View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :12  (رابط المشاركة)
Old 20.02.2012, 14:15

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
Default


( عبادُ ُ.. يُغبطهم النبيون والشهداء )


بقلم : نبيل جلهوم


اللهم صلى سيدنا محمد الفاتح لما أُغِلق والخاتم لما سبق ناصر
الحق بالحق والهادى الى صراطك المستقيم
صلى الله عليه وآله حق قدره ومقداره العظيم .


استوقفنى حديث من أحاديث الحبيب سيد الأنبياء والمرسلين
محمد صلى الله عليه وسلم يتحدث فيه عن فئة من عباد الله ...
متميزون .


أفردهم النبى في حديثه عنهم بأوصاف لا حد لها من الجمال والابداع ..


بل وبصفات تهزّ الكيان وتدغدغ المشاعر و تسعد القلب
وتبعث على الطمانينة والأمل وتحث المسلمين كافة على الأخذ به
والعمل بمقتضياته ليفوزوا ببحبوحة الجنة التى يطمع اليها الصادقون .
*******


نص الحديث الشريف :


عن أبى مالك الأشعرى قال : كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم ,


فنزلت عليه هذه الآية :



{ ياأيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم }
المائدة 101.


قال : فنحن نسأله إذ قال :


( إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون
والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة ) .


قال : وفى ناحية القوم أعرابى , فجثا على ركبتيه ,
ورمى بيديه ثم قال حدثنا يارسول الله عنهم من هم ؟


قال : فرأيت فى وجه النبى صلى الله عليه وسلم البِشر ,
فقال النبى صلى الله عليه وسلم :



( هم عباد من عباد الله من بلدان شتى ,
وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ,
ولا دنيا يتباذلون بها , يتحابون بروح الله ,
يجعل الله وجوههم نورا ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ,
ولا ينزعون , ويخاف الناس ولا يخافون ).
رواه أحمد (5/341,343) والبغوى فى شرح السنة (13/51)
وقال محققه : وشهر بن حوشب مختلف فيه وله شاهد بنحوه
من حديث ابن عمر أخرجه الحاكم فى المستدرك (4/170,171)
وصححه وأقره الذهبى وآخر من حديث أبى هريرة
عند ابن حبان فى صحيحه (2508) وإسناده صحيح .
**********


ما أشرفه من وصف


( لله عبادا )


(*) إنه اختصاص وتمييز من الله وتكريم من النبى
لفئة من عبادٍ نسبهم الي جلال الله
بأن جعلهم لله عُبَّادا وله عِباد.


(*) إنه الرضى والحب من الله ونبيه لفئة من العباد شرّفهم بتعبيدهم لله .


(*) إنها الخصوصية التى يتمناها كل عبد من عباد الله ليسعد بالوصال الربانى
والحب النبوى النورانى .


(*) إنه الانتساب الأشرف والفضل الأكرم والبُغية ُ المرجوّة والغاية المنشودة .



(*) إنه وصفُ للتكريم وعزةٌ للتمكين وسعادة للعبد المستقيم .



فالله الله .. والشرف الشرف .. والفخر الفخر .. أن يكون العباد كل العباد ممن
قال عنهم النبى : إن لله عبادا .
******


تكريم جديد


قوله صلى الله عليه وسلم :
ليسوا بأنبياء ولا شهداء .


وهذا تكريم آخر من نوع آخر ..


فقد كان التكريم الأول بأن نَسَبهم الرسول لله انتسابا ... فقال لله عبادا .


أما التكريم الآن فهو بتقريبهم من فئتين عُظميين ,
الأنبياء والشهداء , فى الفضل والفضيلة والمنهج والوسيلة .


أنه التكريم الذى يعنى أنهم عبادا كالأنبياء فى منهجهم وجمال رسالتهم ..
وكالشهداء فى مرتبتهم التى أنزلتهم عند الله منزلة الارتقاء والصحبة مع الأنبياء .
*****

اليك يارسول الله
اليك ياحبيب الله نردد ونقول ماقاله الشيخ الباقورى – رحمه الله –
فى قصيدته مواكب الإيمان التى يصف فيها هذه الكوكبة
المباركة من العباد الذين أشرت اليهم فى حديثك :
قد أثارت دعوة الاسلام فينا رُوحَ آباءٍ كرامٍ فاتحينا
أسعدوا العالم بالاسلام حينا واستجبنا للمعالى طامحينا
وتسابقنا الى حمل اللواء
وتسابقنا الى حمل اللواء
*****


يتحابون بروح الله


1. أى لم تجمعهم على الدنيا مصلحة ولا منفعة ..
ولا ولادة أمَّ واحدة ولا قرابة .

2. تقربوا الى الله بحبهم لبعضهم بعضا , إيمانا منهم بقوله تعالى :
إنما المؤمنون إخوة
فحققوا الإيمان بتحقيق الأخوة فيهم وبينهم .


3. يدلّون بعضهم على الخير .


4. يُفرِحُ بعضهم قلب بعض ’ فسعادة أحدهم سعادة للآخر .


5. يؤثرون بعضهم على بعض حتى ولو كانت به الخصاصة .


6. تآخت على الله أرواحهم إخاءً يروع بناء الزمن .


7. باتت فدى الحق آجالهم بتوجيه قرآنهم المؤتمن .


8. تعاهدوا على أن يكونوا فى الله أحبابا وعُبّادا واخذوا بذلك ميثاقا .

9. عاونوا بعضهم على الاستفادة من أوقاتهم فلم يُضيعوها .


10. أحسنوا بينهم العشرة والمعاملة فلانوا بأيدى بعضهم .


