اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 27.11.2011, 15:58
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


ثالثا: قلب الحقائق القرآنية:

كثيرة هي السياقات القرآنية التي جاءت مترجمة عند بيرك على غير حقيقتها، قد يكون ذلك ناتجا أحيانا عن سوء فهم -وإن كنا نستبعد من عضو مجمع اللغة العربية أن لا يفهم التعبير القرآني كيفما كان نظمه وأسلوبه- وقد يكون ذلك ناتجا عن سوء نية، وبخاصة إذا علمنا المدة التي قضاها في الترجمة ( أكثر من عشر سنوات ) واعتماده على مختلف التفاسير القديمة منها والحديثة وإلمامه الواسع بقواعد اللغة العربية ثم تأكيده لنا عبر مختلف الحوارات التي أجريت معه بعد صدور الترجمة بأنه أعاد مراجعتها ثلاث مرات قبل دفعها للنشر.

أمام هذه المعطيات والحيثيات التي لم تُتَح لغيره من المستشرقين الذين أقدمـوا على ترجمة معاني القرآن الكريم لا يسعنا إلا القول بأن وقوع بيرك في أخطاء تتعلق بقلب المضامين والمعاني والحقائق القرآنية أمر خطير ينبغي التنبيه عليه والعمل على تسديده ومعالجته.

ولا يسعنا في هذا المقام سوى تقديم نماذج معينة تبرهن على تأكيد هذا الأمر.

أ- عند ترجمته لقوله تعالى: "فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ" ( البقرة:213 ) .
قال: Mais Dieu avait guidé les croyants à diverger avec son autorisation sur tels points de la vérité.

وهذا يعني: "لكن الله هدى المؤمنين إلى الاختلاف بموافقته حول نقاط معينة من الحقيقة".
ولا شك أن القارئ الفطن يدرك بسرعة أن المترجم قد قلب معنى الآية رأسا على عقب، مما نجم عنه تحريف فظيع وتشويه مريب.

فبعد أن كانت الآية القرآنية تدل في أصلها على أن الله تعالى قد وفَّق المؤمنين بفضله لتمييز الحق من الباطل ومعرفة ما اختلفوا فيه، أصبحت تعني حسب الترجمة البيركية أن الله قد أرشد المؤمنين بإذنه إلى الاختلاف، ولو أن المترجم تمعن جيدا في جميع مقاطع الآية المذكورة لتبين له جوهر المقصود وروح المضمون القرآني المنشود ، فالآية المستشهد بها اختتمت بقوله تعالى: "وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" مما يعني أن الله لا يهدي إلى الاختلاف وإنما يهدي إلى الحق وإلى الصراط القويم، فقوله تعالى: "فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ" يسنده ويحققه ويؤكده المقطع الذي يليه "وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" .

ب- عند ترجمته لقوله تعالى: "وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً" ( الإسراء 59 )
قال : N 'avons nous pas donné à Thamûd la chamelle pour les éclairer ?

ومعناه : ألم نُعطِ لثمود الناقة لتبصرهم؟

بادئ ذي بدء نلاحظ أن جاك بيرك قد جعل الجزء من الآية جملة استفهامية، وهو ما لا يوجد في النص القرآني، أما المعنى فقد انقلب كليا، ويبدو أن الرجل -الذي لا نعتقد أنه رجع إلى التفاسير في ترجمة هذه الآية- قد توهم فاعتقد أن لفظة ( مبصرة ) تعود على الناقة، وهذا ما يقع فيه كل من لا يتريث ويرجع إلى ما قاله المفسرون في هذا الصدد، حيث الإجماع على أن المراد من قوله تعالى "وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً" أي آية دالة مضيئة نَيِّرة على صدق صالح عليه السلام وعلى قدرة الله تعالى.

وهو ما يتأكد من قوله تعالى: "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " … ( الأعراف 73 )

من جهة أخرى يترجح أيضا أن يكون جاك بيرك قد انساق وراء ترجمة المستشرقة الفرنسية دنيس ماصون عندما ترجمت ( مبصرة ) بقولها: pour les rendre clair voyants
أي: لتجعلهم ( الناقة ) مُبصِرين.

ولعل أفضل ترجمة للآية ما أورده الشيخ حمزة بوبكر في ترجمته حيث جاء :
Nous avons fourni la chamelle aux thamudites comme ( miracle ) visible. فقد وضع بوبكر لفظة ( آية ) المقدَّرة بين قوسين لكي يؤكد أن الإبصار إنما يعود على الآية : آية مبصرة : miracle visible


ج- عند ترجمته لقوله تعالى: "رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ" ( آل عمران192 ) .

قال: Notre Seigneur ,C est Toi qui fais entrer ( le coupable ) dans le feu ,tu l avais déjà mis à mal.


وهو ما معناه : "ربنا إنك أنت الذي تدخل ( المجرم ) في النار . لقد أخزيته".

فاعتقد المترجِم أن "مَن" للموصول فاستعاض عنها بالذي، وتغير المعنى الأصلي للآية التي انشطرت بفعل سوء فهمه إلى جزأين، وتمَّ بذلك قلب المعنى الحقيقي للآية.

ويبدو أن المترجم لم يفطن إلى جواب الشرط وفاء الشرط، ولو انتبه لذلك لما وقع في الخطأ، وهو خطأ فظيع قَلَب المقصد القرآني من الآية رأسا على عقب.

ويمكن اقتراح الترجمة التالية: Oui seigneur ! Qui conque tu fais entrer dans le feu , Tu le couvres d'ignominie .







توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس