[أسامه]

الرد على التدليس رقم ( 26 ) : حادثة انفضاض المصلين عن النبي بعد الصلاة.

	أولاً : استدل المدلس على ذلك بحديث " اقبلت عير ونحن نصلي مع النبي الجمعة فانفض الناس إلا اثنى عشر رجلاً " فنزلت آية " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " الجمعة 11 . ثانياً: بعض من لا يفقهون يتعاملون مع السيرة ومع الصحابة بحكمهم على الناس بعد نزول التشريع ، وهذا دليل على خفة في العقل متجاهلين تماماً أن الرسول بعث إلى مجتمع جاهلي ليعلمه ويربيه على منهج السماء الذي كانت تنزل آياته لتوضح وتصحح تصرفاتهم , وتؤكد على ذلك باتصال السماء بالأرض ومراقبتها لتصرفات العباد الأمر الذي يرسخ فيهم مبدأ مراقبة الله الدائمة لكافة البشر . ثالثاً: الصحابة كانوا يعلمون أن صلاة الجمعة مفروضة وأن الخطبة سنة من حضرها أثيب ومن لم يحضرها فلا إثم عليه، لذا انصرفوا بعد تمام الصلاة, وكانت الخطبة آنذاك بعد الصلاة – كصلاة العيد – لا قبلها كما هي بعد ذلك . رابعاً: عندما وجههم الله إلى أن ذلك لا يجوز لما يعرف عنهم أنهم رفضوا الأمر أو ناقشوه بل امتثلوا بعد ذلك. خامساً: والواقع أنه كانت المدينة تمر بظروف قاسية جدا آنذاك من ندرة الطعام والحاجيات الأساسية للناس، والإسلام دين عملي يشجع الناس على العمران ، فلما علم بعض الصحابة أن القافلة قد وصلت ظنوا أنه يمكنهم الانصراف بعد الصلاة فانصرفوا. سادسا" : لم تكن خطبة الجمعة هي كل ما يتلقاه الصحابة من تعليم بل لم تكن أصلا للتعليم بل لمناقشة أحوال المسلمين على جميع الأصعدة ، والناس في كل زمان ليسوا كلهم ممن يهتمون بالتنظير ووضع خطط الدولة ، لذا انصرف أكثر الناس إلى أشغالهم ، وبقي مع النبي عدد منهم ممن يمكن اعتبارهم رجال السياسة والتنظير في المجتمع، ولكن الله الذي علمهم أن المسلم يهتم بكل مناحي الحياة وجههم إلى أن فعلهم هذا خطأ.

المزيد من مواضيعي

الرد على سلسلة تدليس بعنوان "أخلاق الصحابه العظيمه"