اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 15.11.2009, 15:27
صور خادم المسلمين الرمزية

خادم المسلمين

عضو

______________

خادم المسلمين غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 30.03.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 471  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.04.2011 (12:04)
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
فكرة


4- مُضاعَفةُ الحسَناتِ دونَ السيّئات :
ومن رحمتِهِ تعالى أنّه يُضاعِفُ أجرَ الأعمالِ الصالحة { إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } [التغابن : 17] .
وأقلُّ ما تُضاعَفُ بِهِ الحسنةُ عشَرةُ أضعاف { مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [الأنعام : 160] . أمّا السيّئةُ فلا تُجزَىٰ إلا مثلَها { وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا } [ الأنعام : 160 ] . وهذا مُقتضَىٰ عدلُهُ تبارك وتعالى .
وقد روى الحاكمُ في مستدرَكِه ، وأحمدُ في مُسنَدِه بإسنادٍ حسنٍ عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال : حدثَنا الصادقُ المصدوقُ فيما يرويه ِعن ربه تبارك وتعالى أنه قال : « الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزِيدُ وَالسَّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ أَوْ أَغْفِر ، وَلَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا مَالَمْ تُشْرِكْ بِي لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة » .
ومن الأعمال التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تضاعف عشرة أضعاف قراءةُ القرآن ، ففي الحديث الذي يرويه الترمذي والدارمي بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَة، والحسنةُ بِعَشْرِ أَمثالِها . لا أَقُولُ : { الم } حَرْف ،ولكِن أَلِفٌ حَرْف . ولامٌ حَرْف . ومِيمٌ حَـرْف » . قال الترمذيّ : هذا حديثٌ حسنٌ صحيح . غريب إسنادًا ، وصَحَّحَهُ الألبانيّ في صحيحِ الترغيبِ والترهيب .
وأخبرَنا رسولُنا صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ أيضًا أنَّ الذِّكرَ يُضاعَفُ عشرةَ أضعاف ، ففي سننِ الترمذيِّ والنَّسائِيِّ وأبي داودَ عن عبدِ اللهِ بن عمرو بن العاصِ رضي الله عنهُما أنَّ رسولَ اللهِ صلىٰ اللهُ عليهِ وسلّمَ قال : « خُلَّتانِ لا يُحصِيهُما رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلا دَخَلَ الجنَّة ، وهما يسِيرٌ ، ومن يَعْمَلْ بهما قلِيل : يُسَبِّحُ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ عشرًا ، ويُحْمَدُهُ عشرًا ، ويُكَبِّرُهُ عشرًا » ، فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ يَعقِدُها بيده ، قال : فلك خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان ، وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة ، فتلك مائة باللسان ، وألف في الميزان ، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة ؟ قالوا : فكيف لانحصيها ؟ قال : « يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته ، فيقول : اذكر كذا ، اذكر كذا ، حتى ينفتل ، فلعله لا يفعل ، ويأتيه وهو في مضجعه ، فلا يزال ينومه حتى ينام » ) ، أخرجه الترمذي والنسائي ، وصححه الألباني .
وفي رواية أبي داود بعد قوله : « في الميزان » الأولى ، قال : ( ويكبر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ، ويحمد ثلاثًا وثلاثين ، ويسبح ثلاثًا وثلاثين ، فذلك مائة باللسان ، وألف في الميزان ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده ، قالوا : يا رسول الله ، كيف هما يسيرٌ ومن يعمل بهما قليل؟ قال : « يأتي أحدَكَمُ الشيطانُ في منامه ، فينومه قبل أن يقوله ، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولـها » ) .
ولقد حدَّثَنا رسولُنا صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء الذي يرويه البخاريُّ وغيرُه عن تردده صلى الله عليه وسلم بين ربه وموسى ، حيث كان يشير عليه موسى في كل مرة أن يرجع إلى ربه ، فيسألُهُ أن يخفف عنه من الصلاة ، حتى أصبحت خمسًا بعد أن كانت خمسين .. وقال في ختام ذلك : « قال الجبار تبارك وتعالى : إنه لا يُبَدَّلُ القولُ لديّ ، كما فرضتُ عليك في أم الكتاب ، فكلُّ حسنةٍ بعشرةِ أمثالِها ، فهي خمسونَ في أم الكتاب ، وهي خمسٌ عليك ، فرجع إلى موسى . فقال : كيف فعلت؟ قال : خُفِّفَتْ عنّا ، أعطانا بكل حسنةٍ عشرةَ أمثالِها » .
وقد يُضاعفُها أكثرَ من ذلك ، وقد تصل المضاعفة إلى سبعمائة ضعف ، وأكثرَ من ذلك ، ومن ذلك أجرُ المنفقِ في سبيل الله ، قال تعالى : { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 261 ] ، قال ابن كثير : " هذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ لمضاعفةِ الثوابِ لمن أنفقَ في سبيلِهِ وابتغاءَ مرضاته ، وأنّ الحسنةَ تُضاعَفُ بعشرةِ أمثالِها إلى سبعمائة ضعف ، فقال :{ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } [ البقرة : 261 ]" ، قال سعيدٌ بن جبير : " يعني في طاعة الله" ، وقال مكحول : " يعني به الإنفاقَ في الجهاد من رباط الخيل وإعدادَ السلاح وغير ذلك " . وعن ابن عباس : " الجهادُ والحجُّ يُضاعَفُ الدرهمُ فيها إلى سبعمائةِ ضعف ".
وأورد ابن كثير عند تفسير هذه الآيةِ الحديثَ الذي يرويه مسلمٌ والنَّسائيُّ وأحمدُ عن عبد الله بن مسعود أن رجلاً تصدق بناقةٍ مخطومةٍ في سبيلِ الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لتأتينَّ يومَ القيامة بسبعِمائة مخطومة » ، هذالفظُ أحمدَ والنسائيّ . ولفظُ مسلم : جاء رجل بناقة مخطومة ، فقال : يا رسول الله . هذه في سبيل الله ، فقال : « لك بها يومَ القيامة سبعُمائة ناقة » .
وأما الأعمال التي تضاعف أضعافًا لا تدخل تحت حصر ، ولا يحصيها إلا الذي يجزي بها -سبحانه- فهي الصوم ، ففي الحديث الذي يرويه البخاريُّ ومسلمٌ وأحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَف ، الْحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي » .
والسِّرُّ في كونِ الصائمِ يُعطَىٰ من غير تقدير ، أنَّ الصومَ من الصبر ، والصابرون يُوَفَّوْنَ أجورَهُم بغير حساب ، قال تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] ، قال القرطبي : " وقال أهل العلم : كلُّ أجرٍ يُكالُ كيلاً ويُوزَنُ وزنًا ، إلا الصوم ، فإنه يُحثَىٰ ويُغرَفُ غَرْفًا " .
ومن الصبر : الصبرُ على فجائعِ الدنيا وأحزانِها وكربِه االتي يبتلي اللهُ بها عبادَه ، قال تعالى :{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة : 155-157] .
وعندما يَرىٰ أهلُ العافيةِ عِظَمَ أجرِ الصابرين يتمنَّوْنَ أن تكون جلودُهُم قُرِضَت بالمقاريض لينالوا أجرَ الصابرين ، ففي سننِ الترمذيِّ عن جابر ، وفي معجم الطبراني عن ابن عباس بإسنادٍ حسنٍ أن رسولَ اللهِ صلّىٰ اللهُ عليه وسلمَ قال : « لَيَوَدَّنَّ أهلُ العافيةِ يوم القيامة أنَّ جلودَهُم قُرِضَتْ بالمقاريضِ مِمَّا يَرَوْنَ من ثوابِ أهلِ البلاء » .
ومن فضلِ اللهِ تباركَ وتعالى أنَّ المؤمنَ الذي يَهِمُّ بفعلِ الحسنة ، ولكنه لا يفعلُها تُكتب له حسنةً تامّة ، والذي يَهِمُّ بفعلِ السيئةِ ثم تُدرِكُهُ مخافةُ اللهِ فيترُكَها ، تُكتب له حسنةً تامة ، ففي صحيح البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَم ْيَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةًكَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً » .

