28 – غزوة أحد
ثم ثأرت قريش لقتلاها في بدر , فعسكرت حول ( أحد ) وهو اسم جبل وذالك في شوال من السنة الثالثة ودارت المعركة فانتصر المسلمون على المشركون في بداية الغزوه وكاد جيش المشركين أن يفرو الا ان عصى الرماة أمر الرسول فرجعوا لمحاربة المسلمون من خلفهم فكانت عند ذالك شهداء كثر من المسلمون ومن ضمنهم سيد الشهداء حمزه بن عبد المطلب رضي الله عنه وانصرف المشركون إلى مكة ولم يدخلوا المدينة .
29 – غزوة بني النضير
ثم غدر يهود بني النضير وهم يلقبون في كتب النصارى انهم اولاد الافاعي الحيات فقد تأمروا وهموا بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بإلقاء الحجر عليه فنجاه الله , ثم حاصرهم في السنة الرابعة وأجلاهم إلى خيبر .
30 – غزوة الاحزاب
لم يرقهم ان يستريح المسلمون فبعد جلاء اليهود الى خيبر لم يهدءو بدءو يدبرو المؤامرات والخطط لغزو المدينه فتحالفو مع القبائل من قريش وغطفان وعرمرم وغيرهم يحرضونهم ويعدوهم بالنصر فبلغ النبي صلى
الله عليه وسلم فاستشار اصحابه فأشار سلمان الفارسي رضي
الله عنه بحفر الخندق وحدثت معجزات بارك
الله في الطعام القليل ليكفي الجيش وزياده و كان يساعدهم النبي صلى
الله عليه وسلم وفي اثناء الحفر قال بسم
الله وضرب صخره فخرج منها الضوء فقال
الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام ثم ضرب الثانيه وبشر بفتح فارس فقد تفرقت الجيوش وانقلبت على بعضها واما المسلمون فكانو يدعون و ابتهل
رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالدعاء الى ربه عز وجل ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الاحزاب ...) فارسل
الله ريحا قلعت خيامهم فزلزلهم وقذف في قلوبهم الرعب ورد كيدهم في نحورهم ورحلو خائبين
31 - غزوة بني قريظه
اعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس : لا يصلين أحد العصر الا في بني قريظه فأدركوها في الطريق فصلى بعضهم ومنهم من اخرها حتى وصل الى بني قريظه والقى الله في قلوبهم الرعب فتحصنو في حصونهم وحاصرهم المسلمون ومع شدة وطول الحصار انهارت بني قريظه ونزلو على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لغدرهم ونقضهم العهد فحكموا سيدهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم بحكم الله من فوق سبع سماوات أن تقتل الرجال وسبى الذرية وغنم الأموال . وكان ارفق وارحم من شريعة اليهود
32 – غزوة بني المصطلق
بني المصطلق هم فرع من قبيلة خزاعه (كانت اغلبية خزاعه مع الرسول وفرعا منهم مع قريش) وفي السنة الخامسة غزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم لرد عدوانهم , فانتصر عليهم وغنم الأموال والسبايا وكان في السبي جويريه بنت الحارث بن أبي ضرار رئيس بني المصطلق فاعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها بعد ان اسلمت فأعتق المسلمون من اهلها قد اسلمو وقالو اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أعظم النساء بركه على قومها ثم سعى زعماء اليهود في تأليب الأحزاب على المسلمين للقضاء على الإسلام في عقر داره . فاجتمع حول المدينة المشركون والأحباش وغطفان اليهود ثم أحبط الله كيدهم ونصر رسوله والمؤمنين : ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً ) الأحزاب/25 .
ووقع حادثتان مؤلمتان أثارها المنافقون حادثة لئن رجعنا الى المدينه ليخرجن الاعز منها الاذل , والاخرى حادثة الافك
33 – صلح الحديبيه
وفي السنة السادسة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيه في منامه انه دخل هو واصحابه المسجد الحرام أمنين محلقين رؤسهم ومقصرين فعزم الرسول صلى الله عليه وسلم على زيارة البيت والطواف به فصده المشركون عنه ، وكان فيها بيعة الرضوان وصالحهم في الحديبية على وقف القتال عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويختارون ما يريدون فدخل الناس في دين الله أفواجاً .
وكاتب ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام . لما فرغ
رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قضية الكتاب قال: قوموا، فانحروا، فما قام منهم أحد فذكر ذالك لـأم سلمة زوجته يشاورها ، فقالت: يا
رسول الله أتحب ذلك؟ أخرج، ثم لا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فأخذ صلى
الله عليه وسلم برأيها فلما رأو
رسول الله صلى
الله عليه وسلم فعل فعلوا الصحابه
34 – غزوة خيبر
وفي السنة السابعة غزا الرسول خيبر للقضاء على زعماء اليهود الذين آذوا المسلمين ، فحاصرهم ونصره الله عليهم وغنم الأموال والأرض وكان في السبي صفيه بنت حيي بن أخطب فعرض عليها الاسلام فأسلمت فأعتقها وتزوجها.
