شجرة و سيجارة
هناك حقيقة هامة تغيب عنا في أحيان كثيرة، و هي تراكم الأفعال مع مرور الوقت.
انه مبدأ نافع للغاية يجب وضعه في عين الاعتبار؛
منذ عدة سنوات مضت مات رجل كان قد بقي على مدى سنوات يعمل في نجاد "اسكتلندا" و كان يسير عدة أميال يوميا ذهابا و إيابا من عمله.
منذ أن كان شابا صغيرا، اكتسب عادة الاهتمام بالأشجار فبدأ يجمع الحبوب و يزرعها؛
في كل يوم كان يزرع شجرة أثناء عبوره في مرتفع خاو في طريقه إلى العمل.
وعندما مات الرجل كان قد زرع غابة من الأشجار.
غلام صغير بدأ يدخن عندما قدم له أصدقاؤه أول سيجارة خلف موقف الدراجات في المدرسة.
أشعرته السيجارة بالنضج الشديد؛ وعلى الرغم من أنه في بداية الأمر لم يكن معجبا بمذاقها فقد بدأ بالتدرج يعتادها،
و زاد معدل تدخينه من سيجارة واحدة بصحبة أصدقائه إلى عدة سجائر في اليوم.
وبعد مرور عام زاد استهلاكه ليصبح علبة كاملة، ثم علبتين أو أكثر إن كان يواجه ضغوطا,
و مع بلوغه الخمسين، كان يستهلك ثلاث علب من التبغ يوميا، و كان يعاني من أعراض بإصابته بسرطان الرئة. كيف حدث ذلك؟
إن أي نمط سلوكي ينشط عن طريق تكرار سلوك أو تسلسل سلوك معين ربما عدة مئات أو حتى عدة آلاف من المرات.
إن أي تغيير في النمط يمكن أن يكون نمطا أو عادة في ذاته شريطة تكراره هو الآخر.
فما نكرره مرة واحدة يوميا على مدى عدة أيام سوف يتحول إلى عادة،
لذا يمكن خلق العادات الطيبة من خلال ممارستها مرة واحدة يوميا على مدى أيام.
منقول