المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م
بسم الله الرحمن الرحيم
المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م
هذه هي المرحلة الزمنية التي نَمَت فيها عقائد المسيحية
فبدأت بعبادة المسيح "الإنسان" عليه السلام
وانتهت بعصر المجامع التي ساوَت بين الله عزَّ وجل والمسيح عليه السلام !
المسيحية في عهد المسيح عليه السلام كانت توحيداً
وفي عهد بولس اقتربت من الوثنية مع الحفاظ على عبادة إلهٍ واحد !
وفي عهد آباء ما قبل نقية 325م زاد الغُلُوّ وأصبحت أقرب إلى الوثنية
وفي مجمع نقية 325م أصبحت المسيحية عقيدة واضحة بين التَّوحيد والوثنيَّة !
مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
النساء : 143
حتى نستطيع فهم المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 32م
يجب أن نُلقي الضوء على بعض الأفكار الرئيسية التي جاءت في العهد الجديد
الفكرة الأولى: الآب هو الإله الحقيقي الوحيد
هذه الفكرة موجودة في الأناجيل الأربعة
وموجودة أيضاً في رسائل بولس
وموجودة في جميع أنحاء الكتاب الـمُقدَّس بشكل عام
فهذه فكرة ثابتة راسخة في كتابات القرن الأول, خصوصاً الأناجيل الأربعة
ولا داعي لتكرار النُّصُوص مرة أخرى
بالإضافة إلى ذلك
العهد الجديد يُوضِّح صراحة أن الله الآب هو إله المسيح عليه السلام !
فنجد في يوحنا 20 / 17
يوحنا 20 / 17 {قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».}
ونجد في سفر الرؤيا 3 / 12
الرؤيا 3 / 12 {مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.}
وحتى في رسائل بولس نجد في أفسس 1 / 17
أفسس 1 / 17 {كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ}
إذن, لا يوجد أدنى شك من خلال كتابات القرن الأول الميلادي
أن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد
وأنه على وجه ا لخصوص إله المسيح عليه السلام
وهُناك أيضاً نصوص تقول صراحة بأن المسيح عليه السلام
هو عبدٌ للإله خالق السموات والأرض
فنجد في سفر أعمال الرُّسُل, حسب ترجمة الآباء اليسوعيين
أعمال الرُّسُل 3 / 13 {إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، إله آبائنا، قد مجد عبده يسوع الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام بيلاطس، وكان قد عزم على تخلية سبيله}
أعمال الرُّسُل 3 / 26 {فمن أجلكم أولا أقام الله عبده وأرسله ليبارككم، فيتوب كل منكم عن سيئاته.}
أعمال الرُّسُل 4 / 27 {تحالف حقا في هذه المدينة هيرودس وبنطيوس بيلاطس والوثنيون وشعوب إسرائيل على عبدك القدوس يسوع الذي مسحته}
أعمال الرُّسُل 4 / 30 {باسطا يدك ليجري الشفاء والآيات والأعاجيب باسم عبدك القدوس يسوع.}
وفقط للعلم, فإن الكلمة اليونانية παῖς
والتي تم ترجمتها بحسب الآباء اليسوعيين إلى: عبد
قيل عنها في قاموس سترونج
Strong’s Hebrew and Greek Dictionaries
أنها كلمة تعني على وجه الخصوص عبد أو خادم
specifically a slave or servant
هكذا نكون انتهينا من توضيح الفكرة الأولى
الفكرة الثانية: الآب هو الأعظم من الكل
بما أن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد
فهو أعظم من جميع مخلوقاته وعباده, هو صاحب كل سلطان وكل قوة
وهو عالم الغيب والشاهدة, والذي يفيض بعلمه على مخلوقاته
وهو القاهر فوق عباده, والكل يعمل إرادته ومشيئته سبحانه وتعالى !
فهو بذلك كله الأعظم من الكل, وهو الكل في الكل
وهو على وجه الخصوص أعظم من المسيح عليه السلام !
