اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :28  (رابط المشاركة)
قديم 18.10.2011, 14:29

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


من مواقف الصحابة
مهاجر يبحث عن الحقيقة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

إذا كانت النفوس كبارا ... تعبت فى مرادها الأجسام

هكذا كان شأن الصحابي الجليل الذي نتحدث عنه ، فقد نشأ فى بلاد فارس فى بيت عز وثراء ، وعبد النار مع أهل فارس ثم ضاقت نفسه بما هو عليه من تقديس شيء يخبو و ينطفئ لولا متابعة إشعاله بما يطرح فيه من وقود ، فذهب إلى كنيسة للنصارى ينظر عبادتهم وطقوسهم الدينية فوجدها خيراً مما هو فيه فانتقل إليها ورحل من أجلها استجلاء لحقيقة هذا الدين إلى الشام ثم إلى الموصل ثم إلى عمورية من بلاد الروم ولازم عابداً نصرانياً هناك حتى إذا حضرته الوفاة سأله قائلاً : إلى من توصى بى ؟ قال له العابد : يا بني ما أعرف أحداً على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفاً .. يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين ، فإذا استطعت أن تخلص إليه فافعل . وإنّ له آيات لا تخفى . فهو لا يأكل الصدقة ، ويقبل الهدية ، وإنّ بين يديه خاتم النبوة . إذا رأيته عرفته .

واشتد شوق ذلك المهاجر الباحث عن الحقيقة إلى لقاء هذا النبي الذي حدثه العابد عن مهجره وأوصافه حتى إذا لقي قوماً من جزيرة العرب عرض عليهم أن يأخذوا كل ما يملك ويحملوه معهم إلى بلادهم ففعلوا .. ولكنهم خانوه وباعوه عبداً رقيقاً إلى رجل من يهود بني قريظة صار يعمل فى نخله حتى بعث الله رسوله وقدم إلى المدينة ونزل بقباء فى بني عمرو بن عوف فأسرع إليه صاحب حديثنا هذا ، فلما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه قدم إليهم طعاماً وقال إنه صدقة . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه كلوا باسم الله وأمسك هو فلم يبسط إليه يداً . فقال الباحث عن الحقيقة هذه واحدة ثم رجع فى الغداة يحمل طعاماً قدمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول : إنه هدية . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه كلوا باسم الله وأكل معهم ، فقال صاحبنا : هذه والله الثانية . إنه يأكل من الهدية . ثم مكث ما شاء الله حتى رأى النبي صلى الله عليه وسلم فى البقيع قد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزراً بواحدة ومرتدياً بالأخرى ، فاقترب منه وسلم عليه وأخذ يطيل النظر إلى أعلى ظهره ، فعرف الرسول صلى الله عليه وسلم طليته ، فألقى بردته عن كاهله فإذا خاتم النبوة بين كتفيه . فأكب سلمان الفارسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله ويبكى ثم جلس بين يديه يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأشار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أن يكاتب سيده حتى يعتقه ولما كاتبه سيده أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يعاونوه ، وفك سلمان رقبته من هذا الرق الظالم وصار حراً مسلماً متوجاً بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة الخندق والمشاهد كلها ، فقد حال الرق بينه وبين شهود بدر وأحد .

ولما جمع الأحزاب جموعهم وقصدوا المدينة ليستأصلوا شأفة المسلمين كان سلمان الفارسي صاحب الرأي الصائب بحفر الخندق فى الجهة المكشوفة من المدينة التي تصلح لهجوم جيش العدو عن طريقها . ووقى الله المسلمين بما أشار به سلمان . ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزا .








رد باقتباس