26.03.2012, 07:06
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
25.02.2012 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
188 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
23.08.2016
(17:14) |
تم شكره 88 مرة في 68 مشاركة
|
|
|
|
|
أرجو الإهتمام بالقراءة والتفحيص بارك الله فيكم
قبل الخوض في الموضوع أود أن أقف قليلًا عند الأحاديث الضعيفة، هذه الأحاديث وصلت إلى المحدث الذي دونها عبر سلسلة من الرواة الذين يرتبطون بالنبي في نهاية المطاف. لو كان الحديث "صحيحًا" لقلنا أنه أخذ شهادته هذه من صدقية الرواة وغير ذلك من الشروط. أما الحديث "الضعيف" فإن بعض رواته قد يطرأ على كلامهم الكذب أو في أحسن الأحوال السهو ونسيان ما قاله النبي فيصلنا من الحديث ما هو صحيح مع تفاصيل أخرى غير دقيقة. وبكلمة واحدة، لا يمكننا أن ننسب الأحاديث الضعيفة بحرفيتها إلى الرسول بل يتولد عندنا الشك في ذلك، وهناك مؤشرات معينة تساعدنا على معرفة الصحيح منها. فلنضرب مثلًا موجزًا، لو ورد في أحد الأحاديث الضعيفة أن ذرة الصوديوم في قلبها نواة مؤلفة من عشر شحنات موجبة ويدور حولها عشر شحنات سالبة، كيف سنتعامل مع هذا الحديث؟ سنجزم بأن كل ما ورد فيه صحيحًا ما خلا عدد الشحنات إذ لا يخفى على أحد أن الصوديوم يحتوي على إحدى عشر شحنة موجبة وأخرى سالبة بدل العشر. ولكن مهلًا، ماذا يمكن أن يكون المصدر الحقيقي لسائر المعلومات؟ هل يعقل أن يعرفها رجل عاش في القرن السابع ميلادي حيث لم تكن تتوفر المقومات العلمية لذلك؟ نعم، ولكن بشرط واحد أن يكون مصدر هذه المعرفة هو الله جل جلاله. هذا هو الإحتمال الوحيد والحقيقي الذي يفسر معرفة دقائق الذرة، فماذا عن الخطأ لناحية عدد الشحنات، هل يعقل أن يكون الله قد أخطأ في عدها أو نسي ما قد خلق؟ حاشاه، فهو المنزه عن كل نقص وعيب وعار، سبحانه!
إن الخطأ الذي ورد لا بد وأن يكون قد ورد سهوًا أثناء إنتقال الحديث من راو إلى راو، من جيل إلى جيل، خاصة وأن الحديث ضعيف أي لم يصلنا بمنتهى الدقة، وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الرسول قد أخطأ أو أن مصدر المعلومة غير رباني لأنه لا يعقل أن تكون سائر المعلومات الموجودة قد عرفها الرسول من تلقاء نفسه. هذا الخطأ يعرف في علم الحديث النبوي بالتصحيف السمعي، وتعريفه: أن يسمع الشيء على خلاف ما أراد قائله. ونلحظ أن هذا التصحيف عندما يطال العدد فإنه يطال العدد الفرعي منه في حين يبقى رأسه سليمًا في معظم الأحيان. و سأضرب مثلًا حديثا وصلنا بطرق مختلفة، كلها تتحدث عن أن الجنين لما يلبث في رحم أمه ثنتين وأربعين ليلة فإن معظم تكاوينه تظهر كالسمع والبصر والعظم (الغضروف) واللحم والجلد الأمر الذي أثبته العلم اليوم. وهناك أحاديث أخرى تتحدث عن أن هذه المرحلة تكون في اليوم الأربعين وأخرى في الخامس والأربعين. هذا الإختلاف في نقل العدد يجعلنا أمام عدة خيارات منها ما سقناه أعلاه حول التصحيف السمعي. و هذا مثال آخر حول ذات المسألة:
"... والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون"
خلاصة حكم المحدث: قال بعضهم تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4286
هذا وثمة نوع آخر من التصحيف البصري وليس له علاقة مباشرة بموضوعنا لذلك لن أخوض فيه.
1-الحمض النووي في الأحاديث النبوية (DNA)
كل ما فصلناه أعلاه كان مقدمةً لهذا القسم، إذ لم يرد في الأحاديث شيئ عن ذرة الصوديوم ولكن الذي ورد في أحد الأحاديث الضعيفة عن الحمض النووي لا يقل عجبًا عن ذلك.
أخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن بريدة أن رجلا من الأنصار ولدت له امرأته غلاما أسود فأخذ بيد امرأته فأتى بها رسول الله فقالت: والذي بعثك بالحق لقد تزوجتني بكرا وما أقعدت مقعده أحدا فقال رسول الله : " صدقت إن لك تسعة وتسعين عرقا وله مثل ذلك فإذا كان حين الولد اضطربت العروق كلها ليس منها عرق إلا يسأل الله أن يجعل الشبه له ".
لقد جاء رجل إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) يتهم زوجته بالخيانة، كيف لا وهو أبيض البشرة وكذلك هي والتي وضعت مولودًا أسود البشرة؟ فطمأنها الرسول وقال لها أن مثل هذه الحادثة غير كافية لإثبات خيانتها، فقد تكون ظاهرةً طبيعيةً أن يولد طفل عنده صفات غير موجودة عند الوالدين. وحقيقةً، لقد سجلت حالةً مماثلةً تمامًا في سنة 1955 في جنوب أفريقيا ونقلتها إلينا صحيفة "الغارديان"Guardian البريطانية على الشكل التالي:
The black woman - with white parentsSandra Laing was born black, but to white parents. It would have been strange anywhere - but in apartheid South Africa it was
disastrous. Rory Carroll reports from Johannesburg
|