View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :12  (رابط المشاركة)
Old 13.11.2011, 16:56
التاعب's Avatar

التاعب

محاضر

______________

التاعب is offline

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
ممتاز مصداقية المصادر والنَّقد التّاريخي



بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن تعرَّفنا على المصادر الرئيسية لتاريخ المسيحية

ما مدى مصداقية هذه المصادر ؟
كيف نثق في المعلومات التي نجدها في هذه المصادر ؟

هذا الموضوع كبير جداً ومُتشعِّب !
ولكن أسأل الله عزَّ وجل أن أقوم بتبسيطه إلى أقصى درجة
حتى يستطيع كل مُبتدئ في المجال أن يستوعب الموضوع جيداً

يجب في البداية أن نفهم

ما هي طبيعة هذه المصادر ؟

أقصد من عبارة "طبيعة المصادر" الآتي:
هل هذه المصادر مسموعة مثلاً ؟
عبارة عن روايات منقولة شفهيًّة ؟
أم أنَّها عبارة عن وثائق مكتوبة ؟

لماذا يُهمّني معرفة "طبيعة" مصادر تاريخ المسيحية ؟

لأن كل "نوع" من أنواع المصادر الـمُختلفة
لها تفاصيلها الخاصة بوسائل إنشائها وحفظها ونقلها بين الناس عبر الزمن
مما سيؤثر حتماً على مصداقية ما سنجده في هذه المظاهر
هل ظلَّت محفوظة أم أصابها الفساد والتَّحريف ؟!

إذن, بعد أن علمنا أهمية معرفة "طبيعة" مصادر تاريخ الكنيسة
فلنُجِب على السؤال: ما هي طبيعة هذه المصادر ؟

جميع مصادر تاريخ الكنيسة وثائق مكتوبة !

لا يوجد عند المسيحيين ما يُسمَّى بـ
الأحاديث أو الرِّوايات الشفهيَّة المنقولة عن طريق سلسلة من الرُّواة !
لا يوجد عند المسيحيين تواتُر شفهي لنصٍّ ما أو رواية

كل التُّراث المسيحي عبارة عن وثائق مكتوبة

هل هُناك عيب في ذلك ؟

على الإطلاق
لا يوجد أي عيب في نوع المصادر في حد ذاتها


ولكن الـمُشكلة تكمُن في ...
كيفية مُعاملة الوثائق المكتوبة في العالم القديم !


بمعنى

إذا كانت التَّفاصيل الـمُحيطة بهذه الوثائق المكتوبة كلها جميلة
أي: الخاصة بوسائل كتابة حفظ ونقل هذه الوثائق المكتوبة
فلن يكون هُناك أي إشكال على الإطلاق

ولكن إن كانت التَّفاصيل الـمُحيطة بهذه الوثائق المكتوبة سيِّئة
فهذا سيُؤثِّر بالتّأكيد على مصداقية ما نجده في هذه الوثائق

اسأل الله عز وجل أن يكون كلامي مفهُوماً !


الآن نأتي إلى السؤال الجوهري والرَّئيسي
كيف نعرف التَّفاصيل المُحيطة بهذه الوثائق المكتوبة ؟
كيف نعرف مدى مصداقية هذه الوثائق المكتوبة ؟



الإجابة: عن طريق النَّقد التّاريخي لهذه الوثائق !


عندما يُطبَّق هذا النوع من "النَّقد" على الكتاب الـمُقدَّس
يخرج لنا العلم المعروف بـ "النَّقد الكِتابي" !

ماذا تعني عبارة "النَّقد التّاريخي" ؟

"النَّقد التّاريخي" عبارة عن مجموعة من العُلُوم والمنهجيّات
والتي نستطيع تطبيقها على أي وثيقة مكتوبة
بهدف الوصول إلى أدَّق المعلومات
بخصوص كل التَّفاصيل الخاصة بهذه الوثيقة !

وإليكم المزيد من التَّوضِيح ...

تُحيط بوثائق العالم القديم الكثير من الغُمُوض
وُهناك معلومات كثيرة جداً ومُتخلفة خاصة بهذه الوثائق
هذه المعلومات منها ما هو حق ومنها ما هو باطل !


مُهمَّة النَّقد التّاريخي
معرفة المعلومات التّاريخية الصحيحة الخاصة بهذه الوثيقة
أي: استخراج المعلومات الصحيحة الحقيقية من بين رُكام الباطل !


وبما أن الكتابات والوثائق المسيحية الـمُبكِّرة
لا تختلف في طبيعتها عن أي وثائق أخرى كُتِبت في العالم القديم
نستطيع تطبيق "النَّقد التّاريخي" على هذه الوثائق
فيما يُسمَّى عند المسيحيين بـ "النَّقد الكِتابي" !


اقتباس

على هامش الموضوع

أنصح بقراءة الكُتُب الآتية
رياض يُوسف داود: مدخلٌ إلى النَّقد الكِتابيّ, طبعة دار المشرق ببيروت
وهذه المجموعة الرائعة لـ بارت إيرمان Bart D. Ehrman
The New Testament, A Historical Introduction To The Early Christian Writings
Jesus, Apocalyptic prophet of the new millennium
Jesus Interrupted, Revealing the Hidden Contradictions in the Bible and Why We Don’t Know About Them


هل يُعتبر "النَّقد الكِتابي" هُجُوماً على الكتاب الـمُقدَّس ؟

"النَّقد الكِتابي" ليس هُجُوماً على الكتاب الـمُقدَّس على الإطلاق
بل هو الطريق الوحيد للوصول إلى المعلومات الصحيحة الدقيقة
بخصوص الكتاب الـمُقدَّس تحديداً أو الكتابات المسيحية الـمُبكِّرة بشكل عام

ولكن الـمُشكلة تكمُن في الآتي ...

