
22.11.2011, 00:49
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
22.04.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
121 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
29.08.2013
(12:01) |
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
|
|
|
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .
لا شك وان لكل أمر مقدمات ، وعند بداية اي حديث في علم مقارنة الأديان خصوصا وان كان موضوعه هو الكتاب المقدس ، هناك بعض الأسئلة التي يعتبرها زملاؤنا المسيحيين أنها بديهية .
وهي من باب الإفتراضات الجدلية ، ظناً بأنها في حد ذاتها اقامة للحجة على المسلم ، والظفر بالقداسة لما معه من أسفار وأصحاحات واعداد .
هذه الأمور التي يعتبرها المسيحي بديهيات تتمثل في أمرين لا ثالث لهما وهما :
- هل قالت أصلا المصادر الإسلامية بأن اهل الكتاب قد حرفوا كتبهم ؟
- وان كان ذلك كذلك ، وعرفت كتبنا محرفة بالفعل ، فلما تستشهد بها ؟ فضلا عن كيف يسمح الله أصلا بتحريف كتبه ؟
ولذا فلابد من تناول النقتطين بالنقاش ، وبيان ان الزملاء النصارى حينما يثيروا تلك النقاط ظناً منهم انهم يقيموا علينا الحجج ، انما لا يقيموها الا على انفسهم ولا احد سواهم .
اولا : هل قالت المصادر الاسلامية بأن ما يسمى بالكتاب المقدس إصطلاحاً محرف ؟ .
تحدث الله سبحانه وتعالى عن هذا الأمر في كتابة العزيز صراحة ، وذكر أن اهل الكتاب قد حرفوا كتبهم على كلا نوعين من التحريف وهو التحريف المعنوي : وهو صرف المعنى عن مراده الحقيقي .
والثاني بالزيادة والنقصان : وهو التصرف في اللفظ سواء بالحذف منه أو الإضافة عليه .
يقول الله تعالى :
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة
وقال الزمخشري رحمه الله :
ذكر العلماء الذين عاندوا بالتحريف مع العلم والاستيقان، ثم العوامّ الذين قلدوهم، ونبه على أنهم في الضلال سواء، لأن العالم عليه أن يعمل بعلمه، وعلى العامي أن لا يرضى بالتقليد والظنّ وهو متمكن من العلم. { يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } المحرّف { بِأَيْدِيهِمْ } تأكيد، وهو من محاز التأكيد، كما تقول لمن ينكر معرفة ما كتبه: يا هذا كتبته بيمينك هذه. { مِّمَّا يَكْسِبُونَ } من الرشا. [1]
وقال الامام بن عطية رحمه الله في تفسير هذه الآية :
هم الأحبار الذين بدلوا التوراة. [2]
ويقول الله عز وجل :
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 75 ) البقرة
قال الإمام بن كثير رحمه الله :
أي : يتأولونه على غير تأويله .[3]
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ( 46 ) النساء
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 13 ) المائدة
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 41 ) المائدة
وقد فصل الإمام الرازي في تفسيره في الفرق بين المعنيين في قوله تعالى " يحرفون الكلم عن مواضعه " و قوله تعالى أيضاً " يحرفون الكلم من بعد مواضعه " ، فبين - رحمه الله - أن الأولى للتأويلات الفاسدة ، والثانية بالحذف والإضافة ، على النحو الذي قاله في المسألة ، فقال :
المسألة الرابعة :
ذكر الله تعالى ههنا: { عَن مَّوٰضِعِهِ } وفي المائدة { مِن بَعْدِ مَوٰضِعِهِ }
والفرق أنا إذا فسرنا التحريف بالتأويلات الباطلة، فههنا قوله: { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } معناه: أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص، فهاهنا قوله: { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } معناه: أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص، وليس فيه بيان أنهم يخرجون تلك اللفظة من الكتاب
وأما الآية المذكورة في سورة المائدة، فهي دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين، فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة، وكانوا يخرجون اللفظ أيضا من الكتاب، فقوله: { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ } إشارة إلى التأويل الباطل وقوله: { مِن بَعْدِ مَوٰضِعِهِ } إشارة إلى إخراجه عن الكتاب.[4]
فهذا مما ذكره القرآن الكريم من صريح التحريف والعبث مما قام به أهل الكتاب والقائمين على أسفارهم المقدسة ، ثم نسبوه بعد ذلك إلى الوحي الإلهي سواء نصاً أو مدلولاً.
__________
[1] الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل 1 / 185
[2] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1 / 170
[3] تفسير القرآن العظيم 1 / 307
[4] مفاتيح الغيب 6 / 96 .
|