قال الله عزوجل " واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) , يا ترى كم نسبة من إستطاع الشيطان في هذا العصر أن يفعل بهم ذلك , والجواب أني لا أريد أن أحدد نسبة معينة حتى لا أدخل في نطاق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :- من قال هلك القوم فهو أهلكهم , وكل ما أستطيع أن أقوله أنهم كثر , بل إن الأمة كثيرة ولكنها غثاء كغثاء السيل بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فما هو الحل وما هو الخلاص ؟ , لقد حاول ويحاول معظم العلماء المخلصين تغيير الناس عن طريق الوعظ والإرشاد , ولقد إهتدى كثير من الخلق بفضل الله , ولكن مازال الطريق طويلا لإحداث التغيير في الأمة , ويبقى السؤال كما هو :- ماهو الحل وماهو الخلاص ؟ والجواب كما أراه أنه ليس من المنطق أن يعالج الأطباء المرضى , ولا يحاولون القضاء على الجرثومة التي تسبب هذا المرض أو حتى يحاولون التخفيف من حدتها , والجرثومة التي نتكلم عنها هي الشيطان وبما أننا لا نستطيع القضاء عليه فلقد إقتضت حكمة الله بقاءه إلى أن تقوم الساعه , إذا فلا بد أن نحارب أعوانه وجنده من الإنس والجن , ونثقف الناس عن طرق المناعة والتي تحمي الإنسان من توغل وسوسة الشيطان للصدور , وأما محاربة أعدائه وجنده فتكمن في الجهاد ضد الإعلام الفاسد وأصحابه بكل ما أوتينا من قوة والجهاد ضد من يبغونها عوجا , لا همجية ولا مجرد نصح ووعظ , بل وحدة وتخطيط , أقولها لكم ثلاث كما قلتها سابقا الآف , وأحد الأسلحة التي أعطانا هي الله , سلاح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوة اليد من قبل سلطة مخولة من ولي الأمر , واللسان والقلب من قبل بقية المسلمين الذين يبغونها صراطا مستقيما حكمة وموعظة حسنة , وأما السلاح الآخر الذي وهبنا الله إياه وهو ما يجب تثقيفه للمسلمين هو :- مقاومة وسوسة الشيطان من أول خاطر يخطر للمسلم بالمعصية فإن إستعاذ بالله منها نجح وتفاداها , وإن فشل , تطور الأمر ودخل في حيز التنفيذ , ودليل ذلك ما قاله يوسف عليه السلام ثم ما تفضل الله به عليه , فلقد قال عليه السلام في موقف إمرأة العزيز ( وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ) فعندما إستعاذ أعاذه الله , يقول الله عزوجل ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) فهذه رسالتي للعلماء المخلصين , وهذه رسالتي لمن أرادها صراطا مستقيما من المسلمين , وهذه رسالتي لعامة المسلمين لمحاربة إبليس وجنده ,عسى أن ينفعنا الله بها جميعا , قبل أن يدب في المخلصين من الأمة اليأس وفقدان الأمل . 
كتاب خواطر إيمانية للكاتب
إنتهى
يقول جلَّ وعَلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160]،
انشر تؤجر