35 – غزوة ذات الرقاع
في السنه السابعه لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من كسر جناحيين قويين من أجنحة الاحزاب تفرغ للجناح الثالث وهم بدو لم تجمعهم بلده بعكس مكه وخيبر فكانت الصعوبه في فرض السيطره عليهم واخماد نار شرهم حيث انهم كانو يقومون باعمال السلب والنهب فلم يكن يصلحهم الا التأديب فتجمع بني ثعلبه وبني محارب وبني غطفان فلم يقع قتال الا ان الله القى الرعب في قلوب الاعداء فتفرقو ولما كان كل ستة نفر يبدلون على بعير واحد فنقبت الاقدام وسقطت الاظفار ولفو الخرق على أرجلهم سميت بذات الرقاع واستل رجل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك مني فقال الله فسقط من يده واخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك مني فقال تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله فعاهده الايقاتله فخلى سبيله
36 – عمرة القضاء
سميت بذالك لأنها وقعت حسب المقاضاه والمصالحه في الحديبيه وفي هذه العمره تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بميمونه بنت الحارث ولما تبعتهم اإبنة حمزه قضى النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر لأن خالتها تحته
37 – معركة مؤته
وفي السنة الثامنة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً بقيادة زيد بن حارثه لتأديب المعتدين ولكن الروم جمعوا جيشاً عظيماً فقتلوا قواد المسلمين وفيه قطعت يمين ويسار جعفر فأثابه الله جناحيين في الجنه يطير بهما حيث يشاء واخذ الرايه سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليهم وأنجى الله بقية المسلمين من شرهم فالعبره ليست بالعده والعتاد انما بقوة الايمان لرفع راية الاسلام .
38 – فتح مكه
ثم غدر كفار مكة فنقضوا العهد فتوجه إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بجيش عظيم وفتح مكة بدون قتال، وطهر بيته العتيق من الأصنام ، وولاية الكفار .قال ابو سفيان : والله يا أبا الفضل ( بن عباس ) لقد أصبح ابن أخيك اليوم عظيما. قال العباس: يا أبا سفيان، إنها النبوة . وفتحت مكة بدون قتال وحينما قال أحد الصحابه اليوم يوم الملحمه . فقال
رسول الله صلى
الله عليه وسلم «بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز
الله فيه قريشا» والقى صلى
الله عليه وسلم خطبه قال فيها «لا إله إلا
الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ..... ثم قال : يا معشر قريش، إن
الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية : يا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى، وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13] » ( هكذا اقر الاسلام مبدء المساواه منذ اكثر من 1400 سنه فلا فضل لأبيض على اسود الا بالتقوى ) .ثم قال: يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ اذهبوا فأنتم الطلقاء وهنا يتبين العفو المطلق ورحمة
رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال تعالى (( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ))
39 – غزو حنين
ثم كانت غزوة حنين في شوال من السنة الثامنة لرد عدوان ثقيف وهوازن فهزمهم الله وغنم المسلمون مغانم كثيرة ثم واصل الرسول صلى الله عليه وسلم مسيره إلى الطائف وحاصرها ، ولم يأذن الله بفتحها فدعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وانصرف ، فأسلموا فيما بعد ثم رجع ووزع الغنائم ، ثم اعتمر هو وأصحابه ثم خرجوا إلى المدينة .
40 – غزوة تبوك
وفي السنة التاسعة كانت غزوة تبوك في زمان عسرة وشدة وحر شديد فسار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تبوك لرد كيد الروم فعسكر هناك ، ولم يلق كيداً وصالح بعض القبائل ، وغنم ثم رجع إلى المدينة وهذه آخر غزوة غزاها عليه الصلاة و السلام وجاءت في تلك السنة وفود القبائل تريد الدخول في الإسلام و منها وفد تميم ووفد طيء ووفد عبد القيس ، ووفد بني حنيفة وكلهم أسلموا ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يحج بالناس في تلك السنة وبعث معه علياً رضي الله عنه وأمره أن يقرأ على الناس سورة براءة للبراءة من المشركين وأمره أن ينادي في الناس فقال علي يوم النحر : ( يا أيها الناس لا يدخل الجنة كافر ، و لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله عهد فهو إلى مدته ) وتمحص فيها المؤمنون من المنافقون الذين بخلو عن الانفاق وتخلفو عن الغزوه .
41 – حجة الوداع
وفي السنة العاشرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الحج , و دعا الناس إلى ذلك فحج معه من المدينة وغيرها خلقٌ كثير فأحرم من ذي الحليفة , و وصل إلى مكة في ذي الحجة وطاف وسعى وعلم الناس مناسكهم وخطب الناس بعرفات خطبة عظيمة جامعة , قرر فيها الأحكام الإسلامية العادلة فقال : ( أيها الناس اسمعوا قولي , فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا , أيها الناس إن دماءكم , وأموالكم , وأعراضكم حرام عليكم , كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا , ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع , ودماء الجاهلية موضوعة , وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث , كان مسترضعاً في بني سعد , فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع , وأول ربا أضع ربا عباس بن عبد المطلب , فإنه موضوع كله , فاتقوا الله في النساء , فإنكم أخذتموهن بأمان الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه , فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف , وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله , وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون , قالوا نشهد أنك قد بلَّغت , وأديت , ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد , اللهم اشهد ثلاث مرات ) .