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
على هامش الموضوع
هُناك مئات النُّصُوص في طول العهد الجديد وعرضه تقول بهذه المعاني
لا أستطيع حصرها الآن لضيق الوقت
ولكن أنصح بمُراجعة مُحاضرات
مدخلٌ إلى المسيحية والعهد الجديد
خصوصاً مُحاضرات خُلاصة إنجيل يوحنا
وأنصح أيضاً بمُراجعة مقالة الأستاذ / مُعاذ عليان
بعُنوان: هل المسيح إله كامل بحسب أقوال الآباء ؟
أنصح أيضاً بمُراجعة الـمُحاضرات الآتية:
عقيدة ألوهية المسيح عند المسيحيين وعلاقته بالتثليث والتجسد
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء الثالث - الصمدية ضد البنوَّة والتثليث
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء الرابع - ألوهية المسيح وعقيدة التجسُّد
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء الخامس - التثليث من القرآن الكريم
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء السادس - الثالوث وثالث ثلاثة
من سلسلة: العلم والمعرفة - مدخل إلى مُقارنة الأديان
|
|
|
 |
|
 |
|
ولكن من أجل الإفادة, سأقوم بوضع أشهر النُّصُوص
والتي نستطيع من خلالها استخلاص المعاني السّابق ذكرها
يوحنا 10 / 29 {أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ}
يوحنا 14 / 28 {لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي}
1كورنثوس 15 / 28 {وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ}
يوحنا 5 / 30 {أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي}
لوقا 22 / 39 - 44 {39 وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. 40 وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41 وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42 قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.}
متَّى 20 / 23 {وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي}
هكذا نكون انتهينا من توضيح الفكرة الثانية
الفكرة الثالثة: لابد من "المسيح" عليه السلام لدخول الحياة الأبدية
من خلال كلمات المسيح عليه السلام في الأناجيل الأربعة
نجد أن الإيمان المطلوب بخصوص المسيح عليه السلام
هو نؤمن بأنه رسول من عند الله
ولكن الـمُشكلة جاءت من رسائل بولس
بولس لم يُوضِّح تحديداً ما هو الإيمان المطلوب بخصوص المسيح عليه السلام
إلا أنه أصرّ بأن نؤمن بأن الله عزَّ وجل أقام المسيح عليه السلام من الأموات
وأن المسيح "الإنسان" عليه السلام هو الوسيط بين الله والناس
بولس وضَّح مِراراً وتكراراً أننا لن نكون بارِّين أمام الله مرة أخرى
إلا بالمسيح عليه السلام, الذي بدمه نلنا الـمُصالحة مع الله عزَّ وجل
هذا الفهم تطوَّر حتى وصَّل المسيحيين إلى عبادة المسيح عليه السلام !
كيف هذا ؟
باختصار: نفس الشيء حدث مع الصُّوفيِّين !
المسلم لن يدخل الجنَّة إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم
أفضال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليك عظيمة جداً لا تُعد ولا تُحصى
يجب أن تُعلي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ترفع قدره وتُعظِّمه
فوصل بهم الغُلُوّ والإطراء إلى تقديم عبادات وتوسُّلات وتضرعات
لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وهذه أمور لا تنبغي إلا لله عزَّ وجل
هذا ما حدث تماماً مع المسيحين
بالإضافة إلى أن الأمر لم يصل إلى هذا الحدّ فحسب !
وإنما استمر الإطراء والغلو إلى أن اعتبر المسيحيون المسيح عليه السلام
إلهاً مع الله عزَّ وجل يُعبد مع الله جنباً إلى جنب !
وعند وصولنا لعصر المجامع
أصبح المسيح عليه السلام مُساوياً لله عزَّ وجل !
أركان المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م
نستطيع أن نقول إنها نفس أركان المسيحي في عهد بولس
ولكن حدث بضع الإضافات البسيطة !
في بداية هذا العهد
كانت الفكرتان الأولى والثانية راسختين في أذهان المسيحيين
ثم عند وصولنا للقرن الثالث
أصبح يُقال على المسيح عليه السلام أنه إله أو الإله
ولكن مع مُراعات أن الإله الآب أعظم منه !
فأصبح هُناك إلهين جنباً إلى جنب !
يجب أن نُوضِّح أيضاً
أن عقيدة "الفادي" و "الـمُخلِّص" الذي يموت عن الإنسان
كانت مُنتشرة جداً في الأوساط الوثنية الـمُحيطة للمُجتمعات المسيحية
وبالطبع هذه هي العقيدة التي نادى بها بولس ليلاً ونهاراً !
فكانت تُستغلّ هذه النُّقطة في دعوة الوثنيين للمسيحية !
