[لبيك إسلامنا]

يا خيبة العمر إن لم نصنع لهم نصرا ..!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا صرخة العرض .. التي لم تلامس أذنا !

هادي العبدالله من حمص :

ودخلوا على بيت مختبأة ..
فيه عوائل من نساء وأطفال ..
فافترسوا أعراض النساء ..
وانتهكوها دون استثناء ..
ولم يبقوا منهن أحداً !

كانت هناك فتاة في الرابعة عشر من عمرها ..
تصرخ بشكل هستيري وترتجف ..
لم يرحموها..
مزقوا ملابسها ..
اغتصبوها ..
وتناوبوا عليها ..

انتهى الخبر !
وانتهت معه بقايا من كرامة ..
كنت ألملم بها وجهي مع كل صرخة عرض ..
تشق الآفاق وتصم عنها الآذان !

لعلكم لا تدركون ماذا تعني هذه السطور ؟
إنه شيء لا يقارن بالقتل نحراً ..
ولا بالتعذيب صعقاً ..
لايقارن بالاعتقال ولا التعذيب ولا الإهانة ..
إنه شيء يجمع كل هذا وفوق هذا ..
إنه شيء يشبه ما أحست به تلك الشريفة ..
حينما جلست تراجع الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات تقول له :
طهرني ! ارميني بالحجارة حجراً حجرا
على كل موضع من جسدي لـ أتطهر !
روح حرة شريفة ..
لا يمكن أن تعيش في جسد تلوث وتلطخ واسود ..
لا انتماء هنا لهذا الجسد الذي استبيح وانتهك !
عرض المرأة أغلى ما تملك ..
وحين ينتزع منها ..
يصبح نزع الروح أهون ألف مرة !
الموت هنا أعز من الحياة ..
وبعض الأشياء دونها قواميس الوصف ضئيلة !
و تناوبوا عليها ؟؟ يالهذه الكلمة !
هيثم المالح في أخبار الجزيرة يقول :

فتاة في سجن النظام ..
عمرها خمسة عشر عاما ..
أخبرتني امرأة في الستين من عمرها ..
حين خرجت من السجن ..
أن تلك الفتاة اغتصبها أكثر من ستين رجلا طوال فترة اعتقالها !!

ورجل طلبوا منه مليون ليفتدي به زوجته الأسيرة !
قالت له : لاتدفع قرشاً ..
أنا لا أريد الحياة ..
لقد اغتصبني في السجن عشرون رجلا !!
مجازر القتل ودك البيوت وذبح الأطفال أصبحت مشاهد يومية لنا ..
ولكن حتى عرض أخواتنا صار شيئا عاديا !؟
أتستيطيعون النوم ؟ أتستطيبون الحياة ؟
لست عالمة في الدين ..

لكن يا ترى من يخاطب الله في هذه الآية :
( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) ؟؟

أليس هذا أمراً بوجوب النصرة لهؤلاء الضعفاء ؟
أليسم قد بحت حناجرهم وهم ينادوننا ويرفعون اللافتات يستنصروننا ؟
من يخاطب الله في قوله تعالى :
( انفروا خفافا وثقالا ) ؟
أليس هذا مقام النفرة والنصرة ؟

قُتلوا، ذُبّحوا، دّكت عليهم بيوتهم ، أنتهكوا أعراضهم ..
ونحن هنا عيوننا تطرف ؟؟

ماذا يعني أن نكون في شباب وصحة وسعة ..
ثم لا نستطيع أن ننفعهم ولا ننصرهم ..
حالنا كحال العجزة الضعفاء .. تماما لا فرق !

قرأت في الصغر هذه الأبيات ..
فدمعت لها عيني ولم أدري أني سأعيش من العمر لأراها حية أمامي ..

يا راكبين عتاق الخـيل ضامرة كأنها في مجــال السبق عقبان
وحاملين سيـوف الهند مرهفة كأنها في ظلام النقـــع نيران
وراتعين وراء البــحر في دعة لهم بأوطانهــم عز وسلطان
أعندكم نبــأ من أهل أندلس فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عبــاد الله أخوان
يا من لذلــة قوم بعد عزتهم أحال حالهم جـور وطغيان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم عليهم في ثيـاب الذل ألوان
يا رب أم وطفل حيل بينهما كما تفــرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت كأنما هي يــاقوت و مرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة والعين باكية والقــلب حيران
لمثل هذا يبكي القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان

يا خيبة العمر إن لم نصنع لهم نصرا ..!
د. هند القحطاني

للمزيد من مواضيعي