ولما أكمل الله هذا الدين , وتقررت أصوله , نزل عليه وهو بعرفات : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) المائدة/3 .
وتسمى هذه الحجة حجة الوداع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ودع فيها الناس , ولم يحج بعدها ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من حجه إلى المدينة .
وأخيرا لحوقه بالرفيق الأعلى
وفي السنة الحادية عشرة في شهر صفر بدأ المرض برسول
الله صلى
الله عليه وسلم ولما اشتد
عليه الوجع أمر أبا بكر رضي
الله عنه أن يصلى بالناس وفي ربيع الأول , زاد
عليه المرض فقبض صلوات
الله وسلامه
عليه ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة فحزن المسلمون لذلك حزناً شديداً ثم غُسل وصلى
عليه المسلمون يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ودفن في بيت عائشة والرسول قد مات ودينه باق إلى يوم القيامة .
ثم اختار المسلمون صاحبه في الغار ورفيقه في الهجرة أبا بكر رضي
الله عنه خليفة لهم ثم تولى الخلافة من بعده عمر ثم عثمان ثم علي وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون المهديون رضوان
الله عليهم أجمعين .
وقد امتنّ
الله على رسوله
محمد بنعم عظيمة وأوصاه بالأخلاق الكريمة كما قال سبحانه : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ، ووجدك ضالاً فهدى ، ووجدك عائلاً فأغنى ، فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر ، وأما بنعمة ربك فحدث ) الضحى/6-11 .
وقد أكرم
الله رسوله بأخلاق عظيمة لم تجتمع لأحدٍٍ غيره حتى أثنى
عليه ربه بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم/4 .
وبهذه الأخلاق الكريمة , والصفات الحميدة , استطاع
عليه السلام أن يجمع النفوس ويؤلف القلوب بإذن ربه : ( فبما رحمة من
الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على
الله إن
الله يحب المتوكلين ) آل عمران/159 .
وقد أرسل
الله رسوله محمداً صلى
الله عليه وسلم إلى الناس كافة وأنزل
عليه القرآن وأمره بالدعوة إلى
الله كما قال سبحانه : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى
الله بإذنه وسراجاً منيراً ) الأحزاب/46 .
وقد فضل
الله رسوله محمداً على غيره من الأنبياء بست فضائل كما قال صلى
الله عليه وسلم : ( فضلت على الأنبياء بست , أعطيت جوامع الكلم , ونصرت بالرعب , وأحلت لي الغنائم , وجعلت لي الأرض طهوراً و مسجداً , وأرسلت إلى الناس كافة , وختم بي النبيون ) . رواه مسلم/523 .
فيجب على جميع الناس الإيمان به , و اتباع شرعه , ليدخلوا جنة ربهم : ( ومن يطع
الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ) النساء/13 .
وقد أثنى
الله على من يؤمن بالرسول من أهل الكتاب وبشرهم بالأجر مرتين كما قال سبحانه : ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ، وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ، أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ) القصص/52 -54 . وقال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى
الله عليه وسلم فآمن به واتبعه و صدقه فله أجران . الخ ) .
ومن لم يؤمن بالرسول
محمد صلى
الله عليه وسلم فهو كافر , والكافر جزاؤه النار كما قال سبحانه : ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيراً ) الفتح/13 , وقال
عليه الصلاة و السلام : ( والذي نفس
محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلاَّ كان من أصحاب النار ) . رواه مسلم/154 .
و الرسول صلى
الله عليه وسلم بشر لا يعلم إلا ما علمه
الله ولا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً كما قال سبحانه : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء
الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلاَّ نذير وبشير لقوم يؤمنون ) الأعراف/188 .
وقد أرسله
الله بالإسلام ليظهره على الدين كله : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ) الفتح/28 .
ومهمة الرسول هي إبلاغ ما أرسل به , والهداية بيد
الله : ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ ) الشورى/48 .
ولما للرسول صلى
الله عليه وسلم من فضل عظيم على البشرية , بدعوتها إلى هذا الدين وإخراجها من الظلمات إلى النور , فقد غفر
الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر وأمرنا بالصلاة
عليه في حالات كثيرة فقال سبحانه : ( إن
الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه و سلموا تسليماً ) الأحزاب/21 .
وقد جاهد النبي
عليه الصلاة و السلام في سبيل نشر هذا الدين وجاهد أصحابه معه فعلينا الاقتداء به واتباع سنته و السير على هديه كما قال سبحانه : ( لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو
الله و اليوم الآخر و ذكر
الله كثيراً ) الأحزاب/21 .
والإسلام دين الفطرة و العدل دين ارتضاه
الله للناس كافة وهو يشتمل على أصول و فروع و آداب و أخلاق و عبادات و معاملات ولن تسعد الأمة إلا باتباعه والعمل به ولن يقبل
الله من الناس غيره كما قال سبحانه : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران/85 .
اللهم صلّ على
محمد , وعلى آل
محمد , كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
منقول