[أسامه]

الرد على التدليس رقم ( 32 ): من خالف أميره مات فميتته جاهلية.

	أولاً: أورد المدلس عن صحيح مسلم – الأمارة – وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن .. "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية". ثانياً: لا أدري هل يسوق المدلس محاسننا ليعرفنا بها أم أنه يعيرنا بها من باب: يا أحمر الخدين حمرتك معيبة!!! هو يسوق أقوال النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على أن فتنا كثيرة ستحيط بالجماعة المسلمة، وقد كان ذلك فعلا كما أخبر النبي حتى أننا نعيش في أعظم فتنة اليوم وهي غياب الجماعة الموحدة تحت إمام (خليفة ) واحد، فهذا تصديق لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم. ثالثاً: إن الإسلام عندنا يقدم الحفاظ على وحدة الجماعة والكلمة الواحدة على أي اعتبار آخر ، فإن الجماعة مهما ضعفت قوية ، والفرد مهما قوي ضعيف. رابعاً : نقول لمن جهل أحكام ديننا: إن الخروج على الأمير عندنا نوعان يتفرعان إلى أنواع: خروج على الأمير فقط، وخروج على الجماعة والأمير معا، وكلا الأمرين ينقسم إلى أنواع: خروج جماعة مسلحة ، وخروج جماعة غير مسلحة، وخروج أفراد مسلحين، وخروج أفراد غير مسلحين. وبهذا يكون مجموع الخروج ثمانية أنواع: 1) خروج جماعة مسلحة على الأمير فقط لظلمه الجماعة فهو جائز لأنه يرفع الظلم ويقوي جماعة المسلمين على الظالم وقد قال أبو بكر الصديق ذلك وهو خليفة : " أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى لا يدع أحد منكم الجهاد فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله" مختصر سيرة الرسول ج1، ص 309. 2) خروج جماعة غير مسلحة على الأمير فقط لوعظه ونصحه فجائز كما جاء في مسند الشاميين ج 4، ص 20 : " وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الشهداء عند الله المقسطون " أي الذين يقيمون العدل. 3) خروج جماعة مسلحة على جماعة المسلمين فلا يجوز لأنه يفسد الأمة ويشعل الفتن، ولم يقل بجواز ذلك عاقل في أي أمة ، اللهم إلا أن يكون ممن يحبون الفساد في الأرض. 4) خروج جماعة غير مسلحة على جماعة الأمة فهو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر باللسان وهو دور الوعاظ والدعاة ، وليس عليه اعتراض. 5) خروج أفراد غير مسلحين على الأمير. بالوعظ والإرشاد والنصيحة 6) خروج أفراد غير مسلحين على الجماعة والأمير. بالوعظ والإرشاد والنصيحة , وفي هذين النوعين قال الله تعالى: " أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّيَ اللّهُ وَقَدْ جَآءَكُمْ بِالْبَيّنَاتِ مِن رّبّكُمْ " سورة غافر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله " الجامع الصغير 4747. 7) خروج أفراد مسلحين على الأمير وهو ما قصده الحديث 8) خروج أفراد مسلحين على الجماعة والأمير وهو أيضا مما قصده الحديث. · ولا شك أن خروج المسلح ونقضه للبيعة على الأمير أو الأمير والجماعة يؤدي إلى فتنة وفساد كبير ( الامر الذى لا يقره الإسلام على النحو الوارد فى الحديث ) ، وإذا كانت حقوق الإنسان تقرر حق التظاهر السلمي فقد أقره الإسلام من قبل ، وإذا كانت قد أقرت محاربة العدو المعتدي فقد أقره الإسلام من قبل ، ولكن هل أقرت حقوق الإنسان أن يخرج الرجل على جماعته وقائده بسلاح لمجرد الاختلاف معه؟؟؟ خامساً: مما تقدم لا ندري لماذا يدعو المدلس الى ضرورة الخروج المسلح على الأمير عند كراهيته لإحداث فتنة وهذا بخلاف الأمر الذي عليه كتابه المقدس متى 22/21 " أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ " في حين أن الإسلام مبدأه أن قيصر وما لقيصر يحتكمان لله وشرائعه ولا حول ولا قوة إلا بالله .

المزيد من مواضيعي

الرد على سلسلة تدليس بعنوان "أخلاق الصحابه العظيمه"