رفع شعار كلنا ملتزمون بدين الله , كثير منا عندما يهم بالإلتزام أو يخطر على باله يخيل له الشيطان أو يشعره بالإكتئاب منه وإن تطور الأمر عنده يشعره بالإشمئزاز من أهل اللحى , وما ذلك إلا وسوسة منه اللعين لعباد الله حتى يبعدهم عن الإلتزام بالدين ويبقيهم على ماهم عليه , عباد الله هذا الشعور قد يواجهه حتى من هو سائر أو يحاول السير على طريق الصراط المستقيم وليس فقط من هو غارق في المعاصي , لذا لا بد لنا عقلا ومنطقا أن نسأل المجربين أو نقرآ عن ما قالوه عن مافي الإلتزام من السعادة وخصوصا الراحة النفسية والإطمئنان , وإن لم نفعل وأبتعدنا عن الإلتزام بفعل هذه الوسوسة فلقد خسرنا شئ عظيم لأن نتيجة السير في الصراط إلى أن نقابل الله به هو :- الفوز العظيم , إخواني الشيطان يقول إكتئاب والله يقول سعادة , فمن تصدقون ؟؟ لا تقل أجرب لأن الله ودينه لا يجرب , بل تبدأ السير في الطريق بيقين بأن في هذا الطريق السعادة في الدارين لأن الله عزوجل هو من قال ذلك , والشيطان وأعوانه من الإنس والجن هم من قالوا عكس ذلك ويصورن لك ذلك بنشرهم للفساد , وإن لم تصدق ذلك فأنت عياذا بالله لست ذا يقين بكتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر , وإن أردتم المساعدة لمحاربة إبليس اللعين , فإليكم النصيحة :- كلما وسوس لكم الشيطان بالإكتئاب من الإلتزام تذكروا كرم الله عزوجل لنا عندما قال سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ,
لذا عليكم بالعقيدة وخصوصا التوحيد كما شرحه علماء السلفية , فلا إكتئاب في ذلك , ثم تذكر بعد ذلك قوله سبحانه وتعالى عما يشركون ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفرعنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) فلا أعتقد أن هناك إنسان سوي لا يريد أن يترك الكبائر , ومن كان واقعا في إحداهن أو أكثر فلا يمنعنه الشيطان من الإلتزام ببقية أوامر الله وترك نواهيه ,
فالعقل يقول :- ما لا يدرك كله لايترك جله , عسى الله بعد ذلك أن يكرمك بتركها أو يرحمك بعد موتك بفضل الإلتزام ببقية الأمور , ولكن إياك وإياك ثم إياك أن لا تلتزم فورا بل بمجرد قراءة هذه الرسالة بالتوحيد والعقيدة
السلفية , والمحافظة على الصلاة في أوقاتها بتركيز وفهم لما تقول أثنائها , وإخراج المتأخر من الزكاة , وترك الإضرار بالناس , وتعزم على الصيام والحج إن لم تحج
مهما كان يبدو الأمر معقدا بالنسبة لك فقد تموت فورا بعد قراءة هذه الرسالة , هذا إن أكرمك الله بقرائتها , ثم تبدأ بعد ذلك بتطبيق قاعدة ما لا يدرك كله لا يتركه جله , وبديل ذلك إخواني عقاب عظيم , يقول الله عزوجل ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) سورة الزمر