[أسامه]

الرد على التدليس رقم ( 29 ) : الادعاء بالرد على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوقاحة.

	أولاً: أورد المدلس حديث أنه " استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه ، مغضبا قد احمر وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة ، لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم,فقالوا للرجل : ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إني لست بمجنون " . ثانياً: لم يرد ذلك الرجل هذا الرد على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مباشرة بل على الصحابي الذي ذهب ليذكره بنصيحة الرسول له فقال الرجل للصحابي : "إني لست بمجنون " ... وهذا القول طبعاً شأنه بمفرده . ثالثاً: ذكر في الحديث الذي أورده المدلس بنفسه أن رجلين استبا عند رسول الله ولم يذكر أنهما كانا من الصحابة الملازمين ـ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ بل فرقت الرواية بين الرجلين وبين الصحابة فقالت: " ونحن – أي الصحابة - عند رسول الله جلوس. رابعاً: قال النووي هذا كلام من لم يفقه في دين الله ولم يعرف أن الغضب نزغ من نزغات الشيطان وتوهم أن الاستعاذة التي نصح بها الرسول مختصة بالمجانين ولعله كان من جفاة العرب أو يقال لعله كان كافرا أو منافقا أو شدة الغضب أخرجته عن حيز الاعتدال بحيث زجر الناصح له وقد أخرج أبو داود مرفوعا من حديث عطية السعدي إن الغضب من الشيطان. عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 32، ص 229. خامساً : الحديث فيه دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله أوحي إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحد، ولا يفخر أحد على أحد". فقلت: يا رسول الله! أرأيت لو أن رجلاً سبني في ملأ؛ هم أنقص مني، فرددت عليه، هل علي في ذلك جناح؟ قال: " المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان". صحيح الأدب المفرد ، ج 1، ص 178.

المزيد من مواضيعي

الرد على سلسلة تدليس بعنوان "أخلاق الصحابه العظيمه"