراف : 6-7 ] .
ثم إنَّ الأُمَمَ تُكذِّبُ رُسُلَها ، وتقول كلُّ أُمَّةٍ ما جاءَنا من نذير ، فتأتي هذه الأُمَّة -أُمَّةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم- وتشهدُ للرسل بالبلاغ ، كما قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[البقرة : 143 ] . ووسطًا أي عدلاً ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري في تفسيره عليه الصلاة والسلام لهذه الآية « وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ » .
ومن الأشهادِ الأرضُ والأيامُ والليالي ، تشهدُ بما عَمِلَ فيها وعليها ، ويَشهدُ المالُ على صاحِبِه ، وقد عقد القرطبيُّ -في تذكرته- لهذا الموضوع بابًا ، وذَكَرَ فيه حديثَ الترمذيِّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَرَأَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هذه الآية { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا }[ الزلزلة : 4]. قال :« أتدرونَ ما أخبارُها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :فإنّ أخبارَها أن تشهدَ على كلِّ عبدٍ أو أَمَةٍ بما عملوا على ظهرِها ، تقول : عَمِلَ يومَ كذا كذا وكذا ، فهذِهِ أخبارُها » .
قال الترمذي : هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب .
ويشهدُ على العبدِ أيضًا ملائكةُ الرحمن جل جلالُهُ الذين كانوا يُسَجِّلون عليه صالِحَ أعمالِهِ وطالِحَها ، كما قال تعالى : { وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ }[ ق : 21 ] ، والسائقُ والشهيدُ هما الملكانِ اللّذان كانا مُوَكَّلَيْنِ بتلك النفس .
وتَشْهَدُ الملائِكَةُ على العِبَادِ بما كانوا يعملون ، {وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ }[ هود : 18]، فإذا لَجَّ العبدُ في الخصومة ، وكَذَّبَ رَبَّه ، وكَذَّبَ الشهودَ الذين شَهِدُوا عليه ، أقامَ اللهُ عَلَيْهِ شاهِدًا مِنْه ، فتَشهَدُ على المرءِ أعضاؤُه ، فيختِمُ اللهُ على فَمِهِ وتنطِقَ جوارِحُه ، رَوَىٰ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ في صحيحِ مسلمٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ انْطِقِي . قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ - قَالَ - ثُمَّ يُخَلَّىٰ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ - قَالَ - فَيَقُولُ بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا . فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ » .

أسالُ اللهَ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زادًا إلى حُسْنِ المصيرِ إليه ، وعَتادًا إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، هُوَ حَسْبُنا ونِعْمَ الوكيل

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين







توقيع خادم المسلمين
نحن -المسلمين-
بفضل الله تعالى بنينا مجدَ الأكارم
وبكتابه الكريم أضأنا وجهَ العوالم
وبسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم أقَمنا عهدَ الحواسم
وكلّ من تُسوّلُ له نفسُه التطاولَ سُقناه سوقَ السوائم
وليصبر -إنِ استطاع- على
حَزّ الغلاصِم وقطع الحلاقِم ونكز الأراقِم ونهش الضراغِم والبلاء المتراكم المتلاطم ومتون الطوارِم


رد باقتباس