يقول المثلثون: إن المسيطر على الكون هو واحد يتكون من ثلاثة أقانيم هي أقنوم الآب وأقنوم الإبن وأقنوم الروح القدس إله واحد من جوهر واحد وطبيعة واحدة أزلية أبدية.
ونسألهم:
كيف استطعتم تمييز الآب عن الابن وعن الروح القدس .
فيقول أحدهم : بالصفات ، فالأب هو المفكر ، والإبن هو المنفذ الخالق ، والروح القدس هو الجامع الهادم .
فنقول : ولكن أية صفة موجوة في الإبن والروح القدس ، وغير موجودة في الآب ، هي انتقاص لإطلاق صفات الأب ، وهذا مرفوض فتسقط التجزئة .
ويقول القائل : ولكنهم في الوقت نفسه مجتمعون ببعض ، يشكلون وحدة واحدة هو الله الواحد .
يمكن الرد بالقول: أي إن الأب هو جزء من الواحد
فإن قال : لا ، هو الكل . يكون قد ناقض نفسه .
وإن قال : نعم . يكون قد ناقض إطلاق
الصفات الإلهية ، فيسقط التثليث .
ويصل بنا إلي طريق مسدود ، فتسقط التجزئة أيضاً ويبقي الله الواحد ، ويكون ما سُميّ الإبن (الخالق) وما سُميّ الروح القدس (الجامع الهادم) ما هي إلا صفة من الصفات الإلهية ، فالله الأول المنفذ الخالق والله الحافظ والله الجامع الهادم والله الهادم والله القادر المبدع والعليم والله الغفور...
توقيع زهراء |
مَـا خـَابَتْ قُـلُـوْب أَوْدَعَـتْ الْـبـَارِي أَمـَانِيـْهَـا |