المعلومات التي نحصل عليها بعد تطبيق "النَّقد الكِتابي" كعلوم ومنهجيّات
غالباً ما تختلف عن المعلومات "الإيمانيَّة" التي يعرفها المسيحي !
حيث أن "النَّقد الكِتابي" يُخرِج لنا المعلومات التاريخيَّة الصَّحيحة
أما المعلومات "الإيمانيَّة" فهي تلك التي تُعلِّمها الكنيسة للمسيحي البسيط

فعندما تجد "الكنيسة" أن "النَّقد الكِتابي" يُخالف ما تُنادي به
تقوم "الكنيسة" مُباشرة بمُحاربة "النَّقد الكِتابي" حفاظاً على إيمانها !

اقرأ كلام الأنبا شنودة الثالث بخصوص "النَّقد الكتابي"


بعض مُدرِّسِي الكتاب والوعّاظ في بلاد الغرب يجعلون أنفسهم قوّامِين على الكتاب الـمُقدَّس: يُراجِعون ألفاظه, كما لو كانوا عُلماء في اللغة, وينتقدون ما يشاءون, ويحذفون ما يشاءون ! كما لو كان الكتاب خاضعاً لعقولهم ! وليست عقولهم هي التي ينبغي أن تخضع للكتاب .. كما أنهم جعلوا بعض أجزائه أقل أهمية من غيرها ! ونحن لا نقبل منهم هذا الوضع ولا نُوافقهم عليه. أما أن ينتقل بعض من أفكارهم إلى داخل كنيستنا, فأمر عجيب ما كنا ننتظره إطلاقاً. وسنضطر إلى مُواجهته, حتى لا ينتقل إلى البسطاء الذين قد يقبلون ما يُقدَّم لهم من فكر دون فحص .. !

الأنبا شنودة الثالث: النَّقد الكِتابي, الكليَّة الإكليريكيَّة بالقاهرة - صـ5.

بعد قراءة هذه الفقرة, تذكَّرت قول الله عزَّ وجل عن فرعون عليه لعنة الله


وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ

[غافر : 26]

فرعون عليه لعنة الله يتَّهِم موسى عليه السلام بأن قد يُظهر في الأرض الفساد
كذلك الأنبا شنودة يُريد مُواجهة "النَّقد الكِتابي" المبني على المنهجيّات العلمية
بحُجَّة: المسيحي البسيط قد يقبل هذا الكلام بغير فحص !

يا أنبا شنودة
نتائج "النَّقد الكِتابي" مبنيَّة على الفحص والمنهجيَّة العلمية
فيجب عليك أن تتقبَّل هذه "الحقائق" ولا تُقاومها

والآن بعد أن فهمنا عبارة "النَّقد الكِتابي" نُريد توضيحاً لـ ...
واتفقنا أن تطبيق "النَّقد التّاريخي" على الكتاب الـمُقدَّس اسمه "النَّقد الكِتابي"


سننظر عن قرب إلى ...
"النَّقد الكتابي" Biblical Criticism


يُقسَّم "النَّقد الكِتابي" إلي قسمَين

القسم الأول:
النَّقد الأدنى Lower Criticism
ويُطلق عليه أيضاً: النَّقد النَّصِّي Textual Criticism

وهو القسم الخاص بتحديد نصّ الكِتاب بدقَّة
وسوف نتكلم بالتَّفصيل عن "النَّقد النَّصِّي" لاحقاً في الـمُلتقى

القسم ثاني:
النَّقد الأعلى Higher Criticism

وهو القسم الخاص بتحديد كل التَّفاصيل التي تدور حول نصّ الكتاب

مثل:
من الذي كتب أو ألَّف هذا الكتاب ؟
متى قام بتأليف هذا الكتاب ؟
أين قام بتأليف هذا الكتاب ؟
لماذا قام بتأليف هذا الكتاب ؟
لمن قام بتأليف هذا الكتاب ؟
ما معنى النَّص الذي قام بكتابته في هذا الكتاب ؟

إذن, عُلماء "النَّقد الكِتابي" يقومون بتحديد نصّ الكتاب أولاً
ثم يقومون بدراسة كل التَّفاصيل التي تدور حول نصّ الكتاب

بعد أن يمر الكتاب أو الوثيقة بهاتين المرحلتين
نكون قد حصلنا على معلومات دقيقة حول مدى مصداقيَّة الكتاب !


في الـمُداخلة القادمة سنتعرَّف على ...
بعض المعلومات الـمُهمَّة جداً والتي تخص "تاريخ المسيحية"


حصلنا عليها بعد تطبيق "النَّقد التّاريخي"
على الكتاب الـمُقدَّس وكتابات الآباء الأوائل

... آسف جداً على الإطالة ...
مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء

يُتْبَع بإذن الله عزَّ وجل ...







توقيع التاعب
أبو المُنتصر شاهين المُلقَّب بـ التاعِب
www.alta3b.wordpress.com



آخر تعديل بواسطة التاعب بتاريخ 14.11.2011 الساعة 17:53 . و السبب : التنسيق والمُراجعة
Reply With Quote