تبديلُ السيئاتِ حسنات :
ومن رحمةِ اللهِ بعبادِهِ وفضلِهِ عليهم أن يبدِّل سيئاتِهِم حسنات ، ففي الحديث الذي يرويه مسلمٌ في صحيحه عن أبي ذرٍّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنِّى لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا. فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ فَيُقَالُ عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ نَعَمْ . لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ. فَيُقَالُ لَهُ فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فَيَقُولُ رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لاَ أَرَاهَا هَا هُنَا » . فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه في صحيح مسلمٍ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنِّى لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى. فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ - قَالَ - فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا - قَالَ - فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بِي - أَوْ أَتَضْحَكُ بِي - وَأَنْتَ الْمَلِكُ » قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ .







توقيع خادم المسلمين
نحن -المسلمين-
بفضل الله تعالى بنينا مجدَ الأكارم
وبكتابه الكريم أضأنا وجهَ العوالم
وبسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم أقَمنا عهدَ الحواسم
وكلّ من تُسوّلُ له نفسُه التطاولَ سُقناه سوقَ السوائم
وليصبر -إنِ استطاع- على
حَزّ الغلاصِم وقطع الحلاقِم ونكز الأراقِم ونهش الضراغِم والبلاء المتراكم المتلاطم ومتون الطوارِم



آخر تعديل بواسطة خادم المسلمين بتاريخ 15.11.2009 الساعة 16:07 .
رد باقتباس