اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :284  (رابط المشاركة)
قديم 21.11.2011, 16:36
صور pharmacist الرمزية

pharmacist

عضوة مميزة

______________

pharmacist غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 28.10.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.814  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.10.2021 (12:19)
تم شكره 328 مرة في 292 مشاركة
افتراضي


انه لأكثر بهجة أن تعطي من أن تأخذ

كان الفيلسوف الكبير وتلميذه يتجولان صباحا بين الحقول عندما شاهدا فردتي حذاء قديم مركونتين على جانب الطريق، وخمنا أنهما يخصان على ما يبدو الرجل الفقير الذي يعمل في احد الحقول القريبة، والذي يبدو انه على وشك الانتهاء من عمله

“ التفت التلميذ إلى الفيلسوف وقال له : ” دعنا نلهو قليلا مع الرجل ونسخر منه بان نخدعه ونخبئ الحذاء، ثم نخفي أنفسنا خلف الشجيرات وننتظر لنرى مدى حيرته عندما لا يستطيع إيجاد الحذاء

”يا صديقي الصغير” – أجاب الفيلسوف- ” لا يجب أن نسلي أنفسنا أبدا على حساب الفقراء. وبدلا من هذا فأنت تلميذ غني، ويمكن أن تعطي نفسك متعة أكثر من خلال هذا الرجل الفقير، هيا ضع عملة معدنية (ذهبية) في كل من فردتي الحذاء ، ثم فلنختبئ ونراقب كيف سيؤثر ذلك عليه

ونفذ التلميذ ما أمره به الفيلسوف فوضع عملة ذهبية في كل من فردتي الحذاء، ثم ذهبا حيث وضعا نفسيهما خلف الشجيرات القريبة بحيث لا يراهما العامل عند قدومه، وطفقا يرقبان الموقف، حيث سرعان ما انتهى الرجل الفقير من عمله ، وعاد عبر الحقول إلى حيث ترك فردتي حذائه ومعطفه

وبينما كان الرجل الفقير يضع عليه معطفه دفع بإحدى قدميه إلى داخل فردة الحذاء الأولى، وعندما أحس بشيء صلب بداخله ، توقف، وانحنى لينظر ماذا يمكن أن يوجد بداخل فردة الحذاء. وعندها، وجد العملة الذهبية. بدا الاندهاش والتعجب على سمات وجهه، وحملق في العملة ، ثم أدارها في يده، وأعاد النظر إليها مرات ومرات

وأخيرا، التفت حوله ها هنا أو هناك، ولكن لم يكن احد ظاهرا أمامه. ومن ثم، فقد وضع العملة في جيبه، ثم واصل ارتداء الفردة الثانية من الحذاء. وفى هذه المرة كان شعوره بالاندهاش والمباغتة بوجود العملة الثانية مزدوجا

لقد تغلب شعوره عليه، فلقد ركع على ركبتيه، ونظر إلى السماء وابتهل بصوت عال معبرا عن شكره الجزيل لرب العالمين الذي يعلم وحده مدى مرض زوجته التي لم يكن لها من يعينها أو يساعدها، وبأحوال أطفاله الذين تركهم بلا خبز، واخذ صوته يرتفع بالشكر لله الذي أرسل له هذه النقود من حيث لا يعلم وكيف أنها ستعاونه على إنقاذ أسرته من لذعة البرد القارس

والواقع أن هذا المشهد قد اثر كثيرا في التلميذ الواقف غير بعيد خلف الشجيرات، حتى أن عينيه قد اغرورقتا بالدموع . ” والآن” – قال الأستاذ لتلميذه- ألا تشعر بغبطة أكبر مما كنت ستشعر به لو سخرت من هذا الرجل كما كنت تنتوي ؟

أجاب التلميذ الشاب ” لقد علمتني درسا لن أنساه ما حييت

لقد أحسست الآن بصدق الكلمات التي لم افهمها أبدا من قبل ….

انه لأكثر بهجة أن تعطي من أن تأخذ ”

منقول







توقيع pharmacist


رد باقتباس