11. تعاودوا عند مرضهم وتزاوروا , حتى ولو بعدت مسافاتهم


12. زاروا المحاكم فعرفوا فضل الله عليهم بحسن أخلاقهم.


13. زاروا المستشفيات فعرفوا فضل الله عليهم فى صحتهم وعافيتهم .


14. ذللوا سُبُل المعالى وماعرفوا سوى الاسلام دينا.


15. اذا ضاقت عليهم دنياهم نادوا بأعلى صوتهم ... يا الله .


16. اذا أصابهم الهم والحزن نادوا بأعلى صوتهم .. يا الله .


17. تغافروا .. تصافحوا.. تهادوا .. تحابوا .. تبسموا .. تزاوروا .. تشاربوا .. تعايشوا .


18. تذاكروا وتدارسوا وذكروا ربهم وتلوا قرآنهم وتخلقوا بأخلاق نبيهم.


19. تناصحوا وتشاوروا وتأدبوا .


20. بالغيب كل منهم لغيره دعى ورجى ربه .


21. اذا تخاصموا – وقليلا - لم يَفجُروا .


22. يرجون من بعضهم الدعاء ويعينون بعضهم على نوائب الدهر واللأواء .


23. استوعب بعضهم بعضا وتصبّر عليه تصبّرا .


24. بالدين ترشّدوا وبالعقل تسددّوا وبالحياء تخلقوا .


25. من طاعة الله إتخذوا التجارة وعلموا أن فيها الربح بلا بضاعة ولاخسارة.


26. من خصال الجهل تبرّأوا وبكل خير تمسكوا .

27. علموا أن الدنيا ليست دارا للكرامة بل الآخرة هى خير وأبقى وأخلد وأسعد .


28. الواحد منهم كالنخلة إن قعدت فى ظلها أظلتك وإن احتطبت من حطبها نفعتك
وإن أكلت من ثمرها وجدته طيبا ( من كلام لقمان لإبنه ).


29. لم يكشف أحدهم حجاب غيره ولم يفضح مانظر اليه من نفسه وعورته وبيته .


30. نمت فى نفوسهم بذور البِرّ فأثمرت بينهم ثمارا كثيرة من ثمار الخير.


31. وطّنوا قلوبهم عند الله فسكنوا واستراحوا .


32. توادوا وتحابوا وتراحموا فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .


33. ماتحاسدوا وما تباغضوا وكانوا عبادا لله إخوانا .


34. تواضعوا فيما بينهم فلم يعرف الكِبر والغطرسة لهم سبيلا



35. اهتموا بأمر دينهم وتابعوا أحوال بلدانهم وفرحوا باستقرار وسعادة أوطانهم .


36. أرواحهم الجنود المجندة التى تعارفت فتآلفت وانصهرت فأنارت .


37. إجتهدوا فى اصلاح أنفسهم وتعاونوا على اصلاح غيرهم برفق وجمال من حُسن أخلاقهم .


******

الجوائز



(1) مقعدُ قريبُ من الله يوم القيامة ... الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا .

(2) فرح النبى محمد صلى الله عليه وسلم بهم .


(3) غبطة النبيون والشهداء لهم ... نبيون وشهداء ؟؟؟ يا سبحان الله.


(4) منابر عالية من لؤلؤ يجعل المشهد كله متوجه اليهم من نورهم الفياض .


(5) ارتفاع مكانهم عن الأرض , حيث المنابر تكون أعلى من الأرض .


(6) يجعل الله فى وجوهم النور .. فهو النور ورب النور .


(7) يجعلهم على منابر من لؤلؤ... الله الله فى اللؤلؤ .

(8) الأمان الأمان من الخوف , فلا يفزعون .


(9) يخاف الناس ولايخافون .


*********

خاتمة ورجاء


اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك,
اللهم إجعلنا ممن يتحابون
فيك على غير أرحام ولا أنساب ولا مصالح ولا منافع ,
اللهم إجعلنا من عبادك فإنه من كان لك عبدا نال فخرا وعزّاً .
اللهم اجعل حبك أحب إليَّنا من أنفسنا وأزواجنا ومالنا وولدنا
ومن الماء البارد على الظمأ ,
اللهم اجعلنا نحبك بقلوبنا كلها ونرضيك بجهودنا كلها .
اللهم اجعل حبنا لك كله وسعينا لك كله ومقالنا لك كله وعملنا فى مرضاتك ,
اللهم مازويت عنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب واجعلنا عبادا لك كما تحب.
اللهم حببنا إليك وإلى ملائكتك وأنبيائك وحبيبك
محمد وجميع خلقك وعبادك المخلصين ,
اللهم إنا نسألك التوفيق لمحابك من الأعمال وصدق التوكل عليك وحسن الظن بك.
اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته
واستغفرك فغفرت له واستنصرك فنصرته ودعاك فأجبته .
اللهم أفض علينا من نورك حتى نرى حكمتك في كل شيء ,
اللهم اجعل لنا نوراً نُميّزُ به بين الحق والباطل .
اللهم افتح علينا حكمتك وانشر علينا رحمتك يا ذا الجلال والإكرام
, اللهم الزمنا الفهم وارزقنا العلم والحكمة والعقل ,
اللهم زدنا حكمةً وفهماً ومعرفةً وعلماً ,
اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور العلم والفهم .
اللهم اجعلنا من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك ,
المتحابين فى جلالك المتآخين على منابر النور يوم السرور.
اللهم اجعل عملنا صالحاً واجعله لوجهك خالصاً
ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئاً برحمتك يا أرحم الراحمين .





Reply With Quote