من سجن الأحداث إلى عالم المليارات
كان ابن الثالثة عشر عاماً يعيش أقسى لحظات حياته .
فقد أدمن أبوه المخدرات بعد أن كان مهندساً يعمل في وظيفة محترمة مؤمناً لهم وسائل العيش الرغيدة .
هربت أخته الكبرى من المنزل بعد أن أصبح جحيماً ,
و صار لزاماً عليه و على والدته مغادرة البيت تجنباً لخطر هذا الوالد المجرم ..
انتقلت الأم و ابنها إلى حي فقير جداً , مستأجرة بيتاً بغرفة واحدة لتقيم فيه مع ابنها الوحيد .
كان راين بلير سعيداً بالهروب عن خطر أبيه الذي صار وحشاً بعد إدمانه , إلى بيت مستقل يعيش فيه باطمئنان مع والدته .
لكن سرعان ما زالت فرحته عندما وجدوا أن كل ما لديه من ألعاب و ملابس قد سرقت بمجرد أن وضعوها في منزلهم الجديد ,
وعادوا ليأخذوا ما تبقى لهم من أغراض في منزلهم القديم . اتصل راين على الشرطة ليقدم بلاغاً ضد السرقة ,
لكنه أحبط نفسياً عندما أخبره الشرطي بأن بلاغك سيجعل هؤلاء السارقين و أتباعهم يعودون لينتقموا منك
و ليس في مصلحتك أن تقدمه . علم راين وقتها أنه يعيش في حيّ خطير , و لابد له أن يتأقلم معه حتى يستطيع العيش فيه ..!
كانت الأم تعمل في مهنئة شاقة براتب وضيع , تجمع منها نهاية اليوم ما يسد جوعها و جوع ابنها .
أما راين , فقد كان لزاماً عليه أن ينضم للعصابات الموجودة في حيّه حتى يستطيع حماية نفسه .
فنشأ فيها مجرماً و أُدخل سجن الملاحظة عدة مرات . و عُرض يوماً على قاضي المحكمة فقال عنه ممثل الشرطة:
“سعادة القاضي , قد لا يبدو راين من سنه و شكله أنه أسوأ مجرم في المدينة , لكنه فعلاً كذلك” .
عندما بلغ الرابعة عشر من عمره , أخذ راين يفكر في حاله , فهو إن استمر في هذا الطريق
سيكون مجرماُ محترفاً و ينتهي مستقبله إما بالسجن أو القتل .
فبدأ بالهروب عن مجتمعه و رفقة السوء بالعمل لساعات طويلة: فعمل في مغسلة ملابس ,
ثم صار يجمع العلب المعدنية من الشوارع و الحدائق , ثم عمل في ورشة نجارة , ثم كبناء للسقوف ,
و عمل في مهن كثيرة غيرها . ثم في وقت الصيف , أرسلت والدة راين ابنها إلى ما يُسمى بـ”مخيم الشباب”
-وهي شبيهه بالمسماة ببلادنا بالمراكز الصيفية- لمدة شهر , و تعلم هناك استخدام الكومبيوتر .
كان استخدام الكومبيوتر وقتها مرغوباً بشكل كبير للشركات , فحصل عندها راين على وظيفة براتب شهري مقداره 1250 دولاراً .
لقد قطع لأمه وعداً عندما كان يدرس في “مخيم الشباب” أن يعيّشها عيشة الأغنياء ,
و أن ينسيها همومها و آلامها التي تجرعتها من والده المدمن و عملها الشاق .
ثم بعد 3 أشهر تحصل على وظيفة ثانية في شركة أخرى بزيادة 30% على راتبه الحالي ..
و عندما بلغ راين التاسعة عشر من عمره , كان رجلاً يُشار إليه بالبنان بأدائه في العمل و طول الأوقات التي يقضيها فيه .
لقد استطاع بجده و اجتهاده أن يصعد في سلم وظيفته و يضاعف راتبه أكثر من ستة أضعاف , حتى بلغ 8250 دولار شهرياً .
فكّر راين وقتها كيف يكون غنياً , فهو لا يملك صوتاً أو أداء جميلاً للغناء, ولا يصلح للتمثيل ,
و ليس ناجحاً في أي رياضة ليكون لاعباً , إذن فالطريقة الوحيدة لأن يدخل عالم المليونيرات
بأن يبدأ شركته الخاصة و ينجح فيها ..
استشار راين زوج والدته - و الذي كان رجل أعمال - بأن يبدأ تجارته الخاصة ,
فأيده و قال له: “ليس هناك ما تخسره , فأنت إما أن تنجح , أو تعود كما أنت الآن .
لا تخف , إن سقطت يوماً فإنك ستستطيع القيام من الغد , ما دام أن حياتك و جسمك و صحتك لم تُؤخذ منك” .
هذه الكلمات جعلت راين ينتزع الخوف و يتنبه فعلاً بأنه ليس هناك ما يخسره ,
فهو إما أن ينجح أو يعود موظفاً كما كان .
و هذا ما جعل راين يقدم على تأسيس شركته الأولى و التي أسماها 7/24 و هو ابن الحادي و العشرين عاماً ..
يحكي راين عن تجربته , فيقول:
كثير من الناس نصحوني بأن لا أدخل عالم التجارة إما لأني سأخسر مالي أو لأن المجال الذي سأدخله صعباً و لن أنجح فيه .
يقول راين: لا تستمع لكلامهم إطلاقاً , و لا تأخذ إلا بنصيحة شخص كفؤ مجرب ,
سلك نفس المجال و عاش فيه فترة كافية , و بذل طرق مختلفة للنجاح فيه ..
عمل راين بكل جد و اجتهاد في شركته حتى أنجحها , و كان يعمل لمدة 17 ساعة يومياً طيلة أيام الأسبوع السبعة .
كان يعرف نقاط ضعفه فيبحث عن من يكملها له بتوظيفه لديه .
و كان يبحث عن الأشخاص المميزين فيغريهم برواتب عالية و يقربهم إليه في شركته ,
حتى تشكل عنده فريق إداري مميّز , استطاع من خلاله أن يؤسس عدة شركات ثم يعرضها للبيع بعد نجاحها و اشتهارها .
و لما بلغ راين سن الثلاثين , كان قد أسس 6 شركات ,
تتراوح القيمة السوقية لكل واحدة منها ما بين 25 مليون دولار و حتى مليار دولار ..
يقول راين عن خلطة النجاح :
اعمل على نقاط قوتك , و غطّ نقاط ضعفك بتوظيف المميزين فيها ..
أكمل الفراغات الموجودة في فريقك بالأكفاء النشطين ..
أعط أعضاء فريقك حصص من رأس المال ليشاركوك النجاح ..
منقول