اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :8  (رابط المشاركة)
قديم 27.11.2011, 22:50
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


رابعا :أخطاء ناجمة عن سوء الفهم:

يتبين من خلال القراءة المتأنية لترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم أنه كثيرا ما يسيء فهم بعض السياقات القرآنية فيقع في أخطاء واضحة تشوه المعاني والحقائق القرآنية، وهذه الأخطاء تدل بوضوح على عدم استيعاب المترجم لكثير من السياقات الأسلوبية والبلاغية المختلفة، وقد أسهم في وقوعه في ذلك أحيانا التسرع في الترجمة وعدم التأني والتأمل مليا في الأسلوب القرآني من حيث دقة التركيب ودقة الصياغة، وفيما يلي نماذج من تلك الأخطاء الناتجة عن سوء الفهم:

أ- قوله تعالى: "لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" ( البقرة 104 ) ،

ترجمه جاك بيرك كما يلي: "Vous qui croyez , ne dites pas raina ( Aie pour nous des égards! ) mais : nzurna ( Aie de nous sollicitude ! "
Ecoutez ! tandis qu'aux dénégateurs un tourment douloureux

وهذا ما يعني : ( لا تقولوا راعنا ولكن قولوا انظرنا . اسمعوا: للكافرين عذاب أليم ) وبذلك يكون المترجم قد فصل "اسمعوا" عن "انظرنا" وكأنها غير معطوفة عليها، وإنما بداية جُملة جديدة فيها أمر بالاستماع قصد الإخبار بأن للكافرين عذابا أليما.

وهذا الخطأ يدل بجلاء على عدم فهم المترجم لمعنى الآية، ولو رجع إلى التفاسير أو إلى ترجمة محمد حميد الله أو ترجمة حمزة بوبكر لتنَبَّه لحقيقة الصورة البيانية للآية القرآنية ،وهنا مرة أخرى نضع احتمال انسياق بيرك وراء دنيس ماصون في ترجمتها حيث وقعت في الخطأ نفسه.


ب- قوله تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" ( الأنبياء 69 )

ترجمه جاك بيرك بقوله: Nous dimes : o feu, deviens du froid -Et salut sur Abraham .

وكأن معناه :"قلنا يا نار كوني بردا .وسلام على إبراهيم" حيث انشطرت الآية إلى جزأين تفصل بينهما نقطة، فالجزء الأول فيه أمر بأن تتحول النار إلى برد، وفي الجزء الثاني ينشأ معنى جديد ليس في الآية، إذ فيه كأن الله تعالى يوجه السلام إلى إبراهيم عليه السلام .

وهكذا اختلط الأمر على المترجم لمَّا فاته الفهم الجيد للآية القرآنية التي تتضمن الأمر من الله تعالى للنار لكي تتحول إلى برد وسلام على إبراهيم حتى لا يناله الأذى ولا يصيبه المكروه.


ج- قوله تعالى: "قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ" ( الذاريات25 )

ترجمه جاك بيرك بقوله: Il répondit : " Profond salut !" bien qu'ils parussent étrangers.

وهو ما يعني : قال سلام مع أنهم بدوا له منكرين.

وهذا المعنى أبعد ما يكون عن المعنى الأصلي للآية الذي يفهم منه أن إبراهيم عليه السلام رد التحية على ضيفه الذين أكرمهم وكانوا من الملائكة الكرام قائلا: سلام عليكم، أنتم غرباء لا نعرفكم.

ولو رجع جاك بيرك إلى ترجمات غيره من المستشرقين لوجدهم جميعا يترجمونها كالتالي étrangers أو Abraham dit : Salut ! O gens inconnus


د- في الآية ( 30 ) من السورة نفسها ( أي الذاريات ) قرأ جاك بيرك قوله تعالى: "قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ" بما يفيد أن الملائكة قالت إن الله تعالى قال بإن الغلام حكيم عليم،

في حين أن صفتي الحكيم العليم في الآية تعودان على الله سبحانه وتعالى وليس على الغلام، وهذا يدل على عدم استيعاب المترجم لمفهوم الآية ومدلولها فضلا عن عدم اهتدائه إلى من يعود عليه الضمير في ( إنه ) .

لقد جاءت ترجمة جاك بيرك على الصورة التالية: "Ils dirent :" C'est ainsi ! Dieu a dit que ce garçon serait le sage , le connaissant".

أما الترجمة الأقرب إلى الصواب فهي : "Ils dirent:Ton Seigneur a parlé ainsi ; Il est en verité, le sage , Celui qui sait ".


هـ- في الآية ( 27 ) من سورة الفتح: "لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ" فهم منها جاك بيرك أنها للمخاطب المفرد في حين أنها للجمع، فترجمها بقوله : Puisses -tu entrer والترجمة في أصلها قاصرة لأن المترجم أغفل لام التوكيد التي دخلت على الفعل ووضع مكانها فعل "أمكن" ( يمكنك الدخول ) .

و- ترجم بيرك الآية ( 3 ) من سورة الرعد عند قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ"

بقوله: C 'est Lui qui a ètendu la terre , y dispose des anecages et des fleuves et toute sortes de fruits . Il y-établit les partenaires des couples.

وبذلك يكون المترجم قد فصل بين عبارتي "وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ" و "جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ" معتقدا أن الأولى معطوفة على ما سبق والثانية استئناف لكلام جديد، وهذا ما يتضح من وضعه لنقطة بين العبارتين واستئناف الكلام بحرف البداية الكبير (Majuscule)

وكأن الآية قد أصبحت تقول: إن الله خلق كـل الثمرات ثم بعد ذلك جعل في الأرض زوجين. في حين أن المعنى الواضح للآية هو: ( وجعل فيها من كل الثمرات صنفين اثنين فكان منها الأبيض والأسود والحلو والحامض )

وقد ترجم الآية معظم المترجمين بما هو مقبول وملائم لنظم الآية من ذلك ما جاء في ترجمة حميد الله: " Et de tout les produits Il y a assigné les couples par deux "

وقد وقعت المستشرقة الفرنسية دنيس ماصون في الخطأ نفسه عند ترجمتها للآية.







توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس