الذنب الموروث بين الفطرة والقيم المطلقة والكتاب المقدس
لكى نزداد يقينا من مفهوم الفقرات السابقة : (النفس التى تخطىء هى تموت لا يحمل الابن من اثم الاب ولا يحمل الاب من اثم الابن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون) . (حزقيال 18 : 20).
ووضوحها في عدم اخذ اى انسان بخطيئة غيره مهما كان اب اوابن قريب او بعيد الا بالطبع اذا نهج نهج الحية او الشيطان في الاغواء والتحريض على الشر الامر الذى يجعل له نصيب في الخطأ وبالتالى مشاركة في تحمل العقوبة .
سوف نثبت المفهوم السابق بطريقة غير مباشرة من فقرات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وذلك لا يحتاج الا الى قرأة بعض الايات المتعلقة ببعض العقوبات .
وها هى بعض العقوبات على سبيل المثال لا الحصر :
فمثلا كسر يوم السبت : عقوبته الرجم حتى الموت
فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. خروج 31عدد 14-17
بينما الاستخفاف بناموس الله : عقوبته الرجم حتى الموت :
وَاذْهَبْ إِلى الكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ وَإِلى القَاضِي الذِي يَكُونُ فِي تِلكَ الأَيَّامِ وَاسْأَل فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ القَضَاءِ. 10فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَل حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ. 11حَسَبَ الشَّرِيعَةِ التِي يُعَلِّمُونَكَ وَالقَضَاءِ الذِي يَقُولُونَهُ لكَ تَعْمَلُ. لا تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. 12وَالرَّجُلُ الذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ فَلا يَسْمَعُ لِلكَاهِنِ الوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ أَوْ لِلقَاضِي يُقْتَلُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل. تثنية 17عدد 9-12
اما القتل العمد : فعقوبته الموت
مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناً فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً. )) خروج 21عدد 12
كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً فَعَلى فَمِ شُهُودٍ يُقْتَلُ القَاتِلُ. وَشَاهِدٌ وَاحِدٌ لا يَشْهَدْ عَلى نَفْسٍ لِلمَوْتِ. 31وَلا تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ القَاتِلِ المُذْنِبِ لِلمَوْتِ بَل إِنَّهُ يُقْتَلُ.)) عدد 35 عدد 31
الحادي عشر : من اعتدى على أحد أبويه بالسب أو الضرب :
وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. .. .. 17وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. خروج 21عدد 15
وعند اغتصاب فتاة أو إغوائها سواء كانت مخطوبة أم متزوجة :
(( وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الفَتَاةَ المَخْطُوبَةَ فِي الحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمُوتُ الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. 26وَأَمَّا الفَتَاةُ فَلا تَفْعَل بِهَا شَيْئاً. ليْسَ عَلى الفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلمَوْتِ بَل كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هَكَذَا هَذَا الأَمْرُ. 27إِنَّهُ فِي الحَقْلِ وَجَدَهَا فَصَرَخَتِ الفَتَاةُ المَخْطُوبَةُ فَلمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا.)) [تثنية 22عدد 25-27]
واخيرا عند عبادة الأوثان تكون العقوبة الرجم حتى الموت :
(( تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ. 11فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.)) [تثنية 13عدد 1-11]
المهم هو ان مفهوم الفقرات السابقة لم يشذ اويحيد عنما ورد فى (حزقيال 18 : 20) من كون الانسان مسئول عن جنايته فقط لا جناية احد اخر حتى لوكان اب او ابن وظهر ذلك جليا في تثنية 22 عدد 25 – 27 ((وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الفَتَاةَ المَخْطُوبَةَ فِي الحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمُوتُ الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. 26وَأَمَّا الفَتَاةُ فَلا تَفْعَل بِهَا شَيْئاً. ليْسَ عَلى الفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلمَوْتِ بَل كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هَكَذَا هَذَا الأَمْرُ. 27إِنَّهُ فِي الحَقْلِ وَجَدَهَا فَصَرَخَتِ الفَتَاةُ المَخْطُوبَةُ فَلمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا.)) [تثنية 22عدد 25-27] فقد تم التبيه على عدم عقاب الفتاة او اخذها بخطيئة الشاب مما لا يجعل مجالا للشك او الاستدراك ولا يمكن ان ننسى ايضا بان العقوبات السابقة كانت محددة المعالم والابعاد من كم ونوع وكيف وليس ذلك لغلق الباب على شطحات ونطحات البشر بل ايضا لانه من اهم متطلبات العدل والرحمة حتى تكون الرؤية كاملة للانسان ولقد اوضحنا ذلك سابقا .
ثانيا : في الفقرات السابقة صدر الامر بعقاب الجانى فقط وكان ذلك لحكمة سامية هذه الحكمة لن تتحقق بعقاب انسان اخر.
ثالثا : وجود الجانى يقتضى وجود المجنى عليه بغض النظر عن نوع الجناية ويمكن ان نصل لمفهوم يناقض ما ورد في (حزقيال 18 : 20) (النفس التى تخطىء هى تموت لا يحمل الابن من اثم الاب ولا يحمل الاب من اثم الابن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون) . (حزقيال 18 : 20).
في حالة واحدة فقط وهى ان يكون كلا من الجانى والمجنى عليه مستحقان للعقاب لكون احدهما جانى والثانى مجنى عليه .