اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :21  (رابط المشاركة)
قديم 22.11.2011, 01:19
صور abcdef_475 الرمزية

abcdef_475

محاضر

______________

abcdef_475 غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 22.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 121  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
29.08.2013 (12:01)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


ثم نأتي بعد ذلك للقضية الثانية ، وهي بعد أن علمنا أن هذه الكتب قد حرفت وبدلت وغيرت ، أفليس من التناقض أن يستشهد بها المسلم بعد ان قال فيها ما قال ؟

ثم كيف يقول القرآن الكريم بأن هذه الكتب قد حرفت وأصابها ما أصابها ويشهد لها بالصحة بعد ذلك ؟
وجواب ذلك أن القرآن الكريم حينما شهد لما نزل من الله عز وجل لأهل الكتاب من كتب ، كانت شهادة لها حينما نزلت على من اختاره الله من أنبياء بني إسرائيل في صورتها النقية بعيداً عن التحريف والدس الذي أدخل فيها بعد ذلك .

وأن كل ما يستخدمه النصارى من آيات من القرآن الكريم في هذا الصدد إنما هو حجة عليهم ايضاً لا حجة لهم ، وانهم في حقيقة الأمر لا يستشهدون إلا بما يدحض كلامهم ويفنده ويعريه .
فيقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :
إن جميع ما يحتجون به من هذه الآيات وغيرها , فهو حجة عليهم لا لهم , وهكذا شأن جميع أهل الضلال إذا احتجوا بشيء من كتاب الله وكلام أنبيائه , كان في نفس ما احتجوا به ما يدل على فساد قولهم , وذلك لعظمة كتب الله المنزلة على أنبياؤه , فإنه جعل ذلك هدى وبيانًا للخلق وشفاء لما في الصدور , فلا بد أن يكون في كلام الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين من الهدى والبيان ما يفرق الله به بين الحق والباطل, والصدق والكذب , لكن الناس يؤتون من قبل أنفسهم , لا من قبل أنبياء الله تعالى. [1]


فلذا حينما يقول الله عز وجل :
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) المائدة

وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) المائدة

فهم الكتب النقية التي أنزلها الله لتكون مرشداً ونوراً للناس ، ومبشرة بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم :

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) الأعراف

وليست أسفاراً كتبت بواسطة أشخاص مجهولين لا يعرف احد من هم ، نسبت بعد ذلك للوحي الإلهي ، جمعت بين دفتيها الحق مما ورث عن الأنبياء ، والباطل الذي خطه أهل الباطل بأيديهم .

وهنا يكون كلام الله وكلام رسول الله هو الفيصل امامها .
وهو مدخلنا لجواب قولهم " لماذا تستشهد بها ؟ " ، إذ يقول الإمام بن كثير رحمه الله :
فأما ما شهد له شرعنا بالصدق – ويعني من كتب أهل الكتاب – فلا حاجة بنا إليه ، استغناءً بما عندنا ، وما شهد له شرعنا منها بالبطلان ، فذاك مرود لا يجوز حكتايته إلا على سبيل الإنكار والإبطال ، فإذا كان الله وله الحمد قد أغنانا برسوله محمدِ صلى الله عليه وسلم عن سائر الشرائع ، وبكتابه عن سائر الكتب ، فلسنا نترامى على ما بأيديهم مما قد وقع فيه حبط وخلط ، وكذب ووضع ، وتحريف وتبديل ، وبعد ذلك كله نسخ وتغيير . فالمحتاج إليهه قد بينه رسولنا ، وشرحه وأوضحه ، عرفه من عرفه ، وجهله من جهله . [2]


لذا ؛ فعندما يقوم مسلم بإستخدام نص من كتب اليهود والنصارى فهو من باب إقامة الحجة عليهم ، وإنكار وإبطال من هم عليه في جداله معهم ، ، ولا يستلزم ذلك الإيمان بتلك النصوص أو أخذ شريعة منها .

اما عن إنكارهم مبدأ تحريف الكتب ، وزعمهم بأن هذا قدحاً في الذات الإلهية – حاشا لله – فهو أمر مردود عليهم أيضاُ .

فالله سبحانه وتعالى حينما كان ينزل الكتب على أنبياؤه كان يوكل مهام حفظ هذه الكتب لأهلها والقائمين عليها ، إذ يقول عز وجل :
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) المائدة


و قال الشيخ الشعراوي رحمه الله كلاماً نفسياً نذكر منه بتلخيص :
وقد استحفظ الله الربانيين والأحبار بالتوراة، أي طلب منهم أن يحفظوها، وكان هذا أمراً تكليفياً، والأمر التكليفي عُرضة لأن يُطاع وعُرضة لأن يُعصى. واستحفظهم الله التوراة والإنجيل
{ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ }
والحق طلب منهم أن يحفظوا المنهج، ولكنهم - ما عدا النبيين - لم ينفذوا، وكل أمر تكليفي يدخل في دائرة الاختيار، ولذلك نجد أن الأحبار والربانيين قد نسوا، وما لم ينسوه كتموه. وأول مرحلة من مراحل عدم الحفظ أنهم نسوا،والمرحلة الثانية هي كتمان ما لم ينسوه، والثالثة هي: ما لم يكتموه حرَّفوه ولووا به ألسنتهم. وياليتهم اقتصروا على هذه المراحل فقط، ولكنهم جاءوا بأشياء وقالوا: هي من عند الله وهي ليست من عند الله
{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ }
إذن فالحفظ منهم لم يتم؛ لذلك لم يدع الله القرآن للحفظ بطريق التكليف؛ لأنه سبحانه اختبر البشر من قبل، ولأنه أراد القرآن معجزة باقية؛ لذلك لم يكل الله سبحانه أمر حفظه إلى الخلق، ولكنه تكفل - سبحانه - بأمر حفظ القرآن:
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
فلو كان الأمر تكليفياً لكان نسيان القرآن وارداً؛ لأن المسلمين ابتعدوا في بعض أمورهم عنه كمنهج، ويناسب ذلك أن ينفصلوا عنه حفظاً. ولكن الأمر صار بالعكس. فعلى الرغم من بُعد المسلمين عن المنهج، ولكن حفظ القرآن لا يقل أبداً، ومن العجيب أن الكثيرين من المسرفين على أنفسهم، إن سمع واحد منهم أنّ شيئاً يمس المصحف، يقيم الدنيا ويقعدها، فالمسألة ليست مسألته، ولكنها مسألة الحافظ جل شأنه. وإن حدث أي تحريف يسير في القرآن من أعداء الإسلام، نجد أمة الإسلام تقف وقفة رجل واحد. [3]

فرحم الله الشيخ الإمام ، وأترك الحديث في النقطة الثانية لأخي الحبيب الغالي وان


_________
[1] الجواب الصحيح 2 / 192

[2] البداية والنهاية 1 / 8.

[3] خواطر الشيخ الإمام – سورة المائدة







توقيع abcdef_475




رد باقتباس