View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :12  (رابط المشاركة)
Old 13.04.2012, 10:49
شذى الإسلام's Avatar

شذى الإسلام

عضو

______________

شذى الإسلام is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 28.11.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 231  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.01.2013 (13:59)
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
Default


۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
د . هانى ضرغام



"لو أنَّ رجلاً ثقة أخبرك بأنَّ ابنك - مثلاً - مريضٌ، وأنه قد حُمل إلى المستشفى، فماذا تفعل؟ إن قلتَ لذلك الرجل: أنت صادق ولقد صدَّقتك في إخبارِك، ثم بقيتَ كما أنت لم تغير جلسةً أو وضعًا، ولم تحاول الاطمئنان على ابنِك فأنت مصدِّق، لكن تصديقَك هذا بارد جامد لا خيرَ فيه، ولا نفع لك ولا لغيرك، وإن قلت للرجل: أنت صادقٌ ولقد صدقتك ثم خرجتَ فورًا بلهفةٍ واهتمام بارزين على كيانك، وسارعت إلى المستشفى وما هي إلاَّ لحظات حتى تكون فوق رأسِ ابنك لتطمئن عليه، فأنت مصدِّق ولكن تصديقَك هو الحي والمعتبر والنَّافع والحار، فهما تصديقان إذًا وشتَّان بينهما، وهكذا الإيمان.


إنَّ الإيمانَ الذي يريدُه الله هو الإيمان الحي الفاعل، هو الإيمان المؤثر النَّامي، هو الإيمانُ القائد الموجه؛ الإيمان الذي ينفعُ صاحبَه، هو الإيمان الذي يُغرس في قلبِه فينمو ويزدهر وينير ويضيء، ويزين هذا القلب بزينته ويملؤه في كلِّ جوانبِه وزواياه، الإيمان الذي يمد أغصانَه وفروعه على كيانِ هذا المؤمن ووجوده، ويلقي ظلالَه على حياته وواقعه، ويعطي ثمارَه له في ليلِه ونهاره، الإيمان المعتبر هو الذي يبعثُ على الحركةِ والهمة، والنشاطِ والسعي، والجهدِ والمجاهدة، والجهادِ والتربية، والاستعلاء والعزة، والثبات واليقين.
إخواني في الله:
"إنَّ الإيمانَ في حقيقتِه ليس مجرد عملٍ لساني، ولا عمل بدني، ولا عملٍ ذهني، إنَّ الإيمان في حقيقتِه عملٌ نفسي يبلغ أغوارَ النفس، ويحيط بجوانبها كلِّها؛ من إدراك، وإرادة، ووجدان، فلا بدَّ من إدراكٍ ذهني تنكشف به حقائقُ الوجودِ على ما هي عليه في الواقع، وهذا الانكشافُ لا يتم إلا عن طريقِ الوحي الإلهي المعصوم، ولا بد أن يبلغَ هذا الإدراكُ العقلي حدَّ الجزم الموقن واليقين الجازم الذي لا يزلزله شكٌّ ولا شبهة؛
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات : 15]، ولا بدَّ أن يصحبَ هذه المعرفة الجازمة إذعان قلبي وانقيادٌ إرادي؛ يتمثَّلُ في الخضوعِ والطاعة لحكم من آمن به مع الرِّضا والتسليم:
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء : 65]،
ولا بد أن يتْبعَ تلك المعرفة وهذا الإذعان حرارةٌ وجدانية قلبية تبعثُ على العملِ بمقتضيات العقيدة والالتزام بمبادئها الخلقية والسلوكية، والجهاد في سبيلِها بالمال والنفس





أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك





( شذى الإسلام )









توقيع شذى الإسلام


Reply With Quote