إذن, الموضوع باختصار كالآتي
مع دخول الوثنيين للمسيحية وانتشار عقائد بولس
زاد الغُلُوّ في المسيح عليه السلام فأصبح "الإنسان" يُعبد مع الله عزَّ وجل
مع الإقرار بأن الله الآب أعظم من هذا "الإنسان" وأرفع منه شأناً
ثم زاد الغُلُوّ إلى أن أُطلِقَ على المسيح عليه السلام وصف الله أو الإله
وأصبح يُعبد مع الله عزَّ وجل جنباً إلى جنب
مع الإقرار بأن الله الآب أعظم وأرفع شأناً من الله الابن !
والآن لنقرأ بعض الاقتباسات من كتابات الآباء
والتي تُوضِّح بجلاء النِّقاط المذكورة سابقاً
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
على هامش الموضوع
قبل أن تقرأ أي اقتباس لأحد آباء الكنيسة
لابد أن تعرف لمن تقرأ وإلى أي قرن يعود !
لذلك أنصح باقتناء الكتاب الآتي:
نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى
للقمُّص تادرس يعقوب مَلَطِي
والذي يعطي معلومات رائعة جداً عن جميع آباء الكنيسة في السِّتَة قرون الأولى
ومُقدِّمة الكتاب تحتوي على تلخيص جميل لعقائد الفرق المسيحية الـمُختلفة
|
|
|
 |
|
 |
|
النُّقطة الأولى: المسيحية والوثنية
من أخطر ما قيل بخصوص هذه النُّقطة
كلام يوستينوس الشَّهيد, أحد آباء النِّصف الأول من القرن الثاني
The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 1, Justin Martyr, The First Apology of Justin, Chap. XXI, Analogies to the History of Christ
And when we say also that the Word, who is the first-birth of God, was produced without sexual union, and that He, Jesus Christ, our Teacher, was crucified and died, and rose again, and ascended into heaven, we propound nothing different from what you believe regarding those whom you esteem sons of Jupiter
الترجمة:
وعندما نقول أيضاً أن الكلمة, والذي هو بِكرُ اللهِ, أُحْدِثَ من غير علاقة جنسيَّة, وأنه, يسوع المسيح, مُعلمّنا, صُلِب ومات, وقام مرَّة أخرى, وصعد إلى السماء, لا نُقدِّم شيئاً مُختلفاً عمّا تؤمن به بخصوص أولئك الذين تُقدِّرهم: أبناء جوبيتير.
وهكذا, دخل الوثنيون في دين الكُفر أفواجاً !
النُّقطة الثانية: الآب أعظم من المسيح عليه السلام
النُّقطة الثالثة: عبادة المسيح عليه السلام مع الآب
هذه هي المرحلة التي أدَّت إلى مساواة المسيح عليه السلام بالله !
فلنقرأ فقرة أخرى من كتاب يوستينوس الشَّهيد, الدِّفاع الأول
The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Vol. I, Justin Martyr, The First Apology of Justin, Chap. XIII, Christians Serve God Rationally
Our teacher of these things is Jesus Christ, who also was born for this purpose, and was crucified under Pontius Pilate, procurator of Judaea, in the times of Tiberius Caesar; and that we reasonably worship Him, having learned that He is the Son of the true God Himself, and holding Him in the second place, and the prophetic Spirit in the third, we will prove. For they proclaim our madness to consist in this, that we give to a crucified man a place second to the unchangeable and eternal God, the Creator of all; for they do not discern the mystery that is herein, to which, as we make it plain to you, we pray you to give heed
الترجمة:
وسنُبَيِّن لكم أيضاً أننا نعبد بحق ذلك الذي علمنا هذه الأشياء ووُلد ليعلمنا إياها, يسوع المسيح الذي صُلِب في عهد بيلاطس البنطي, والي اليهودية, في عهد القيصر طيباريوس, الذي نرى فيه ابن الله الحق ونضعه في المنزلة الثانية, وفي الثالثة الروح النبوي. يا للجنون - على حد ما يُقال لنا - أن تُنزِلوا في المنزلة الثانية بعد الله الثابت الأزليّ خالق كل الأشياء, رجلاً مصلوباً ! هذا سر لا تفهمونه. سنشرحه لكم, فتفضلوا اتبعونا.
