
17.11.2011, 05:15
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
06.02.2010 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
2.673 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
25.02.2017
(20:27) |
تم شكره 24 مرة في 19 مشاركة
|
|
|
|
|

من روائع ابن القيم -رحمه الله- قوله:
إن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا من ذنبه، وأشد من معصيته؛ لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس، وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به، ولعل كَسْرَتَه بذنبه وما أحدث له من الذلة، والخضوع، والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى، والكبر، والعجب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب، أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك، بها والإعتداد بها، والمنة على الله وخلقه بها، فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله! وما أقرب هذا المُدِل من مقت الله!
فذنب تذل به لديه أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائمًا وتصبح نادمًا خير من أن تبيت قائمًا وتصبح معجبًا، فإن المعجب لا يصعد له عمل، وإنك أن تضحك وأنت معترف، خير من أن تبكي وأنت مدل، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين، ولعلَّ الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلًا هو فيك ولا تشعر، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو ولا يطالعها إلا أهل البصائر؛ فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر، ووراء ذلك مالا يطَّلع عليه الكرام الكاتبون.
توقيع راجية الاجابة من القيوم |
|
|