[أسامه]

الرد على التدليس رقم ( 23 ): تحريف مفهوم حديث " ولكن لا ادري ما تحدثون بعدي"

	أولاً: هذا دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشر مثلنا " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ " ( الكهف 110) لا يعلم الغيب فضلا عن أي إنسان آخر " وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ( الأعراف 188 )، الحمد الله الذي حفظ أمة النبي محمد من أن تضل بنبيها أو علمائها. ثانياً: ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يشهد على عمل من كان معه وقضى نحبه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه بمقتله انتهى عمله ، فيعلمنا أنه لا يجوز لإنسان أن يتجرأ على الله فيحكم على أحد بالصلاح أو الطلاح ما دام حيا ، لأنه لا يدري كيف يختم له. ثالثاً: النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أدري ، وليس معنى هذا أنهم ضلوا من بعده بل معناه أنه لا يدري هل يضلون أم لا ، وهو في هذه الحالة لا يتحدث عن مجموع الصحابة ، ولكنه يتحدث عن أفرادهم فمنهم من سيحافظ على عهده للنبي ومنهم من ربما لا يحافظ ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يشهد على من يبقى حيا بعده فأننا وجمهور المسلمين يشهدون على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عدالتهم . رابعاً: النبي صلى الله عليه وسلم لا يشهد على غرر أو غبن فتكون شهادة زور ، بل يعلمنا أن الشهادة تكون على معلوم متيقن منه ، أما كونه يعلم أنهم أهل فضل فذلك لا يتنافى مع عدم شهادته على ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر تنقضي حياته وتستمر حياة الناس من بعده.

المزيد من مواضيعي

الرد على سلسلة تدليس بعنوان "أخلاق الصحابه العظيمه"