يوستينوس الشهيد: الدفاع عن المسيحية
إعداد: القمص تادرس يعقوب ملطي, كنيسة مار جرجس باسبورتنج الإسكندرية - صـ22
هنا نجد أن يوستينوس يُصرِّح بعبادته للمسيح عليه السلام
ولكن مع الإقرار بأنه في المنزلة الثانية بعد الله الثّابِت الأزليّ خالق كل الأشياء !
ومع الإقرار أيضاً بأنه "رجل" كما قال بطرس بحسب أعمال الرُّسُل 2 / 22
أعمال الرُّسُل 2 / 22 {أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.}
هذا كلام يوستينوس الشَّهيد, أحد آباء النِّصف الأول من القرن الثاني
ولكن عندما نأتي إلى النَّص الأول من القرن الثالث, أي إلى أوريجانوس
سنجد أن هُناك إضافة أخرى وتطوَّر جديد في المسيحية !
The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 4, Fathers of the Third Century: Origen Against Celsus, Book VIII, Chap. XV
For we who say that the visible world is under the government to Him who created all things, do thereby declare that the Son is not mightier than the Father, but inferior to Him. And this belief we ground on the saying of Jesus Himself, “The Father who sent Me is greater than I.” And none of us is so insane as to affirm that the Son of man is Lord over God. But when we regard the Saviour as God the Word, and Wisdom, and Righteousness, and Truth, we certainly do say that He has dominion over all things which have been subjected to Him in this capacity, but not that His dominion extends over the God and Father who is Ruler over all
الترجمة:
فنحن الذين نقول إن الكلمة المرئيَّة كانت تحت حُكم (أو سيطرة أو قهر) ذلك الذي خلق جميع الأشياء (أي: الآب), نُعلن أيضاً بهذا أن الابن ليس أقوى (أو أعظم) من الآب، ولكن أدنى منه. وهذه العقيدة مبنيَّة على قول يسوع نفسه: "إن الآب الذي أرسلني هو أعظم منّي". وليس منّا من هو مجنون ليُؤكِّد أن ابن الإنسان هو ربٌ على الله (أي: أعظم منه). ولكن عندما نعتبر الـمُخلِّص كـ "الله الكلمة"، والحكمة، والاستقامة, والحق، نقول بالتّأكيد أن له السِّيادة على جميع الأشياء والتي أُخضِعَت له بهذه القابليَّة, ولكن لا نقول أن سيادته امتدَّت لتسود على الله والآب الحاكم على الكلّ.
هذه الفقرة تستحق أن تُقرأ أكثر من مرَّة !
كلامه واضح وصريح جداً, لا يحتاج إلى شرح أو تفسير
أُنظر إلى عدد النِّقاط التي قام بتوضيحها وبيانها !
أوريجانوس يقول إن هذه العقيدة - عقيدة التَّدنِّي
أي: المسيح عليه السلام أدنى قدراً من الله الآب
عقيدة كتابيَّة مبنيَّة على أقوال المسيح عليه السلام نفسه !
لاحظ أيضاً أن أوريجانوس يقول ضمنيًّا أن سيادته أُعطيت له وليست من ذاته
ولكنه أطلق على المسيح عليه السلام لقب "الله الكلمة"
والآن, لننتقل إلى فقرة أخرى من كتاب أوريجانوس
The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 4, Fathers of the Third Century: Origen Against Celsus, Book II, Chap. IX
We therefore charge the Jews with not acknowledging Him to be God, to whom testimony was borne in many passages by the prophets, to the effect that He was a mighty power, and a God next to the God and Father of all things
الترجمة:
ولهذا نحن نُدين اليهود الذين لا يعترفون به كإله, والذي شهدت له العديد من الفقرات في كتابات الأنبياء, إلى درجة أنه قوَّةٌ عظيمة, وإلهٌ بجانب الإله والآب لجميع الأشياء.
بعد هذا الكلام القوي من أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي
لا يجب أن نتعجَّب عندما نجد مُساواة المسيح عليه السلام بالله عزَّ وجل
فهذه هي الخطوة المنطقيَّة التالية في سُلَّم الوصول إلى المسيحيَّة !
الـمُداخلة القادمة هي الأخيرة بإذن الله عز وجل
المسيحية في عصر المجامع
... آسف جداً على الإطالة ...
مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء
يُتْبَع بإذن الله عزَّ وجل ...
|